كسائر العلاقات البشرية، للصداقات جوانبها السلبية التي قد تتسبب بإيذاء مشاعرنا، منها احتمالية أن يطعنك أحد أصدقائك في ظهرك أو يخونك. تقول الدكتورة هبة علي، خبيرة التنمية البشرية لسيدتي: قد تشعر وكأن العالم قد انتهى عند انقلاب أحد أصدقائك ضدك، خاصةً إن جاء هذا ممن كنت تلجأ له عادةً وقت الشدة. يحتاج التعامل مع موقف كهذا للانتباه لمشاعرك وبتعاطف ذاتي وإعادة التفكير بدقة وتأمل في وضع العلاقة الراهن، والتصرُّف بعد ذلك على أساس ما تتوصل له. اعرف كيف تعتني بمشاعرك المجروحة وكيف تتعامل كذلك مع غدر صديقك.
*التعامل مع مشاعرك المجروحة
-اعترف بالشعور بالغدر
.حدد الشعور الذي بك وقُل ما هو وخُصّه بِرَدّ الفعل الذي تشعر به بصدق، قل مثلاً: "أشعر بخيبة الأمل لأنني وضعت ثقتي بشخص غدر بي".
.صحيح أن بإمكانك الاعتراف بمشاعرك، لكن تذكر خلال ذلك أنك الوحيد الذي بيده التحكم في رد فعلك على هذه الخيانة.
-خذ وقتاً للتفكير
مثلما يكون من المفيد أحياناً في العلاقات العاطفية أن يبتعد الطرفان لبعض الوقت، الصداقات أيضاً يمكن أن تحتاج لهذا.
.أمضِّ هذا الوقت في التفكير في أي قرارات كبيرة مثل مواجهة أصدقائك أو قطع العلاقة تماماً.
.يمكنك كذلك أن تستغل هذا الوقت بأن تفكر بالسماح لنفسك بتكوين صداقات جديدة مع أشخاص داعمين أكثر من أصدقائك القدامى.
.كتابة المذكرات هي من الطرق الأخرى للتفكُّر بعمق. يمكن لكتابة التجربة وأفكارك ومشاعرك التي صاحبتها أن تحررك وتمنحك قوة كبيرة..
. يمكنك كذلك باستعمال الكتابة أن تشحذ أفكارك في محاولة للتوصل للطريقة التي تود التعامل بها مع عواقب خيانة صديقك لك.
-اعتنِ بنفسك باستمرار
. غالباً ما نهمل مشاعرنا ونتجاهلها كي نتجنب الشعور بالألم أو إشعار من أساءوا إلينا بمشاعر مؤذية بسبب ما فعلوه معنا.
.سامح نفسك أنك أعطيت هذه الصداقة فرصة وعلى أي مشاعر انتابتك فور اكتشافك للخيانة.
.عامل نفسك بلُطف في هذه الأوقات.
يمكنك فعل أشياء تُحبها سواء كانت تلك الأشياء هي مشاهدة مسلسل تحبه حلقةً تلو الأخرى أو عمل مانيكير أو قضاء وقت مع أسرتك.
-كن أنت الأعقل
لا تستجب للشعور المُلّح بالرغبة الانتقامية أو حمل الضغائن، حاول أن تسامح من أساءوا إليك، حتى ولو على سبيل ألّا تُضطر لحمل ثِقَل الشعور بالغضب.
.لا يمكنك على سبيل المثال أن تتحكم فيما يفعله الآخرين أو يقولونه عنك.
.لن يمنحك الغضب والتصرف بسوقية أي سيطرة أكثر من التي بيدك الآن.
. تراجع خطوة وفكر في أسلوب أقل انتقامية للتعامل مع الوضع بدلاً من الرد بالمثل.
.الطبيعي أن تُحارَب النار بالماء أو شيء آخر غير النار يُطفئها، أليس هذا صحيحاً؟ لا توقد النار إذاً بالاهتمام أو بأفعالك السلبية لأن هذا لن ينتج عنه سوى زيادة اضطرام النار.
-أمضِ وقتاً بصحبة أصدقاء وأقارب مرحين ومحبين
إحاطة نفسك بأشخاص إيجابيين لا يريدون سوى الخير لك يمكن أن يكون ذا تأثير مريح للغاية بعد التعرض للخيانة. لا لأن هذا يساعدك على استيعاب الخيانة والتعايش معها فحسب، بل يعزز كذلك صورتك عند نفسك ويعيد لك شعورك بالقيمة الذاتية كشخص وكصديق..
.مثلاً: إذا خذلك صديق، اجعل هذا يذكرك باعتزازك بأصدقائك الآخرين الذين لطالما كانوا أوفياء لك وأظهر لهم مدى تقديرك.