تتعدّد المبادرات التي تُحاول تصحيح المسار البيئي المُنحدر، في إثر مُغالاة البشر في إهدار موارد الطبيعة، وفي الاستهلاك غير المسؤول. يبرز من حاملي الهمّ البيئي، مصمّمو ديكور ومفروشات يسعون إلى أن يقدّموا نتاجاً جذّاباً في الشكل، مع احترام "أمّنا الأرض". في هذا الإطار، تبدو مبادرة "يقين" جديرة بأن يُسلّط الضوء عليها.
تقف مهندستا التصميم الداخلي سابين السقيم وبرونا التيني خلف "يقين"؛ كانت تعرّفت الشابتان إلى بعضهما البعض، على مقاعد الدراسة الجامعيّة؛ عملت كلّ مصمّمة بمفردها بعد التخرّج، وذلك لعشر سنوات، قبل تأسيس مشروعهما المشترك، الذي أطلقتا اسم "يقين" عليه.
تعتقد المصمّمتان الشابتان أنّه ثمّة دور عليهما القيام به، في إطار إصلاح المسار البيئي والإنساني المنحدر الذي يسير العالم فيه، لذا، هما تقدّمان مجموعات من الأثاث، مصنوعة من مواد "صديقة" للبيئة، مع مراعاة احترام الطبيعة، في عملهما. في هذا الإطار، تطبّق المصمّمتان النهج الثلاثي الداعي إلى الحد من النفايات وإعادة استخدامها وإعادة تدويرها، في عملهما الفنّي، من دون أن يقفز الهمّ البيئي عن جماليّة المفروشات التي تتبع الأسلوب الإنتقائي الدامج بين التقليديّة والحداثة والمعاصرة والغرابة، لتناسب المجموعات تالياً كلّ طرز المنازل؛ "النيو كلاسيكيّة" منها و"المودرن" و"الألترا مودرن"...
تتحدّث المصمّمة سابين إلى "سيدتي" فتقول إنّها وشريكتها تتشاطران الذوق التصميمي والقيم، وتضيف أنّهما تقومان بالتخفيف من تبديد الموارد، مثل: الخشب والحديد، وغيرهما، في عملهما الفنّي، مع قصّ الخامات، بطريقة لا تخلّف الكثير من البقايا، واستخدام الأخيرة إن وجدت في صنع قطع صغيرة من الأثاث أو إعادة تدوير البواقي. إلى ذلك، تتمسّك المصمّمتان بأمر الحدّ من انبعاثات ثاني أُكسيد الكربون، وذلك عن طريق الإنتاج المركزي (أي أن عمليّات التصنيع، بكليتها، والتوضيب، تتمّ في مكان واحد).
بذا، يساهم المستهلكون وهواة الأثاث الفنّي، ولو قليلاً في التخفيف من استهلاك المواد الأولية بدون وعي، حسب المصمّمة التي تشدّد أنّه "بخلاف المعتقد الشائع عن طريق الخطأ، فإن المنتجات "الصديقة" للبيئة لا تخلو من جاذبيّة".
بعد رحلة تطوّعية إلى غانا في يوليو 2018، تغيّرت حياة كلّ من هلا النعماني ونيفين هاشم... "هذا المشوار فتح أبواب الأمل والإلهام أمامنا"، حسب تعبيرات هلا لـ"سيدتي"، فقد قرّرت الشابتان اللتان التقيتا ببعضهما البعض في الرحلة التطوّعيّة الاستقالة من وظيفتيهما. بذا، أدارت نيفين ظهرها لتسع سنوات قضتها في التدقيق والإدارات الماليّة بين لبنان والخارج، وتخلّت هلا عن عملها في الهندسة الداخليّة، في إطار شركة بجدة. ثمّ، انطلقت الشابتان إلى تنزانيا، للالتحاق ببرنامج تنمية المجتمع، حيث عملتا في مشاريع مختلفة. هناك، اهتمّت الشابتان بمشكلة النفايات، ما فتح أعينهما على أزمة النفايات القائمة في لبنان والعالم، فبحثتا عن طرق لإدارة النفايات وإعادة التدوير، مع التركيز على التلوّث البلاستيكي الذي يعدّ الأخطر على صحّتنا وبيئتنا.
بدأت مبادرة الشابتين بابتكار اكسسوارات (واقيات الأكواب والأوعية وحاملات الهواتف...) من النفايات، مع بيع السلع في المتاجر المحلّية و"أونلاين" عبر حساب مشترك أسّستاه. ثمّ، هما طوّرتا فكرتهما والآلات في عام 2021 بغية تصنيع الألواح المستدامة المعاد تدويرها، فولدت بذا Paltic.
تُعنى "المبادرة" بإعادة تدوير مئات الأطنان من النفايات البلاستيكيّة، بصورة سنويّة، وتمكين المرأة في قطاع التصنيع وإعادة التدوير، كما المساهمة في تعزيز الاقتصاد الدائري المحلّي. تُصنع الألواح المستدامة من البلاستيك المُعاد تدويره (نوع محدّد من البلاستيك يُعرف بـPlastic #2 (HDPE) ويتوافر عادةً في أغطية القوارير وعبوات الشامبو والمنظّفات)، وهي تحمل مقاس 1000x 1000 ميلليمتر، وسمكاً يتراوح بين 10 و20 ميلليمتراً.
تتميّز الألواح بمزيج ألوان فريد، وتقاوم الماء والتعفّن، وهي قابلة لإعادة التدوير أيضاً. الجدير بالذكر أن صنع لوح واحد بسمك 10 ميلليمترات يتطلّب نحو 6 آلاف غطاء بلاستيكي (أو 300 عبوة من المنظفات)!
تُستخدم الألواح المصنوعة يدويّاً، بدقة واحتراف، في المشاريع الحديثة، سواء التجاريّة منها أو السكنيّة، لا سيّما في كساء الجدران وأسطح العمل، بالإضافة إلى التركيبات الفنّية وصنع الأثاث (وحدات الرفوف الطاولات والكراسي). وتمثّل الألواح مواد مستدامة جديدة بديلة عن الخشب والرخام وبلاط التيرازو...
توفّر للمصمّمين إمكانيّات وأفكاراً لا حصر لها. تجدر الإشارة إلى أنّه يسهل تشكيل المادة المُعاد تدويرها، سواء تعلّق الأمر بقطع الألواح يدويّا أو الحفر عليها أو تحويلها إلى الأشكال المرغوبة، باستخدام تقنيات العمل بالخشب عينها.
إصلاح المسار البيئي المنحدر
تقف مهندستا التصميم الداخلي سابين السقيم وبرونا التيني خلف "يقين"؛ كانت تعرّفت الشابتان إلى بعضهما البعض، على مقاعد الدراسة الجامعيّة؛ عملت كلّ مصمّمة بمفردها بعد التخرّج، وذلك لعشر سنوات، قبل تأسيس مشروعهما المشترك، الذي أطلقتا اسم "يقين" عليه.
الذوق التصميمي
تتحدّث المصمّمة سابين إلى "سيدتي" فتقول إنّها وشريكتها تتشاطران الذوق التصميمي والقيم، وتضيف أنّهما تقومان بالتخفيف من تبديد الموارد، مثل: الخشب والحديد، وغيرهما، في عملهما الفنّي، مع قصّ الخامات، بطريقة لا تخلّف الكثير من البقايا، واستخدام الأخيرة إن وجدت في صنع قطع صغيرة من الأثاث أو إعادة تدوير البواقي. إلى ذلك، تتمسّك المصمّمتان بأمر الحدّ من انبعاثات ثاني أُكسيد الكربون، وذلك عن طريق الإنتاج المركزي (أي أن عمليّات التصنيع، بكليتها، والتوضيب، تتمّ في مكان واحد).
جاذبيّة المفروشات "الصديقة" للبيئة
تثير المصمّمة سابين نقطة مفادها أن "الناس يعيشون في منازل تملؤها المفروشات، الأمر الذي يصنع روابط قويّة بين المنتجات المذكورة والبشر. لكن، بدلاً من أن يكتفي الأفراد بإمتاع أعينهم بأشكال المفروشات وألوانها وتراكيبها، هم يمكن أن يتقدّموا خطوات إلى الأمام عند شراء هذه القطع بمسؤوليّة بعد السؤال عن مصادر المواد التي تصنعها، وطرق التصنيع".بذا، يساهم المستهلكون وهواة الأثاث الفنّي، ولو قليلاً في التخفيف من استهلاك المواد الأولية بدون وعي، حسب المصمّمة التي تشدّد أنّه "بخلاف المعتقد الشائع عن طريق الخطأ، فإن المنتجات "الصديقة" للبيئة لا تخلو من جاذبيّة".
شهادة بيئيّة
عن المواد المستخدمة في صنع المفروشات، تعدّد المصمّمة سابين كلّاً من:- الخشب الحائز على شهادة بيئيّة جرّاء الكيفيّة التي يحصد حسبها، وطريقة تقطيعه ونقله، وكيفيّة جراية الغابات التي يحصد منها.
- الروطان أي المادة الطبيعيّة التي تُستخلص من أشجار النخيل سريعة النموّ والتجدّد.
- "الستاينلس ستيل" القابل لإعادة التدوير.
- الدهان المائي الذي لا يحتوي على الجزيئات المتطايرة العضويّة (VOCs).
- الكرتون المعاد تدويره، وذلك في توضيب التصاميم.
"يقين"
"يقين" مفردة عربيّة معناها الاعتقاد الجازم والعلم به، دون أي شك؛ اختارت مهندستا التصميم سابين السقيم وبرونا التيني الكلمة لتسمية مبادرتهما، وذلك للتوكيد على هويتيهما العربيّة، كما لاختصار مهمّتهما الداعية إلى الحفاظ على النظام البيئي في عملهما، مهما كانت المجموعات وألوانها وتصاميمها، بالإضافة إلى تشجيع المستهلكين وعشّاق الفن على الاستهلاك الأخلاقي.
مبادرة تدمج الاستدامة بالتصميم الداخلي
بعد رحلة تطوّعية إلى غانا في يوليو 2018، تغيّرت حياة كلّ من هلا النعماني ونيفين هاشم... "هذا المشوار فتح أبواب الأمل والإلهام أمامنا"، حسب تعبيرات هلا لـ"سيدتي"، فقد قرّرت الشابتان اللتان التقيتا ببعضهما البعض في الرحلة التطوّعيّة الاستقالة من وظيفتيهما. بذا، أدارت نيفين ظهرها لتسع سنوات قضتها في التدقيق والإدارات الماليّة بين لبنان والخارج، وتخلّت هلا عن عملها في الهندسة الداخليّة، في إطار شركة بجدة. ثمّ، انطلقت الشابتان إلى تنزانيا، للالتحاق ببرنامج تنمية المجتمع، حيث عملتا في مشاريع مختلفة. هناك، اهتمّت الشابتان بمشكلة النفايات، ما فتح أعينهما على أزمة النفايات القائمة في لبنان والعالم، فبحثتا عن طرق لإدارة النفايات وإعادة التدوير، مع التركيز على التلوّث البلاستيكي الذي يعدّ الأخطر على صحّتنا وبيئتنا.
بدأت مبادرة الشابتين بابتكار اكسسوارات (واقيات الأكواب والأوعية وحاملات الهواتف...) من النفايات، مع بيع السلع في المتاجر المحلّية و"أونلاين" عبر حساب مشترك أسّستاه. ثمّ، هما طوّرتا فكرتهما والآلات في عام 2021 بغية تصنيع الألواح المستدامة المعاد تدويرها، فولدت بذا Paltic.
تدوير البلاستيك
تُعنى "المبادرة" بإعادة تدوير مئات الأطنان من النفايات البلاستيكيّة، بصورة سنويّة، وتمكين المرأة في قطاع التصنيع وإعادة التدوير، كما المساهمة في تعزيز الاقتصاد الدائري المحلّي. تُصنع الألواح المستدامة من البلاستيك المُعاد تدويره (نوع محدّد من البلاستيك يُعرف بـPlastic #2 (HDPE) ويتوافر عادةً في أغطية القوارير وعبوات الشامبو والمنظّفات)، وهي تحمل مقاس 1000x 1000 ميلليمتر، وسمكاً يتراوح بين 10 و20 ميلليمتراً.
تتميّز الألواح بمزيج ألوان فريد، وتقاوم الماء والتعفّن، وهي قابلة لإعادة التدوير أيضاً. الجدير بالذكر أن صنع لوح واحد بسمك 10 ميلليمترات يتطلّب نحو 6 آلاف غطاء بلاستيكي (أو 300 عبوة من المنظفات)!
كساء الجدران وصنع الأثاث
تُستخدم الألواح المصنوعة يدويّاً، بدقة واحتراف، في المشاريع الحديثة، سواء التجاريّة منها أو السكنيّة، لا سيّما في كساء الجدران وأسطح العمل، بالإضافة إلى التركيبات الفنّية وصنع الأثاث (وحدات الرفوف الطاولات والكراسي). وتمثّل الألواح مواد مستدامة جديدة بديلة عن الخشب والرخام وبلاط التيرازو...
تعاون "المبادرة" مع المصمّمين
تتعاون "المبادرة" مع مصمّمي ومصنّعي الأثاث المحليين، منهم: داليا بحصلي التي تولّت مشروع تجديد أراجيح الشاطئ العام في بيروت، وياسمين رعد التي دمجت ألواح Paltic في قطعة أثاث عبارة عن طاولة جانبية حازت على جوائز... وتتطلّع إلى أن تتوسّع التعاونات لتشتمل على الفنّانين العرب.