اقتربت الأيام الفضلى من شهر رمضان المبارك على الرحيل، حيث بدأت العشر الأواخر الخميس الفائت، وهي الأيام التي تُرفع فيها الأدعية بقلوب يملؤها الإيمان والثقة بالاستجابة فيما يُطلب. وتعتبر صلاة التهجد من الصلوات الإضافية التي يؤديها المسلم في الليل بعد الانتهاء من صلاة العشاء في ليالي رمضان المباركة، يقول الدكتور عمرو خالد الداعية الاسلامي لسيدتي :يشترط في هذه الصلاة أن يؤديها بعد النوم، فينبغي لمن أراد أن يؤدي صلاة التهجد أن ينام ولو لبضع دقائق، ثم يقوم، فيجوز له ذلك، كما أنها من أفضل الصلوات بعد صلاة الفريضة.
وهي إحدى السُنن الواردة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، والتي يحرص عليها المسلمون في العشر الأواخر من رمضان خاصة، ويثاب فاعلها ولا يعاقب تاركها، حيث إن صلاة التهجد ليست فريضة، وتُصلى صلاة التهجد بعد صلاة العشاء وقبل صلاة الفجر، ويُفضّل أن تُصلى بين منتصف الليل والفجر أي في الثلث الأخير من الليل، وتعد من أفضل القربات إلى الله عز وجل، وأفضل الأعمال التي يُرجى بها مغفرة الذنوب والعتق من النار في العشر الأواخر من رمضان والفوز بفضلها العظيم .
*حكم صلاة التهجد
حكم صلاة التهجد سُنّة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؛ حيث ورد عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: «أَحَبُّ الصَّلَاةِ إِلَى الله صَلَاةُ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَأَحَبُّ الصِّيَامِ إِلَى الله صِيَامُ دَاوُدَ، وَكَانَ يَنَامُ نِصْفَ اللَّيْلِ، وَيَقُومُ ثُلُثَهُ، وَيَنَامُ سُدُسَهُ، وَيَصُومُ يَوْماً وَيُفْطِرُ يَوْماً» متفق عليه.
حكم صلاة التهجد في العشر الأواخر من رمضان ورد ذكرها في الأحاديث النبويّة، ومنها ما أخرجه البخاري من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل يتهجد قال: اللهم لك الحمد أنت قيم السماوات والأرض ومن فيهن ولك الحمد لك ملك السماوات والأرض ومن فيهن ولك الحمد أنت نور السماوات والأرض ومن فيهن ولك الحمد أنت ملك السماوات والأرض ومن فيهن ولك الحمد أنت الحق ووعدك حق ولقاؤك حق وقولك حق والجنة حق والنار حق، لك أسلمت وبك آمنت وعليك توكلت وإليك أنبت وبك خاصمت وإليك حاكمت، فاغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت، أنت المقدم وأنت المؤخر، لا إله إلا أنت أو لا إله غيرك ولا حول ولا قوة إلا بالله.
*فضل صلاة التهجد
يعرف قيام الليل بأنّه قضاء الليل في صلاة التهجد أو في غيرها من العبادات، وقال ابن عباس -رضي الله عنه- إنّ قيام الليل يتحقق بأداء صلاة العشاء في جماعة، والعزم على صلاة الصبح في جماعة، وقد رغّب الله -تعالى- بهذه العبادة العظيمة، وجعل لها الكثير من الفضائل، وعدّ العُلماءُ فضل صلاة التهجد منها:
- عناية النبيّ - عليه الصّلاة والسّلام - بصلاة قيام اللّيل حتى تفطّرت قدماه، فقد كان يجتهدُ في القيام اجتهاداً عظيماً.
- صلاة التهجد من أعظم أسبابِ دخول الجنّة.
- صلاة قيامُ اللّيل من أسباب رَفع الدّرجات في الجنّة.
- المحافظونَ على صلاة التهجد وقيام اللّيل مُحسنونَ مُستحقّون لرحمة الله وجنّته، فقد مدح الله أهل قيام اللّيل، وعدَّهم في جملة عباده الأبرار.
-مدح الله أهل قيام اللّيل في جملة عباده الأبرار، فقال - عزَّ وَجَل -: «وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَقِيَاماً».
- صلاة قيام اللّيل أفضَلُ الصّلاة بعد الفريضة.
- صلاة قيامُ اللّيل مُكفِّرٌ للسّيئاتِ ومنهاةٌ للآثام.
-شرفُ المُؤمن صلاة قيام اللّيل.
- صلاة قيامُ اللّيل يُغْبَطُ عليها صاحبها لعظيم ثوابها، فهي خير من الدّنيا وما فيها.