باتت التكنولوجيا جزءًا لا يتجزأ من حياتنا، ودخلت في معظم الأعمال والحرف، ورغم مهارتها ودقتها في تنفيذ المهام الموكلة إليها إلا أنها قد تكون عاجزة عن النجاح في بعض منها، ففي الوقت الذي تتغلب فيه الآلات على أفضل لاعب شطرنج في العالم، إلا أنها تفتقر إلى القدرة على التقاط قطعة شطرنج مثل الأطفال، ويرجع ذلك جزئيًا إلى أنّ القابض الاصطناعي على الروبوتات لا يملك المقدرة على إعطاء نفس الإحساس الذي يعطيه طرف الإصبع البشري، والذي يستخدم لتوجيه يد الشخص عند التعامل مع الأشياء.
ولتحقيق هذه الخاصية قام علماء بريطانيون من جامعة بريستول بابتكار طرف إصبع بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد يتمتع بحاسة لمس مشابه لحاسة لمس الإنسان على أمل أن يساهم ذلك في تحسين صناعة الأطراف الصناعية للبشر عن طريق جلد صناعي مثيل للجلد الحقيقي.
وبحسب صحيفة ديلي ميل البريطانية فقد وجد الباحثون أنّ طرف الإصبع الجديد كان قادرًا على إنتاج إشارات عصبية اصطناعية تشبه تلك الناتجة عن إشارات من نهايات عصبية بشرية مختلفة. ويعد هذا تطورًا مثيرًا في مجال الروبوتات اللينة، إذ ستسمح القدرة على الطباعة ثلاثية الأبعاد للجلد بإنشاء روبوتات أكثر مهارة، وتحسن بشكل كبير من أداء الأيدي الاصطناعية من خلال منحها إحساسًا داخليًّا باللمس.
تجدر الإشارة إلى أنّ الباحثين ابتكروا حاسة اللمس في الإصبع الاصطناعي باستخدام شبكة مطبوعة بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد مؤلفة من نتوءات صغيرة بحجم رأس الدبوس تشبه تلك الموجودة على جلد الإنسان.
من جهته قال البروفيسور "ناثان ليبورا" من قسم الرياضيات الهندسية في جامعة بريستول:" يساعد عملنا في الكشف عن كيفية عمل التركيب الداخلي المعقد للجلد البشري على إنشاء حاسة اللمس لدى الإنسان. وجدنا أنّ طرف إصبعنا اللمسي المطبوع بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد، يمكنه إنتاج إشارات عصبية اصطناعية تشبه الإشارات التي تطلقها الخلايا العصبية اللمسية الحقيقية، وخلال عملنا، اختبرنا أطراف الأصابع الاصطناعية المطبوعة، وشعرنا بنفس الإحساس الذي نشعر به عادة عند لمس الأشياء بأصابعنا الحقيقية".
يذكر أنه وعلى الرغم من التطابق الوثيق للغاية بين الإصبع الاصطناعي وإشارات الأعصاب البشرية، لم يكن هذا الإصبع حساسًا للتفاصيل الدقيقة، ويعزو العلماء ذلك إلى أنّ الجلد الاصطناعي أكثر سمكًا من الجلد الحقيقي، لذا فهم يعملون على حل هذه المشكلة.
يمكنكم متابعة آخر الأخبار عبر تويتر "سيدتي"