العنف هو مجموعة الأفعال والسلوكيات التي تأخذ شكل الضرر والإيذاء المباشر، يقوم بها الفرد تجاه الطفل؛ وهي ظاهرة منتشرة في عالمنا العربي، حيث نجد كثيراً من الآباء يعتمدونه أسلوباً للتربية، وأحياناً كثيرة يصبح الإهمال وعدم الرعاية والاهتمام، أكثر ضرراً على الطفل من العنف ذاته، وأمام هذه الظاهرة الخطيرة، يتأثر الطفل سلبياً، وتظهر الأضرار عليه على المستوى النفسي والتعليمي والسلوكي والاجتماعي. اللقاء والدكتورة ماجدة مصطفى أستاذة الاجتماع بجامعة حلوان لشرح أسباب العنف وأضراره على الأطفال، ووضع السبل لأسلوب تربية خالٍ من العنف .
أسباب العنف ضد الأطفال
- العنف بسبب: الوحدة والعزلة الاجتماعية التي تعيشها الأسرة، أو ضعف الروابط الأسرية، وغياب التنظيم وطغيان الفوضى على حياتهم.
- ومرات يكون العنف من جانب الآباء بسبب توقع نتائج عالية غير منطقية من الطفل.
- العلاقة المتوترة بين الوالدين، واعتداء أو ضرب أحدهما على الآخر بشكل اعتيادي، وأحياناً كثيرة يمتلك الآباء أفكاراً وعواطف ومفاهيم تدعو للعنف ضد الأطفال..وإن كانوا لايقصدونها بشكل مباشر، وغالبية منهم تفتقر الكيفية التربوية في التعامل مع الأطفال بشكل صحيح.
- ومرات كثيرة تتسبب المشاكل النفسية، من قبل أحد أفراد الأسرة، مثل معاناة أحد أفراد الأسرة أو أحد الوالدين من الاكتئاب، أو مرض عقلي، أو مرض جسدي دائم، وما يتبع هذا من معاناة وضغوطات نفسية تؤدي إلى العنف ضد الطفل.
- ضعف ثقة الأبوين في أنفسهما، أو تعرض أحد الوالدين لضغوط العمل، كلها أسباب تؤدي في النهاية إلى إيقاع العنف والإيذاء على الطفل بشكل من الأشكال.
العنف لأسباب اجتماعية
- وهي التي تنبع من البيئة التي يعيش فيها الطفل ذاته، والتي تؤدي إلى ضياعه وتعنيفه مثل:
- انتشار وتفشي العنف في المجتمع، واتخاذ العقاب البدني كعقاب مقبول، مع انتشار ثقافة قبول ملكية الأبوين لطفلهما، ومعاملته بدافع من التملك والتسلط غير الإنساني أو التربوي.
- نقص التعليم وانتشار الجهل في المجتمع،عدم المساواة أو التوازن في العلاقة بين الرجل والمرأة، تفكك الأسرة، وزيادة الخلافات والمشاكل بين الزوجين.
- وأحياناً يكون سبب العنف الذي يقع على الأطفال، نتيجة لزيادة عدد أفراد الأسرة، والعيش بمكان لا يتسع.
- ولا ننسى تأثير الأسباب الاقتصادية..مثل الفقر، فهي أحد أهم الأسباب التي تسبب عنف الآباء، وحدوث العنف على الطفل، وكذلك السكن غير المناسب.
تعرّفي إلى المزيد: خطوات لفهم التطور العاطفي عند الأطفال من 3-9 سنوات
أضرار العنف.. الدراسية، والاجتماعية، والنفسية
- أضرار العنف على الأطفال لا تقتصر على الناحية النفسية أو الاجتماعية فقط، فهي تؤثر أيضاً على الناحية الدراسية للطفل؛ حيث يرفض الذهاب إلى المدرسة، وينخفض مستوى تحصيله الدراسي، وربما يفشل دراسياً، أو يتسرب من التعليم.
- أحياناً يصاب الطفل بالجروح، أو يناله بعض الإصابات والتشوهات الجسدية، ومرات كثيرة يتسبب العنف تجاه الطفل لفقده مهارات وقدرات عقلية كان يمارسها بالفعل، ما يؤدي إلى عدم نمو الطفل بشكل صحي وتنموي طبيعي.
- الشعور بالإحباط والاكتئاب والوحدة ..يلجأ الطفل لتخريب الممتلكات والسرقة .. يحدث اضطراب في تكوين شخصيته ؛ بحيث تصبح متواكلة على الغير، إضافة إلى اللجوء إلى التدخين، مع نقص أو تضاؤل الثقة بالنفس.
- بينما تتمثل الأضرار الاجتماعية على الطفل..في صعوبة التواصل مع الآخرين ..فقدان مهارات تكوين العلاقات وبنائها والمحافظة عليها ..الشعور بالحقد والكراهية تجاه المجتمع .. وبداخله يتولد العنف والميل للاعتداء على الآخرين.
قواعد للتربية من دون عنف
- يجب عليك توضيح سبب استيائك من تصرف طفلك، بكلمات بسيطة واضحة، و أن تطلبي منه توضيح موقفه.
- فتح الآفاق أمام الطفل حتى يستطيع رؤية الصورة كاملة، وتقومين بتبادل وجهات النظر مع الطفل، وسماع ما لديه من إجابات.
- اتخذي القرارات بمشاركة صغيرك، واطلبي منه تنفيذها بعد اقتناعه بها، ما يساعده على اكتساب الثقة بالنفس، والتعود على تنفيذ قراراته، وربما التريث والحرص قبل القيام بها.
- ربما تفشل تلك الطرق المثالية في التربية، لعناد الطفل، أو بسبب ضيق الوقت أو بسبب عصبية الآباء، وهنا عليك التزام الصبر والهدوء .
- توقيع العقاب على الطفل لابد أن يحدث بعقوبات متدرجة، ولا تلجئي للضرب أبداً، وحاولي أن تكون العقوبات هي الخطوة الأخيرة لك .
- تحدثي مع أطفالك كل يوم، أخبريهم كيف كان يومك، وحدثيهم عن بعض ما قمت بتحقيقه وإنجازه خلال اليوم، واستمعي لهم أيضاً.
- حين تخطئين، وتفقدين أعصابك، وتنفجرين غاضبة في وجههم لأي سبب كان، لابد من تقديم اعتذارك عن ذلك.
- إضفاء الطابع الإنساني على أنفسنا كآباء، والظهور أمام أطفالنا كأشخاص عاديين نخطئ ونصيب ونعترف بذلك، تجعلهم يرتبطون بنا .
- اشركيهم في وضع القواعد والتوقعات المرجوة، على أن تكون واقعية وقابلة للتحقيق.
اشعري طفلك بأنه محبوب دائماً
- اتفقي مع طفلك على العقاب الذي سيتم اتخاذه في حالة عدم اتباعه للقواعد المتفق عليها.
- كوني نموذجاً يحتذى به لبناتك، في كيف ينبغي أن تكون المرأة مستقلة، وأن تكون جزءاً أساسياً لا غنى عنه في الأسرة.
- تأكدي من أن أطفالك يشعرون ويتذكرون دائماً أنهم محبوبون.
- فحين لا يشعر الأطفال بأنهم محبوبون أو ينتمون إلى أسرة، يفقدون الثقة بالنفس والإحساس بالاستحقاق.
- المواقف الصغيرة مثل العناق وكلمة “أحبك” بدون مناسبة أو سبب، تعمل على تحسين العلاقات مع الأطفال.
تعرّفي إلى المزيد: مشاكل الأطفال في سن الخامسة