العطاء لعبة تجيدها النساء.. وينكرها الرجال!

6 صور

بات الأخذ والعطاء بين الزوج والزوجة لعبة تبرز مشكلاتها، ويكثر الجدل فيها، حيث يشد كل طرف الحبل باتجاهه، معتبراً أنه الأكثر عطاءً والأقل أخذاً، ويطيب له أن يأخذ دور الضحية، خصوصاً النساء، حيث تعتقد أغلبهن أنه كلما قدمت أكثر طلب الطرف المقابل منها المزيد، فالرجل يعمل بالمثل القائل: «إذا أتعبت زوجتك ريحتك... وإذا ريحتها أتعبتك». فمن هو الأكثر عطاءً؟

عندما أهدت الممثلة أنجيلينا جولي جزيرة على شكل القلب لزوجها براد بيت بمناسبة عيد ميلاده الـ50، وقف الجميع مذهولين أمام ثمنها الذي بلغ مليونين و200 ألف جنيه إسترليني، ثم كان ذهول كل معجبيها ذهولاً أكبر عندما ظهرت أنجيلينا على غلاف مجلة تبكي، وهي تعلن أن حبيبها براد بيت خانها مع فتاة سمراء في العشرين وقد اعترف لها بذلك بنفسه.

وكانت الردود تقول: «هذه هي نهاية العطاء الزائد»، وهذا ما تؤيده جميع قارئاتنا، ومنهن:
حصة المهيري (موظفة) التي تشكو بأنها منذ عشرين سنة من الزواج تقدم وتعطي، كل اهتمامها وحبها لزوجها، حتى أنها ساعدته براتبها، تتابع قائلة: «كنت أطبخ طعامه بنفسي، رغم أن لدي خادمة، وكان دائماً يقول لماذا لا تتعلمين الطبخ من أمي؟ ولماذا لا تنتظرينني عندما أعود في الليل؟ وهو يعلم أن لدي دواماً في اليوم التالي، وكلما أقدم له شيئاً طالبني بالمزيد، لكنني مقابل طلباته المتكررة وعدم تقديره أصبحت غير قادرة على أن أكون كما كنت في الماضي».
بينما تتخذ مريم السويدي (موظفة) موقفاً أكثر تطرفاً؛ فمنذ البداية قررت أن لا تقدم شيئاً إلا بمقابل، أعلمت زوجها أنها لا تدخل المطبخ فأحضر لها طباخة، وأعلمته أن لا تساهم براتبها، وفرضت عليه أن يساعدها في العناية بالأطفال، وأن يأخذ ابنه معه يومياً في نزهة!

ما يبين بعيونهم
وبلهجة حادة ترد كلثم غانم (موظفة) بقولها: «الرجال ما يبين بعيونهم كل ما تقدمه المرأة لهم يعتبرونه حقاً لهم"، وتعتبر التجمل عطاءً بحد ذاته، يتطلب منها جهداً ومالاً... لكن الرجال لا يعتبرونه كذلك، وبرأيها أنهم لا يلتفتون إلا للعطاء المادي، كما أنهم لا يقدرون معاملتها لأهلهم على أكمل وجه حتى لو لم تكن تحبهم...
وتتساءل سحر جورج (مدرسة تربية فنية) بقولها: «هل عطاء المرأة وتفانيها في كل تفاصيل العلاقة الزوجية حتى أثناء العلاقة الحميمة هو عطاء أم سذاجة؟». تستدرك سحر: «مفهوم الأخذ والعطاء يختلف بين المرأة والرجل، فهو يعتقد أنه بمجرد عمله وتوفيره حياة كريمة لأسرته فهذا قمة العطاء بالنسبة له، بينما هي تبحث عن الدفء والحنان والرعاية».

ند له!
تقف بشرى سليمان (فنانة تشكيلية)، فتقول بعض الرجال تعودوا على الأخذ دون العطاء، لهذا لا يقدرون عطاء زوجاتهم. وبعض الزوجات تعودن على تدليل أزواجهن منذ بداية الزواج... بحيث إنها لا ترفض طلباً له، ويعتبر هو بالمقابل أي تقصير منها تقصيراً كبيراً يستحق العقاب، تعلّق بشرى: «يجب أن تُشعر المرأة الرجل بأنها ند له، وكما تحبه وتحترمه عليه أن يحترمها ويقدرها».
بينما تتخذ إبتسام الفلاسي (موظفة) موقفاً مغايراً؛ فهي رغم عملها بدوام كامل وعودتها من عملها لتواجه مسؤولية أربعة أطفال صغار... إلا أنها تؤمن أن العطاء مسؤولية الطرفين، خاصة في فترة بناء بيت العائلة، حيث يجتهد كلاهما لفعل ذلك، تتابع قائلة: «زوجي يتعب في عمله أيضاً، ولم يقصر يوماً تجاه عائلته، وبالمقابل لم أتساءل يوماً من يعطي أكثر... أنا أم هو؟»

اعترافات وهجوم
حسب دراسة بريطانية، فإن زيادة ذكورة المرأة تجعل الرجل يميل أكثر إلى جانبه الأنثوي؛ أي أنك عندما تأخذين كل أدواره سيميل هو للدلال والغنج ورفض حتى واجباته.
كلام لم يعجب علي المناعي (موظف) وفكرة أن الرجل هو الطرف الذي يأخذ أكثر مجرد اتهام، وبدأ كلامه بنبرة عالية، مليئة بالاستهجان، قائلاً: «أعمل موظفاً في الفترة الصباحية حتى الرابعة عصراً وكل راتبي لعائلتي، وفي المساء آخذ دورات في أحد المعاهد؛ بينما زوجتي بعد عودتها من العمل ترتاح في البيت ثم تخرج مع صديقاتها دون أن أعترض، ولديها في البيت الخادمة تطبخ وتنظف وتفعل كل شيء... فلماذا الشكوى!»
فيما يرفض محمد رياض (موظف) تماماً الاتهام، ويعرض كسابقه ساعات عمله، التي تبدأ منذ الصباح وتنتهي مساءً، يتابع بانفعال: «ذلك كله لأجل عائلتي، ورغم أن زوجتي تعمل معلمة إلا أنها تعمل في الفترة الصباحية فقط، بينما أعمل أنا لفترتين... فإذا طبخت ودرست الأطفال ونظفت البيت فهل تكون أكثر عطاءً مني»؟

الرأي الاجتماعي
يحذر د.عبد الفتاح، أخصائي الطب النفسي في الشارقة، النساء من خلال النقاط الآتية:
1- إذا كنت تقومين بكل الأعمال فلا تستغربي إذا أصبح زوجك مع الوقت أكثر اتكالاً واعتماداً عليك؛ فهو يتوقع منك المزيد ويغضب إذا قصرت بحقه.
2 - لتحققي التوازن العاطفي حفزي الجانب الأنثوي لديك، وادعمي الجانب الذكوري لدى زوجك.
3 - انتبهي إلى المشكلات التي تعانين منها، وحاولي إيجاد حلولٍ سريعة لها.
4 - ثقي بنفسك وحققي ما تريدين من خلال التمارين المكثفة والعميقة على اكتشاف ذاتك ومشاعرك وأفكارك.
5 - لا تعتمدي على التقدير من زميلاتك وأهلك، فهذا يشجع الجانب الأنثوي عند زوجك من دون أن تدري.
6 - دعيه يستمع لك ويتفهم مشاعرك ويفعل لك أشياء كثيرة، حتى لو كنت تستطيعين فعلها لنفسك، وعندما يفعل ذلك أشبعيه تقديراً واستحساناً وسعادة.

أمثال عربية
ابنك على ما تربيه.. وزوجك على ما تعوديه.
إذا أتعبت زوجتك ريحتك... وإذا ريحتها أتعبتك.
اللي في بيتك تخدمك قادرة تسعدك أو تعدمك.
جوزي ما حكمني وحبيبي ما رحمني.
اللي مراته تضربه على قفاه تطول رقبته.