فترة المراهقة والشباب في العشرينيات هي القاعدة التي يبدأ منها كل شيء. هي التي تحدد إذا كنتَ/كنتِ ستعيش/ستعيشين حياة مُختلفة جيدة مليئة بالفرص والتحدي، أو حياة تقليدية مملة كالتي عاشها ويعيشها الملايين في مثل عمرك.
ستمرّ عليك السنون سريعاً، وتكتشف أن ملامحك أصبحت أكثر نُضجاً، وأنك على مشارف الثلاثين. هذا العُمر الغريب الذي يجعلك تقف في المنطقة الوسيطة ما بين شباب العشرينيات المليء بالفرص، وكهولة الثلاثينيات المليئة بالتعقّل والحذر قبل اتخاذ القرارات.
تقول الدكتورة هبة علي خبيرة التنمية البشرية لسيدتي:لا شك أنّ الانسان عندما يصل إلى سن العشرين يكون في الغالب متوقد الحماس ومشتعل النشاط وفي أفضل سنوات حياته من ناحية الحماس والشعور بالتحدي. نقدم وصايا سريعة، يجب أن تأخذها جدياً قبل أن يصبح عُمر الثلاثين قريباً منك!
*وصايا قبل الثلاثين
- لا تفكر مطلقاً بالتدخين
حيث إنه في الغالب يكون سن العشرينات هو سن التهوّر وحب التجربة والمغامرة، فإنه في الغالب يقدم الشاب على تجربة كل ما هو جديد، فاحرص على ألا يكون التدخين من ضمن الأشياء التي ستجربها؛ لأنك من الممكن أن تستمتع به في مقتبل عمرك لكنك ستشقى به بقية حياتك.
- نعم الزواج مهم
ولكنه ليس هدف سن العشرينات الوحيد، هو سن بداية تحقيق الأحلام والسعي لها، ولكن يتوقف البعض عن تحقيق أحلامه بحجة الزواج، ونحن لا ننكر أن الزواج له فوائد نفسية وجسدية وعاطفية كبيرة جداً، لكن نصيحتنا ألا تقدم على هذه الخطوة إلا عندما تكون جاهزاً لها حتى ينجح زواجك، ولا يجب أن يكون هذا الهدف معيقاً لك في تحقيق أحلامك بل يجب أن يسيرا سوياً من أجلك أنت.
- اقرأ كثيراً قدر استطاعتك
يجب أن تستغل هذه الفترة في تنمية عقلك ومهاراتك، ومن أهم طرق تنمية الذات هي القراءة، ولا تقوقع نفسك في حدود بعض الكتب المشهورة، أو التي تختص بفكرة معينة دون سواها، نوّع مجالات قراءتك؛ لأنها ستنوع خبراتك وستفتح مداركك.
- حدد هدفك
لا شك أنّ تحديد الأهداف ووضع الخطط سيساعدك كثيراً في النجاح، فكثيرون فشلوا بسبب عدم وجود خطة واضحة لديهم، أو لأنهم لم يعلموا كيفية تنفيذ خططهم للوصول للنجاح بشكل سليم. فقط اسأل نفسك عن هدفك وقم بوضع خطط له وخطط بديلة في حالة عدم نجاحها.
-لا تلتفت لغيرك ولا تنظر خلفك
من أكبر المشكلات التي قد تعيق أي شخص للسير في طريق نجاحه هو تأثره بغيره أو بأقرانه على وجه الخصوص ومقارنة نفسه بهم، فمثلاً تجد أن فلاناً قد التحق بوظيفة ما أفضل منك أو أن فلاناً قد تزوج وما إلى ذلك. حاول ألا تتأثر بهذه الأحداث وامضِ في سبيل نجاحك ولا تهتم بتفاصيل حياة الآخرين، فظروفهم غير ظروفك وهدفك مختلف عن أهدافهم.
*وصايا الشهادة الجامعية والحياة العملية
-التعليـــم شيء.. والحيــاة شيء آخر تماماً
بمجـرّد أن تتسلم شهـادتك الجـامعيــة، لا تعلق كثيراً من الآمال عليها وحدها بل حاول تطوير نفسك واكتسب خبرة عملية حتى لو عملت مجاناً، فالشهادة ورقة جميلة ذات نوعية فاخرة لا تبين مقدرتك وخبرتك وكفاءتك بل هي مؤشر انك تمتلك المعلومات النظرية ومازلت بحاجة لتطور نفسك من الناحية العملية.
-لديكَ وقت أقل مما تعتقــد!
ليس الأمر كما تظــن، أنك مازلت مراهقاً صغيراً يافعـاً أمامك الوقت كله، أو شاباً حديث التخرج. بالعكـس ليس لديك سوى القليل من الوقت لتبــدده حتى وأنت تقرأ هذه الكلمـات فإن الساعة تدق والوقت يمضي متدفقاً بلا رحمــة، يتســارع باتجــاه نقطة اللاعودة التي لن يكــون لك القدرة على إنجاز أي شيء!مئــات الإنجــازات والأعمال والمشــروعات والأهداف لديــك لتنجــزها قبل أن ترحل عن هذه الحيــاة، ووقت قصير! ماذا تنتظــر؟ اركــب دراجتك كمـا يقول الإنجليــز؛ اركب دراجتك وأسرع بها في مواجهة عدوّك الوحيــد الحقيقي: الوقت!
-اصمــد للجــولة الأخيــرة!
الحيــاة ليست مطعمــاً حريصـاً على إرضـاء الزبـائن. الحيــاة في الواقع هي ساحــة لتلقّــي الركلات والصفعــات بلا توقّــف. ساحة مُلاكمــة مليئة بالملاكميــن المُحترفين، كلهم ضــدك وهدفهم سحقــك. أنت هُنــا لتتلقى الصفعــات والركـلات طوال الوقت. هذه قاعــدة يجب أن تستعــد لها بمنتهى الجدّية والاهتمام، ستتلقى عشرات الصفعات في مشــوارك للنجـاح، مئات الطعنات من الخلف. آلاف الركــلات العنيفة، من الظــروف، والمفاجآت غير الســارة، والأعداء، والأصدقاء، والساخــرين، والكارهيــن، والمُجتمع!
-تهيــأ للأحداث القــاسيـــة
ضــع فى اعتبــارك –ولو في جزء بسيط من عقلك اللاواعــي– أنك ستتعرّض لمحــن مؤلمــة كُبــرى هي منهجيــة الحيــاة ذاتها. ضع فى اعتبــارك أن والدك الذي يرعـاك سيتقــدم به الســن حتماً، ولن يكون موجوداً بجــانبك يوماً من الأيام. وأن والدتــك التى تُمــازحك طوال الوقت، سيأتي اليــوم الذي تضعف فيه وتشحــب. حتى يقضي الله أمراً كــان مفعــولاً.