غالبية الحوامل يعرفن قدر تأثر الجنين بما تأكله الأم أو تشربه في فترة الحمل، وبمدى سلامتها من الأمراض، وحالتها الصحية بعامة، ولكن ما يجهله البعض منهن أن نمو الجنين يتأثر بالحالة النفسية للأم الحامل، والطريقة التي تشعر بها خلال فترة الحمل، بداية من بلوغ الجنين الشهر السادس أو أكثر، ويؤكد هذا العديد من الأبحاث والدراسات النفسية.
في التقرير التالي نتعرف على تأثير الحب والحزن والضغط النفسي.. وأثر بعض المشاكل والأمراض الجسدية على الحامل والجنين معاً. اللقاء وخبيرة الصحة النفسية الدكتورة فاطمة أسعد:
مشاعر الفرح والغضب عند الحامل
- الشعور بالسعادة والهدوء والاستقرار من جانب الحامل، يسمح للطفل بالنمو والتطور في بيئة هادئة وسعيدة فترة الحمل، والمعروف أن هناك العديد من المشاعر التي تؤثر على نفسية الحامل، بداية من الفرح بخبر الحمل، والسعادة بثبات الحمل المخطط له، وحالة التأكد من سلامة الحمل واستمراره.
- وهناك مشاعر الغضب والتي يعكس جزء منها تأثير التغيرات الهرمونية أثناء الحمل، إضافة إلى المضايقات المرافقة للحمل كالوزن الزائد والثقل في الحركة.. والغثيان والقيء وآلام الظهر، ما يؤثّر في تطوّر مشاعر الغضب والضيق.
- وهناك الخوف بسبب التفكير الزائد حول الحمل، مثل الخوف والقلق من ولادة طفل مريض أو معاق، أو القلق من الموت أثناء الولادة، الأمر الذي يتطلب الحصول على اطمئنان من الطبيب والتنبيه لأخذ الحذر؛ لمنع زيادة الألم أو الخوف.
- مشاعر الحزن أيضاً.. ربما لشعور الحامل بخيبة الأمل حول عدم نجاح مخطط ما يرتبط بوقت قدوم مولود جديد، أو بسبب ضعف الرعاية المقدمة للجنين ثم الطفل المنتظر نتيجة للمرض، إلى جانب زيادة الحساسية والحب الزائد ولهفة انتظار قدوم المولود الجديد.
- الحب: ترتبط مشاعر الحب بقوة وفعالية مع هرمون الأوكسيتوسين.. الذي يدعى "هرمون الحب"، حيث يعزز هذا الهرمون تقلصات الرحم أثناء المخاض، وهو يوجد عند الأم والطفل بعد الولادة مباشرةً.
أسباب تغيّر نفسية الحامل
- تتغيّر نفسية المرأة الحامل بصورة مستمرة تبعاً لعدة أسباب منها:
- الهرمونات: حيث يزيد إنتاج الهرمونات خلال فترة الحمل مثل هرمون البروجسترون والإستروجين اللذين يمكن أن يؤثرا على المشاعر، وقدرة العقل على مراقبة هذه المشاعر؛ ما يؤدي إلى عدم الاستقرار العاطفي والحزن.
- الضّغط العصبي: لاشك أن تقدم الحمل يسبب ضغطاً إضافياً على الأم الحامل؛ لما يتبعه من تغيرات نفسية، وحالة من القلق والتوتر حول القضايا المصاحبة للحمل وما بعد الولادة.
- ومن هذه المسؤوليات..التمويل، والإسكان، والرعاية الطبية، والمستقبل، وغير ما قد يبعد الحامل نفسياً عن رعاية حملها والاهتمام بجنينها، وبالتالي عدم القدرة على التحكم بهذه العواطف.
تعرّفي إلى المزيد: فوائد النوم للحامل.. وأضرار كثرته
التغيرات الجسدية والصحة العاطفية للحامل
- تتسبب التغيرات الجسدية المصاحبة للحمل؛ نتيجةً لزيادة حجم الطفل في التأثير على الصحة العقلية والجسدية للحامل، ما يؤدي إلى حدوث اضطرابات في العواطف الطبيعية.
- كما أن عدم حصول الحامل على النوم الكافي الناتج عن الإرهاق، وعدم الراحة، أو الإجهاد. نتيجة للعمل بالمنزل أو خارجه لساعات طويلة.. يؤثر على صحة الحامل الجسدية والنفسية معاً.
- كما تعد الصحة العاطفية جزءاً من صحة المرأة الحامل؛ فإن شعرت الأم الحامل بالرضا والصحة الجيدة، فإنها ستكون أكثر قدرة على التأقلم مع التوتر والإجهاد، والحفاظ على العلاقات، وبالتالي الاستمتاع بالحمل والحياة.
- هنا ينصح بتقديم الرعاية العاطفية للحامل من المحيطين بها، والتي تمثل فوائد كثيرة للأم والطفل في نفس الوقت؛ لأنّ الطفل معرض لكل شيء يواجه الأم من الأصوات الموجودة حولها، والطعام الذي تأكله، والهواء الذي تتنفسه.
تأثير الحالة النفسية للحامل على الجنين
- إن شعرت الحامل بالتوتر والقلق باستمرار وبشكل مزمن، ينتج جسمها الكثير من هرمون الكورتيزول أو هرمون التوتر، والذي ينقل إلى الطفل عبر المشيمة، وإذا تعرض له باستمرار فمن المحتمل أن ينتهي الأمر بولادة مبكرة قبل الموعد المحدد.
- يعاني عدد كبير من النساء الحوامل من الاكتئاب، حيث تشير التقديرات إلى أن حوالي 10% من النساء الحوامل يشعرن بالاكتئاب، وهذا ليس لصالح الجنين، ويمكن أن يكون له تأثير سلبي عليه في وقت لاحق في الحياة.
- ووجدت الدراسات أن الأطفال الذين يولدون لنساء مصابات بالاكتئاب، يمكن أن يصابوا بالاكتئاب عندما يكبرون، إلى جانب أنهم يعانون من انتكاسات عاطفية.
- حتى إذا كنتِ لا ترغبين في الحمل وغير راضية عن الطفل الجديد، وتشعرين بالامتعاض تجاه الجنين بسبب الألم الجسدي، فإن ذلك سيجعل الأمور أكثر سوءاً، وهذا يتسبب في مشاكل نفسية للطفل تستمر معه في مرحلة الطفولة.
تعرّفي إلى المزيد: فوائد التمر للحامل في الشهور الأولى
ملاحظة من "سيدتي نت": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.