يُؤدّي المسلمون صلاة عيد الفِطْر بعد أن مَنّ الله عليهم بإتمام صيام شهر رمضان؛ شُكراً له، على ما أنعم به عليهم من النِّعم التي لا تُحصى، كصحّة أبدانهم، وأداء العبادات التي شَرعها؛ من صدقة، وتكبير، وصلاة، وقيام، وصيام، وغيرها.يقول د.أحمد محمود كريمة أستاذ الفقه المقارن والشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر: يستعد الملايين من المواطنين لإقامتها في المساجد أو المنازل، مع الاحتفاظ بمسافات التباعد الاجتماعي، خاصة في ظل تردد تحذيرات بشأن عدم الإفراط والتوسع في التجمعات البشرية؛ لتجنب الإصابة بفيروس كورونا المستجد.
وتضمنت مؤشرات البحث على جوجل خلال الساعات الماضية، أسئلة متواصلة من المواطنين تتصل بكيفية إقامة صلاة عيد الفطر المبارك سواء في المنزل أو المسجد.
*كيفية صلاة عيد الفطر المبارك في المسجد أو المنزل
صلاة العيد كصلاة الصبح سواء بسواء إلا أنك تكبر في الركعة الأولى بعد تكبيرة الإحرام بنية الصلاة وقبل قراءة الفاتحة 7 تكبيرات، ثم تتم الركعة كما تتم الركعة الأولى من صلاة الصبح، وفي الركعة الثانية بعد تكبيرة القيام، وقبل قراءة الفاتحة تكبر 5 تكبيرات وتصلي الركعتين بعد ذلك.
وأنه يجوز صلاة عيد الفطر المبارك، في المنزل بدلًا من المسجد في ظل الأوضاع الصحية الحالية، ولتجنب الإصابة بفيروس كورونا.
*وقت إقامة صلاة العيد
وإنّ وقت صلاة العيد يبدأ من بعد طلوع الشمس بمقدار رمحٍ (أي زوال الشمس بمقدار رُمح: يُراد بذلك انقضاء رُبع ساعةٍ تقريباً بعد طلوع الشمس) إلى وقت زوال الشمس؛ أي وقت الضحى؛ إذ نُهِي عن الصلاة وقت طلوع الشمس، كما تُكرَه أيضاً بعد طلوعها إلى أن تطلع بمقدار رُمحٍ، ويُسَنّ تأخير صلاة عيد الفِطْر؛ حتى يتمكّن المسلمون من إخراج زكاة الفِطْر.
ويُسَنّ أداء صلاة العيد في مُصلّى؛ لِما ورد من فِعل النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- إن لم يكن هناك أيّ عُذرٍ يمنع من ذلك، أمّا إن وُجِد عذرٌ، كالمطر، أو الرِّياح، فلا حرج بأن تُؤدّى في المسجد، وإن وُجِد مَن لا يستطيع الخروج إلى المُصلّى؛ لضعف أو عجز، استخلف الإمام في مسجد البلد من يُصلّي بهم؛ لِما ورد من فِعل عليّ بن أبي طالب -رضي الله عنه-.
وقد قال ابن قدامة -رحمه الله- في ذلك: "السنّة أن يُصلى العيد في المصلّى؛ لأنّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- كان يخرج إلى المصلّى ويدع مسجده، وكذلك الخلفاء من بعده، ولأنّ هذا إجماع المسلمين، فإنّ الناس في كلّ عصرٍ ومصرٍ يخرجون إلى المصلّى فيصلّون العيد"، وقال ابن القيّم أيضاً: "كان -صلّى الله عليه وسلّم- يصلّي العيديَن في المصلّى، وهَدْيه كان فعلهما في المصلّى دائماً".