يأتي عيد الفطر المبارك هذا العام مختلفاً عن العامَيْن السابقَيْن، بعد أن تمّ التغلب بشكل شبه كامل على جائحة كورونا، التي شلّت الحياة على مدى 24 شهراً ونيف. ولذلك، فإن الجميع، كباراً وصغاراً، يترقبون قدوم هذه الأيام السعيدة. في هذا الإطار، كيف يرى الشباب احتفالات هذا العام، وهل اختلفت بالنسبة إليهم عن السنوات السابقة؟
في تحقيقنا الآتي آراء بعض الشباب والشابات من بلدان عربية عدّة.
جدّة | أماني السرّاج Amani Alsarraj - دبي | لينا الحوراني Lina Alhorani
بيروت | عفت شهاب الدين Shehabdine Ifate - القاهرة | أيمن خطّاب Ayman Khattab
الرباط | سميرة مغداد Samira Maghdad - تونس | مُنية كوّاش Monia Kaouach
بدر آل الشيخ: ما زلت أحرص على عدم السفر في فترة العيد إضافة إلى حرصي الشديد على صلة الرحم
لم يتغيّر كثيراً
يؤمن بدر عبد الله آل الشيخ، مدير استقطاب مواهب، من السعودية، بأن العيد هو يوم جميل يترقبه الجميع، سواء كانوا كباراً أو صغاراً؛ ذلك حتى يعيشوا لحظاته السعيدة التي تحفر في ذاكرتهم قصصاً تروى على مدى السنين. يقول: «أجمل ما في يوم العيد رؤية الابتسامة على محيا الجميع، فالأصل في العيد الفرح والاستبشار وإشاعة روح المحبة والألفة». يستطرد: «بالنسبة إليّ، لم يتغير احتفالي بالعيد كثيراً على المستويَيْن الشخصي والعائلي؛ لأني كنت، وما زلت، أحرص على عدم السفر في فترة العيد، إضافة إلى حرصي الشديد على صلة الرحم، واستغلال أيام عيد الفطر السعيد في لقاء الأقارب والأحباب. فصباح يوم العيد هو الأجمل، ويختلف عن باقي أيام السنة. وأكبر اختلاف واجهته هو وفاة جدي - غفر الله له وأسكنه فسيح جناته - قبل 3 أعوام؛ حيث كان منزله هو المكان الأساسي لاستقبال جميع الأقارب، وتناول وجبتي الإفطار والغداء».
سارة محمّد الحماد: احتفالنا ما زال في الديرة باختلاف المكان وغياب بعض الأشخاص
اختلف المكان والفرحة بالقلب
من السعودية أيضاً تحكي لنا سارة محمّد الحماد، مدير أول (إدارة التعلُّم والتطوير)، عن طقوس احتفالهم بعيد الفطر السعيد قديماً؛ إذ تقول: «نحن نسكُن مدينة الرّياض، لكن في منتصف العشر الأواخر من شهر رمضان نسافر إلى «الدّيرة» للاحتفال بهذه المناسبة مع أهل الوالد والوالدة. وهناك الجميع ينتظر أمام التّلفاز ترقّباً لإعلان دخول هلال العيد، ومن ثمّ تبدأ تجهيزات الاحتفال مُبكّراً، ابتداء من وضع الحنّاء في اليدين، وترتيب الحَلوى، وتجهيز الملابس وتعطيرها، ونحن الصغار كان لا بدّ لنا من النوم باكراً، وِفقاً للتوجيهات الكريمة من الوالِدَيْن؛ لنتمكن من الاستيقاظ لِـحضور اجتماع صباح العيد، والفوز بأكبر قَدر من العيديّات، ثم نستيقظ على صوت أمي الحنون، نُزيل رِباط الحناء ونغسل اليدين، والفائزة هُنا هي أكثر فتاة صَبغ الحنّاء على كفّيها، بعدها تضع أمي لنا القليل من الزينة، وكان هذه أعظم فرحة بالنسبة إلينا». وتكمل: «يوم العيد؛ في بيت جدّتي الساعة تشير إلى 4:45 فجراً، الاستعداد على أُهْبّه، رائحة البخور والقهوة اللذيذة التي تَعُدّها أمي تملأ ُ المكان، أبي بـ (البشت) الجميل وجهه يتهلّلُ فرحًا للذهاب إلى المسجد. ومن طقوس الاحتفال الثّابتة القهوة، وتناول ثلاث تمرات اتباعًا لسنة النبي محمد - صلّ الله عليه وسلم - قبل الذهاب إلى مصلى العيد، ثم نبدأ بتهنئة الأجداد.
واليوم، احتفالنا ما زال في الدّيرة بِاختلاف المكان، وغياب بعض الأشخاص، وهم الجدّ والجدة (رحمهما الله). مع ذلك، فلله الحمد، يظل الشعور الأول لِفرحة ليلة العيد مُستقِرّاً في القلب».
تابعي المزيد: التدريب الذهني.. هل يحتاجه الشباب لتحقيق النجاح؟
عمر بوعايشة: قضيت عيد الفطر لأكثر من أربع سنوات في بلاد الغربة الذي يختلف عنه في وطني
العيد في الغربة
«كنا في الماضي نجتمع بعد صلاة العيد على مائدة الإفطار، التي تحوي أطباق لذيذة عدّة من إعداد الوالدة - حفظها الله - وكذلك من صنع الجدّات، كالمخبوزات، والأجبان، ومعمول التمر». كما يقول السعودي عمر هيثم بوعايشة، طالب علاقات عامّة وأعمال رياضية في أميركا. يتابع: «في السابق كان جدول العيد يتم تنسيقه قبل أيّام عدّة، ومن أجله تُحضر الهدايا والعيديات واللباس الجديد للأطفال من أجل إدخال السرور إلى قلوبهم، وتبدأ الرحلة منذ الصباح الباكر، وبعد صلاة العيد مباشرة من زيارة كِبار العائلة، مُروراً إلى الأجداد والعمّات والخالات والأُخوة، ولا ننسى ضِعاف الحال ومعايدتهم».
يستطرد: «بالنسبة إليّ، فقد قضيت عيد الفطر لأكثر من أربع سنوات بِبلاد الغُربة، الذي يختلف عنه في وطني مع وجود أهلي وأقربائي، ولكن يوجد هُناك بعض الأنشطة التي تُنسّق من قِبل النادي السعودي، التي تكون مُناسبة لجميع الطلاب المغتربين، ومنها التجمّع في أماكن الطبيعة؛ حيث الأنهار، والمناظر الخلّابة، كما يتخلل ذلك الألعاب المرحة، والسمر. وأجمل ما في ذلك اجتماع أبناء الوطن ببلد الاغتراب في مكانٍ واحد؛ الأمر الذي يخفف من شعور الغُربة».
خيرية حتاتة: لم أستطع التخلص من العادات التي اكتسبتها بعد الجائحة إذ أشعر بالضيق من التجمعات الكبيرة
العيد هو العفو والعافية
أما بالنسبة إلى خيرية حتاتة، كاتبة رأي سعودية، فقد اختلف العيد بعد وفاة والدها الحنون - رحمه الله - الذي كان يحب اجتماع الأهل والأقارب والأصدقاء في منزله، وإعداد مائدة العشاء لهم، تتابع: «أطال الله في عمر والدتي الحبيبة؛ حيث نقضي العيد معها أنا وإخوتي في منزلنا العامر الذي حافظنا فيه على تماسك العائلة، وما زالت عاداتنا في الاحتفال بالعيد مستمرة منذ عهد والدي حتى اليوم؛ حيث نحرص فيها على إدخال الفرح في نفوس الصغار بالعيديات والهدايا والمسابقات، والأهم من ذلك أننا نغرس في قلوبهم حب العائلة، وأن لمة الأهل هي الأهم». وتضيف: «اليوم، وبعد جائحة كورونا، فقد اختلف الاحتفال بالعيد عمّا كان قبلها، بالنسبة إلّي، لم أستطع التخلص من العادات التي اكتسبتها بعد الجائحة، فقد أصبحت أشعر بالضيق من التجمعات الكبيرة، وأشعر بالقلق الشديد فيها، وقد أعتذر عن الحضور بمجرد معرفتي بالعدد الذي سوف يحضر في المكان، واقتصرت دائرة معارفي على المقربين فقط من إخواني، وأصبحت أردد عبارة كان والدي - رحمه الله - يقولها لنا ونحن صغار: «العيد هو العفو والعافية».
تابعي المزيد: التكنولوجيا في رمضان ..معادلة صعبة بين الأهل والأبناء
أغلب الناس يسافرون
منى الشامسي، موظفة حكومية، عادت إلى أحاديث أمها عن قضاء الأعياد في التجمعات والزيارات فيما بينهم، تعلّق قائلة: «في أيامنا، انتشرت المعايدات عبر الرسائل التي وفرتها وسائل التواصل الاجتماعي، لا تواصل فيما بيننا أبداً». شعرت منى بشوق إلى ذلك الترابط الذي طالما سمعت عنه من والدتها، تستدرك قائلة: «حتى الأطفال كانوا يسيرون بين الأحياء في العيد، ويغنون ما حفظوه من الترديدات الشعبية، كل شيء تغيّر، وكما تقول أمي صار «أكشخ»، كما أبعدت الناس عن بعضها». في ذهن منى العيدية أيام زمان وبساطتها، التي كانت تُعطى بمتناول اليد فوراً، وكيف كانت تبعث السرور أكثر في قلوب الأطفال، تتابع قائلة: «أغلب الناس صاروا يسافرون في العيد، وحين نتصل نتفاجأ بأنهم قصدوا دولة ما؛ لذلك تعودت قضاء أول يومين مع أهلي، ثم أقابل صديقاتي، وبسبب الازدحام، صرنا نبتعد عن الأماكن الترفيهية قليلاً، لكن الظروف ليست كما كانت في السنوات الماضية». وتعلّق قائلة: «الكشخة في العيد كانت في أوجها قبل، وقد عُرِفَت النساء بعرض ذهبهن، فأمي الآن لا يعجبها الإكسسوار بغض النظر عن الماركة، حتى الحناء لم تعد ضرورية جداً». على الرغم من كل التغييرات، تجد منى أن التواصل مهما كان يكون جميلاً حسب زمانه، تعلّق: «علينا أن نواكب الزمن».
يوسف سويد: بعض العادات والتقاليد غابت حالياً عن الاحتفال بالعيد
التباعد الاجتماعي
يرى يوسف سويد، مخرج وصانع أفلام لبناني، أن «الاحتفالات بعيد الفطر تغيّرت كثيراً عن السابق، ويعود السبب إلى التطور السريع الذي نعيشه في كافة مجالاته وميادينه، من دون أن ننسى جائحة كورونا التي انتشرت في جميع أنحاء العالم؛ ما أدى إلى ابتعاد الناس عن بعضهم البعض بصورة لافتة، ولا نزال حتى يومنا هذا نعيش هذا التباعد الاجتماعي في العيد». ويوضح أنه «في الماضي، كانت العائلات تجتمع مع بعضها بشكل دائم ومستمر، كما كان تخصيص شراء الهدايا لأفراد العائلة بمناسبة العيد من ضمن العادات والتقاليد، ولكن اليوم، كل هذه الأمور خفّت، حتى لا أقول إنها لم تعد موجودة بسبب الأوضاع الاقتصادية التي يعيشها المجتمع بشكل عام».
ويضيف: «كانت الروابط الاجتماعية أقوى في السابق، وكانت بهجة العيد في تجمع العائلة، والمبيت ليلة العيد للاستيقاظ فجراً لصلاة العيد، ثم تحضير الفطور الصباحي الجماعي. أما اليوم فمن النادر أن تجتمع عائلة بكامل أفرادها في مكان واحد لتحتفل بالعيد من بداية اليوم حتى نهايته. يوجد فرق واضح بين الأمس واليوم، فالعيد قديماً له طعم جميل ومميز. أما العيد، اليوم، فهو يُقضى في المنزل؛ خوفاً من كورونا والإصابة بها، وتجنباً لزحمة الأماكن العامة».
تابعي المزيد: تعرف على الفعاليات الترفيهية لعيد الفطر في أبوظبي
طارق السردوك: أروع ما في العيد تعزيز العلاقات الاجتماعية
العيد بات يمرّ مرور الكرام
أما طارق السردوك، مصوّر لبناني، فيشير إلى أن الاحتفال بالعيد بالنسبة إليه كان مميّزاً؛ لأنه ينتمي إلى جيل كان يشعر ويعيش الأجواء المبهجة للمناسبات الاجتماعية المنوّعة والتقارب العائلي، قبل أن تسود سيطرة وسائل التواصل الاجتماعي على حياتنا.
ويضيف قائلاً: «عشت طفولتي وذكرياتي السعيدة مع العيد، ومع الأسف، باتت اليوم هذه الاحتفالات ثانوية خلال هذه الأيام، ولم تعد تتمتّع بالأهمية والقيمة التي كانت تتمتّع بها في السابق. تغيّرت الحياة بشكل تام، وتغيّر معها كل شيء، ولم تعد للأشياء بهجتها المعهودة، بل باتت تمر مرور الكرام على الصعيد العائلي، وحتى على صعيد الوطن، ولا أعتقد أن جيل اليوم قادرٌ على الاستمتاع بما حوله من فرح وسعادة، لأنه جيل السوشيال ميديا». ويستطرد: «بصراحة، أقضي وقت العيد في العمل، ولا أستطيع الالتقاء بالأهل والأصدقاء، مع العلم أن أروع ما في العيد تعزيز العلاقات الاجتماعية بزيارة الأهل وتبادل التهاني، وهو يوم مميّز يختلف عن سائر الأيام بأجواء الفرحة، ومع الأسف، غابت كل هذه المظاهر».
نكهة العيد تغيّرت
من المغرب، تقول فرح حلّاق، طالبة: «إن نكهة العيد تغيّرت كثيراً، وغابت لمة العيد الكبرى وسط عدد كبير من العائلات. وكان العيد بطعم فرح حقيقي. كنّا ننتظر كسوة العيد بترقب، وننهض باكراً لتحضير«الرغايف» المقلية باللوز، ويتأهب الجميع للقاء الأحباب وزيارة الأقارب مباشرة بعد صلاة العيد، كانت البهجة حقيقية، والجميع في حالة فرح بمباركة العيد عن طريق الزيارات العائلية التي تستمر طيلة 3 أيام». وتضيف: «كان لطعم حلويات العيد مذاقاً خاصاً، كانت أغلب العائلات تحضرها في البيوت، ويتم تبادل صحون مزينة بالحلويات بين الأهل والجيران لتذوق نكهات مختلفة».
تجد فرح أن أجمل ما في العيد سابقاً، هو تبادل التهاني، وصلة الرحم، ومباركة العيد للجميع، أقرباء أو غرباء، والحصول على العيدية من زوار العائلة المعايدين. اليوم، تبدلت الأمور كثيراً، خاصة مع كورونا؛ إذ أصبحت التهاني تتم إلكترونياً وعن بعد، وغائبة عن الحميمية والتواصل الإنساني. تتابع: «أتذكر طعم العيد بنكهاته ومذاقاته، فغذاء العيد يكون عبارة عن أطباق تقليدية، مثل طاجين لحم بالبرقوق، أو بسطيلة الدجاج واللوز. اليوم، تغيرت حتى هذه العادة، وبدأت العائلات تفضّل تناول الغداء في المطاعم، وتتبجح في ذلك».
وتخشى فرح، كما تقول، من اندثار عادات جميلة كانت العائلات تحرص عليها، مع زحف التكنولوجيا التي فرقت أفراد العائلات. وتختم: «لقد تغيّر العيد كثيراً، وكل ما نأمله أن نفطن إلى الأمر، ونتشبث بقيمنا الأصيلة التي تشكل هويتنا الحقيقية، وسر وجودنا».
تابعي المزيد: 3 حفلات غنائية يبدأها موسم جدة.. تعرف على تلك الحفلات
إيناس السّنوسي: المختلف في الاحتفال هذا العام .. بهجة النفس وفرحة القلب
عاد نسق الحياة إلى سالف عهده
التونسية، إيناس السّنوسي، تلميذةٌ في معهد ثانوي، نشأتْ وترعرعتْ في عائلة تُولي اهتماماً كبيراً بالأعياد والمناسبات الدّينيّة، فوالدتها من «القيروان»، وفي هذه المدينة العريقة فإنّ الاحتفال له نكهة لا مثيل لها في مكان آخر، والأجواء الروحانيّة فيها مميّزة تعبق بالأصالة والموروث الحضاري المجيد. تقول إيناس لـ «سيّدتي»: «إنّي مغرمة بالأناقة والموضة والأزياء، وأحتفل بالعيد باختيار ملابس جميلة أشعر عند ارتدائها بالفرحة والسّعادة وحبّ الحياة، وتمنحني راحة نفسية، والعام الماضي اخترتُ لباساً رياضيّا، فجائحة كوفيد 19 حكمت عليّ اضطراراً بعدم ارتياد الأماكن العامّة أو مشاركة الأقارب والأصدقاء الاحتفال بسبب الإجراءات الوقائيّة والحجز الصحّي. أمّا هذا العيد، فالأمرُ مختلف، وقد بدت ملامح الانفراج من هذه الجائحة، وعادت الحياة إلى نسقها السّابق، فسارعتُ، من الآن، إلى اختيار لباس جديد أنيق وجميل لارتدائه يوم العيد، وسيكون مسموحاً لي التّجوال والتفسّح خلافاً للعامَيْن الماضيين، وسيكون للاحتفال هذا العام نكهة مختلفة».
لقاءات شبابيّة
تقضي إيناس أيّام العيد وفق برنامج وجدول تكون فيه الأولوية لزيارة الجدّات والعمّات والخالات والأعمام والأخوال، «فيكون اللقاء مع شباب الأسرة الموسّعة مبهجاً، وخلافاً للعام الماضي، فإنّ اللمّة معهم، وكلهم مجتمعون مع بعض، فرصة لتجاذب أطراف الحديث، وتبادل الأخبار العامة والخاصة، وأيضاً، للضحك والتّسليّة». وفي البرنامج فسحة لإيناس مع بنات الخالات والذهاب معاً إلى إحدى قاعات السينما لمشاهدة فيلم من الأفلام التي تعرض بمناسبة العيد. الاختلاف في الاحتفال عند إيناس هذا العام هو نتيجة اختلاف المزاج العام لدى الناس، فلم يعد الخوف من الوباء مخيماً على البلاد والعباد والشباب، وعلى الرغم من كل المصاعب التي تمر بها تونس حالياً، فإنّ العيد يحيي فيهم جذوة التفاؤل بالمستقبل، ويزرع في نفوسهم الفرح والبهجة.
تابعي المزيد: خلال عيد الفطر.. فعاليات لنادي الإبل في البوليفارد