يُعرّف "المنزل الثاني" أو "منزل العطلة" بأنّه مسكن يشغله صاحبه لجزء من العام، بالإضافة إلى المسكن الأساسي. لناحية ديكورات "منزل العطلة"، هي تتصف بالراحة، كما تتخلّى في غالبيّة الأحيان عن الرسميّة، مع الاستلهام من الوجهات السياحية، وفنادقها وأكواخها الشاطئية، لا سيّما تلك المسوّقة على وسائل التواصل الاجتماعي.
في الآتي، تُطلع مهندسة التصميم الداخلي نادين النعماني قرّاء "سيدتي"، على كيفيّة استحضار أجواء الإجازة إلى "المنزل الثاني"، من دون تكبّد عناء السفر؟
____
يقول الكاتب المجري بيلا هامفاس، في إحدى رواياته: "أنت تتعرّف في البيت على العالم، أمّا في السفر فتتعرّف إلى نفسك". تنسجم المقولة مع التوجّهات الهادفة إلى تزيين "منزل العطلة". في هذا الأخير، ملامح من المنتجعات والفنادق الرائعة التي زارها المرء أو رأى صورها مكرّرة، على وسائل التواصل الاجتماعي وعلى صفحات المجلّات حسب المهندسة نادين النعماني، التي تهوى السفر.
تُرشد المهندسة قرّاء "سيدتي"، في الآتي، إلى مجموعةٍ من الأفكار المُتعلّقة بـ"المنزل الثاني":
- ترتيب "منزل العطلة" المُستوحى من الوجهات البحريّة، كالجزر، مثل: "بورا بورا"، يتحقّق عن طريق ورق الجدران استوائيّ النقوش أو برّي الطبعات. يشيع الديكور الاستوائي عموماً، أجواءً حميميّةً ودافئةً، في المساحات الداخليّة.
- تغلّف الجدران بالخشب الصلب، مع طلاء بعضها بألوان "منعشة"، مثل ظلال اللون الأزرق الذي ينتشر في "شفشاون" المغربيّة.
- مهما كانت الميزانيّة المرصودة لتصميم "منزل العطلة"، يمكن إشاعة الإحساس بالفخامة فيه عبر رصف الأرضيّة بـ"الباركيه" الطبيعي أو الغرانيت أو الرخام. كما توصي المهندسة أيضًا باستخدام الفسيفساء ذات الألوان الفاتحة والمحايدة المشابهة لبلاط الزليج في مراكش.
- الأثاث في "منزل العطلة" يهدف إلى إشعار الجالس بالاسترخاء، لذا يُفيد التركيز على القطع المريحة والعمليّة في آن واحد، أي القطع التي "ستصمد" أمام اختبار الزمن، ففي "المنزل الثاني" لا يبدّل الأثاث في كلّ عام.
في هذا الإطار، تُسلّط المهندسة الضوء على أهمّية التنسيق بين المفروشات الناعمة، ولوحة الألوان الصحيحة، التي تتصف بالجرأة والإشراق، بخاصّة في المساحات الداخليّة بوهيمية الطابع.
تقول المهندسة: "عند التفكير في الأثاث الخاصّ بالمنزل المُهدى إلى الإجازة الصيفيّة، لا يمكنني سوى تخيّل الكراسي المصنوعة من الروطان والمقاعد المنخفضة (بوف) المغربيّة والسجّاد القبلي والمنسوجات الطبيعيّة الخفيفة، من دون الإغفال عن السرير النهاري هنديّ التصميم، والأرجوحة الشبكيّة والأرائك المُصمّمة من الخيزران، والمُحمّلة بوسائد وأغطية استوائية وقبليّة، أي بالأثاث الخارجي المُستخدم في الداخل، ما يجعل المنزل متصلاً بالطبيعة".
خيوط الشمس والإضاءة الصناعية
سواء كان الموقع ساحليّاً أو جبليّاً، تُمثّل الإضاءة عاملاً هامًّا في تزيين "منزل العطلة"؛ في الصباح، تتسلّل خيوط الشمس إلى المساحات الداخليّة، وفي المساء يتمّ التحكّم في الإضاءة المسائيّة عبر "الديمر"، وخفت حدّتها. في هذا الإطار، تدعو نصائح المهندسة إلى تركيب الفوانيس النحاسيّة المغربيّة، والاستعانة بالمصابيح الأرضيّة والإضاءة السقفيّة المصمّمة من الروطان. أضف إلى ذلك، تُستخدم الشموع المعطّرة برائحة مهدئة، مثل: اللافندر أو الأوكالبتوس لتحسين المزاج.
"السبا" في "منزل العطلة"
إضافة بعض مميّزات "السبا" إلى الحمّام مرغوب، مثل: رأس "الدشّ" المطري و"الجاكوزي" وحوض الاستحمام كبير الحجم وبلاط "التيرازو" والحصائر الأرضيّة المصنوعة من الخيزران، بالإضافة إلى مجموعة المناشف بيضاء اللون. ولا يكتمل جوّ "السبا" من دون الشموع المعطّرة الموزّعة حول حوض الاستحمام. ولإحساس شبيه بالمنتجعات الصحيّة الاستوائيّة، يمكن ملء الحمّام بنبات الخيزران والأحجار الطبيعيّة، حسب المهندسة نادين.
أنسجة طبيعيّة في غرفة النوم
تزيّن غرف النوم بطريقة لطيفة وهادئة، لتعكس التصاميم الجماليّة والبساطة و"النظافة". يتحقّق الهدف المذكور من خلال توظيف الألوان والأقمشة والمنسوجات الطبيعيّة، مثل: الأغطية الكتّان وأغطية الأسرّة الـ"سوزاني" أي تلك المنسوجة من نسيج قطني أو من الصوف، والمزخرفة بزخارف نباتيّة أو هندسيّة، بخيوط من الحرير، وبصورة يدويّة، والوسائد المُغلّفة بنسيج "إيكات"، الذي ترجع أصوله إلى إندونيسيا وماليزيا. يُعرف النسيج المذكور بربط الخيوط المستخدمة لإنشاء التصميم المطلوب (الرسوم والنقوش تُطبّق على الخيوط نفسها قبل حياكة القماش) والمفروشات التقليديّة المنسوجة والمكرامية والوسائد المنفوشة والريش التي ستذكرنا بأننا في إجازة.
النباتات الداخلية
النباتات والأشجار الضخمة، مثل: شجرة الموز والموناستيرة (كفّ مريم) وفيكس ليراتا (أو نبات التين ذو الأوراق التي تشابه آلة الغيتار) والزاميا و"زنبق السلام"، كما الصبّار مثل ذلك المتوافر في "حديقة ماجوريل" بمراكش، كلّها يشيع أسلوباً استوائيّاً، كما يُشعر بشعور شبيه بذلك الذي يرواد المرء عند قصد الجزر. أضف إلى ذلك، تحضر الزهور المجففة والمصبوغة، لإضافة "فرقعة" لونيّة.