"الصديق وقت الضيق" حكمة نعرفها ولا نعرف كيف نختار الصديق الذي يقف بجانبنا وقت الضيق.. تعتبر الصداقة من أسمى العلاقات الإنسانية؛ خاصةً إذا كانت الصداقة قائمة على الصدق والوضوح والمحبة؛ حيث إنّ وجود صديق حقيقي في حياة الإنسان ضروري جداً، ومن المهم أن يعرف الإنسان كيفية اختيار الصديق الذي سوف يقضي معه أوقاته، ويسلمه أسراره، وهناك العديد من المعايير والأسس التي يمكن أن يعتمد عليها الإنسان في اختيار صديقه، خبيرة التنمية البشرية والتطوير الذاتى، دكتورة سناء الجمل، تقول لـ«سيدتي»: قالوا قديماً اختر الصديق قبل الطريق، في إشارة إلى أهمية اختيار الصديق المناسب والوفي، الذي لا يخون ولا يغدر ولا يؤذي صاحبه، وفي الإسلام كثير من العلاقات الاجتماعية، وهناك أسس لاختيار الصديق، بما يتوافق مع شرع الله، ومراد الله من الخلق.
أسس اختيار الصديق
• أن يكون صالحاً
ومعنى الصلاح في الإسلام كما قال تعالى في سورة هود: ﴿وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ)، ومن الآيات تتضح أهمية الصلاح في الدين الإسلامي؛ لذلك فإن اختيار الصديق الصالح في الإسلام أمر غاية في الأهمية؛ فهو الشخص الذي يقيم فروض ربه، ويحافظ عليها، ويمتنع عن الفساد والضلال والانحراف وينهى عن الفحشاء والمنكر، ويتجنب الذنوب قدر ما أمكن، الفاسد يؤثر على غيره من دون أن يشعر.
• أن يكون أميناً
والأمانة لها أشكال متعددة، أمانة المال والسر والعِرض والكلمة وغيرها، ويجب تحري الصديق الأمين، الذي لا يخون أمانة العمل فيضيعها، بعدم تأدية واجباته، أو أخذ ما لا يحق له.
وكذلك الأمانة في حفظ أسرار الناس؛ فلو كتم عنك سر غيرك سيكتم سرك والعكس، والأمانة في رد ما يأتمنه الناس عليه، سواء مال أو أمر معنوي، مثل الزوج والزوجة؛ فمن لا يرعى الأمانة في ولده، أو شريكه في الأسرة، لن يرعى أمانة الصديق.
• أن يكون ناصحاً
فالنصح أمر مهم، ويجب على الصديق أن ينصح صديقه إذا رأى منه إعوجاجاً أو فساداً، أو رآه على ذنب، أو وجده مقدماً على خطأ، أو أي أمر يستحق فيه النصح والإرشاد.
روى البخاري (57)، ومسلم (56) عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِاللَّهِ رضي الله عنه قَالَ: ”بَايَعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى إِقَامِ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَالنُّصْحِ لِكُلِّ مُسْلِمٍ”.
• الوفاء
الوفاء بين الأصدقاء أمر مهم، مهما بعدت المسافات والأيام بينهما، يجب أن يحافظ على العهد والوفاء؛ حتى ولو مات أحدهما بقي الآخر وفياً متذكراً لعهد صاحبه، وفياً له حياً وميتاً، لذكراه وأبنائه ووالديه إن وُجد، يذكره في حياته بالدعوة الطيبة، وفي مماته لا ينساه بالدعاء.
* معايير اختيار الصديق:
- أن يكون صالحاً حسن الخلق والتعامل الديني والدنيوي في الظاهر والباطن.
- أن يتسم بالإيجابية لأنه قريب منك؛ فيعكس الطاقة الإيجابية التي لديه عليك، وبهذا تتخلص من الطاقة السلبية؛ مما يؤدي بالاثنين إلى العمل والاجتهاد.
- التوافق فى العمر والأفكار والمعتقدات والتربية والبيئة؛ حتى لا يستغرب تصرفاتك معه، ذلك يسهّل مساعدة كل منكما الآخر لأن طريقكما واحد.
- يفضل أن يكون بين الأصدقاء الحب المطلق وليس الحب المشروط؛ فالحب المطلق هو الحب من أجل الشخص والشخصية بحالاته وأفراحه وأحزانه ومشاكله ونجاحاته؛ أي في كل الحالات والأحوال وليست قائمة على المصالح الشخصية، أو أنك تدخل عليه السرور، أو لأنك غني أو غيره؛ فالحب المطلق دائم والحب المشروط يزول بزوال الشرط الذي أحبك من أجله.
- الاختيار من متعدد، بحيث يشترك الطالب في الأنشطة المدرسية المتعددة أو الجامعية حتى يكون الاختيارات أمامه كثيرة، ويقع اختياره على الشخص المناسب لطبيعته وأفكاره.
- تحديد المعيار، بحيث يضع الطالب معياراً للصديق، هل هو يريد صديقاً يستكمل ما ينقصه هو في شخصه، مثل الشجاعة والنجاح، أم يريد صديقاً يؤنس حياته، هنا يفضل التطابق في أسلوب الحياة والأفكار والمعتقدات.
-البحث عن القيمة المشتركة بينك وبين صديقك؛ لتكون هي أساس العلاقة بينكما.