بغض النظر عن نوع التأديب الذي تستخدمينه مع طفلك، يجب أن يكون الهدف النهائي لإستراتيجية الأبوة والأمومة هو تعليمه الانضباط الذاتي؛ حيث يساعد الانضباط الذاتي الأطفال على مقاومة الإغراءات غير الصحية، وتحمل الانزعاج اللازم للوصول إلى أهدافهم طويلة المدى. إن الانضباط الذاتي هو المفتاح لمساعدة الأطفال على أن يصبحوا بالغين مسؤولين.
من المهم إعطاء الأطفال المهارات التي يحتاجون إليها لتطوير الانضباط الذاتي، وكذلك فرصة لممارسة اتخاذ الخيارات الجيدة.
ساعديه على اتباع روتين معين
ضعي جدولاً كل يوم، وسوف يعتاد طفلك الروتين، عندما يعرف ما يفترض أن يفعله. يساعد روتين الصباح الجيد الأطفال على معرفة الوقت المناسب لتناول الإفطار، وتمشيط شعرهم، وتنظيف أسنانهم، وارتداء ملابسهم. ويتعلمون كيفية تقسيم وقتهم بين الأعمال المنزلية والواجبات المنزلية والأنشطة الترفيهية. كما سيساعد روتين وقت النوم المتسق الأطفال على الاستقرار والنوم بشكل أسرع.
ومع الممارسة، سيتعلم طفلك تنفيذ الروتين من دون مساعدتك.
شَكِّلِي سلوكه بالتدريج
الانضباط الذاتي هو عملية تستغرق سنوات لصقلها؛ لذلك استخدمي إستراتيجيات الانضباط المناسبة للعمر لتشكيل السلوك خطوة واحدة في كل مرة.
لا تتوقعي -مثلاً- أن يتمكن طفل يبلغ من العمر 6 سنوات فجأة من أداء روتينه الصباحي بالكامل دون أي تذكيرات؛ لذا استخدمي مخططاً للصور على الحائط يصور تمشيط الشعر وتنظيف الأسنان وارتداء الملابس. يمكنك حتى التقاط صور لطفلك وهو يقوم بهذه الأنشطة وإنشاء جدوله الخاص. عند الضرورة ذكريه بالنظر إلى الجدول؛ حتى يتمكن من القيام بكل مهمة بمفرده. في النهاية، سيحتاج إلى تذكيرات أقل، لكنه لن يطلب رؤية الجدول أبداً.
اشرحي السبب وراء القواعد الخاصة به
عندما يتعلق الأمر بمساعدة الأطفال على تعلُّم كيفية اتخاذ خيارات صحية؛ فلا بُدَّ أن تشرحي لهم السبب، وبدلاً من أن تقولي: «قم بواجبك الآن؛ لأنني قلت ذلك»؛ اشرحي السبب الكامن وراء هذه القاعدة. قولي مثلاً: «إنه اختيار جيد أن تقوم بواجبك المنزلي أولاً، ثم تحصل على وقت فراغ لاحقاً، بوصفه مكافأة لإنجاز عملك»؛ هذا يساعد طفلك على فهم الأسباب الكامنة وراء القواعد الخاصة به، وسوف يفهم أن القواعد تخدم غرضاً.
تعرَّفي إلى المزيد: كلمات تشجيعية للأطفال
لا تدخلي في صراعات معه
من المهم تجنُّب الصراع على السلطة مع ابنك؛ فلا تجبريه على فعل شيء لا يمكنه تعلُّمه، بل اشرحي له العواقب السلبية إذا اتخذ قراراً سيئاً، ثم دعيه يتخذ القرار.
قولي له: «عندما تجمع ألعابك؛ سيكون لديك المزيد من الوقت للعب في الخارج»، لكن لا تصرخي أو تحاولي إجباره على الامتثال.
ضعي في اعتبارك أن الأطفال بحاجة إلى تعلُّم كيفية اتخاذ قرارات صحية بأنفسهم، من خلال دراسة العواقب المحتملة لسلوكهم.
امدحي حسن تصرفاته
امنحي طفلك الاهتمام الإيجابي والثناء كلما أظهر الانضباط الذاتي. أشيري إلى السلوك الجيد الذي أعجبك على سبيل المثال، بدلاً من أن تقولي: «من الجيد ألا تضرب أخاك عندما تتشاجران»؛ قولي: «أحسنت استخدام كلماتك لحل المشكلة».
في بعض الأحيان يمر السلوك الجيد من دون أن يلاحظه أحد. إن مدح الأطفال لاتخاذهم خيارات جيدة يزيد من احتمالية تكرار هذا السلوك.
امدحي الأطفال عندما يفعلون أشياء من دون الحاجة إلى تذكيرهم. قولي: «أحسنت بالجلوس لأداء واجبك قبل أن أخبرك بذلك!» أو: «أنا فخور جداً بأنك اخترت تنظيف غرفتك اليوم بمفردك». وقولي: «عمل رائع وَضْع طبقك في الحوض عندما تنتهي من تناول الطعام!»؛ فهذا كله سيشجعه على تكرار أداء واجباته.
علِّمي طفلك مهارات حل المشكلات
علِّميه تصحيح مشكلات محددة تتعلق بالانضباط الذاتي. في بعض الأحيان، يمكن أن يكون سؤال الأطفال عما يعتقدون أنه سيكون مفيداً تجربة رائعة يمكن أن تؤدي إلى حلول إبداعية. وقد يكون هناك حل بسيط في مشكلة ما مثل عدم التزامه ارتداء ملابسه في الوقت المناسب للمدرسة. والحل أن يختار ملابسه في الليلة السابقة، خصصي له 5 دقائق فقط للقيام بهذه المهمة. واستمري في تجربة الحلول المختلفة، وستجدين أن طفلك صار يشارك في إيجاد الحل.
كوني قدوته
إذا رأى طفلك أنك تماطلين أو تختارين مشاهدة التلفزيون بدلاً من غسل الأطباق، أو ربما تنفقين الكثير من المال عندما تذهبين إلى السوق، وتفقدين أعصابك عندما تكونين غاضبة؛ كلها عادات وطباع سوف يلتقطها، لذلك حاولي أن تكوني نموذجاً له.
كافئيه على السلوك الجيد
يمكن لنظام المكافأة أن يعيد تقويم مشكلات سلوكية معينة؛ فالطفل في عمر ما قبل المدرسة، ستحفزه الملصقات للنوم باكراً، أما الأكبر فسينجز واجباته المدرسية من دون مماطلة.
نظام المكافآت يجب ألا يطول كثيراً، وتخلصي منه عندما يصبح طفلك منضبطاً بنفسه ولنفسه. وَضَعِي في اعتبارك أن هناك الكثير من المكافآت التي لا تكلف مالاً، مثل إعطائه وقتاً للعب؛ فهذا يجعله أكثر مسؤولية.
ملاحظة من «سيدتي نت»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج؛ عليكِ باستشارة طبيب متخصص.
تعرَّفي إلى المزيد: فوائد ذهاب الطفل للحضانة كثيرة ومفيدة.. هل تعرفينها؟