يتردّد اسم المصممة عنود الزبن في فعاليّات منوّعة في العالم العربي، لا سيّما في الإمارات. تقدّم المهندسة المعماريّة الأردنيّة خدمات تصميم عدة، منها: تنسيق الموائد والمناسبات التي تثير التعليقات حول كيفيّة توظيف عناصر من الطبيعة، بصورة غير متوقّعة في التزيين. في الحوار الآتي نصّه، تتحدّث المهندسة عنود الزبن إلى "سيدتي" عن فلسفتها في التصميم وعن تأثير الجائحة على أسلوب الحياة، ومصدر الإلهام الأوّل المتمثّل في الطبيعة، وكيف تقودها الأخيرة إلى اكتشافات توظّفها في أعمالها؟
__
عرّفي نفسك لقرّاء "سيدتي"...
مهندسة معماريّة ومصمّمة أردنيّة مقيمة في دبي؛ يركّز عملي على فهم عملائي، على المستوى العميق، لتقديم التصاميم الداخلية وصنع منتجات التصميم وتنظيم الأحداث، بصورة تستجيب لاحتياجات الناس ورغباتهم الصريحة والضمنيّة. يركّز عملي أيضًا على جلب الطبيعة إلى المساحات اليوميّة.
كيف تعكس تصاميمك تأثيرات الطبيعة عليك؟
أثناء فترة الوباء، أعتقد أن البشر أدركوا مدى الحاجة إلى التواصل مع بعضهم البعض، ومع الطبيعة، فهم انجذبوا إلى قضاء الوقت في الهواء الطلق، وأدركوا أن البيئات التي يصنعها الإنسان لا يمكن أن تقدّم تأثير البيئة الأكبر عينه. يحاول عملي التخفيف من الأمر عن طريق إدخال مبادئ البيوفيليا (إعادة اتصال الإنسان مع الطبيعة ضمن البيئة المبنية) إلى المساحات التي أتولّى تصميمها. من خلال دمج الطبيعة بالعمل الذي يصنع بيديّ الإنسان، وجعل هذه الطبيعة جزءاً من كلّ تجربة، أستجيب للحاجة الفطرية الجمعيّة إلى التواصل مع الأرض، وكل ما تحتوي عليه من جمال وروعة. لذا، أستخدم عناصر كالزهور والخشب والصخور وغيرها، في تصاميمي، فهناك دائمًا عنصر يعكس الطبيعة في أعمالي لتذكير الناس بمصدر إلهامنا الأصلي.
أبدأ في كل عمل أتولاه، مع الناس؛ هذه نقطة بداية بديهيّة، لكن غالباً ما يتمّ تفويتها من البعض. لدى الناس الكثير من التحيّزات والتفضيلات لناحية التصاميم المرغوبة. صحيح أنّه من المهمّ أن يكون للمصمم رأي قوي؛ فالتصميم وظيفته التي يعرفها حقّ المعرفة. لكن الأهمّ من ذلك هو أن يمتلك المصمّم صفة التعاطف الشديد، وأن يفهم حقّاً مستخدم التصميم، على مستوى عميق وحميمي، بحيث يحل التصميم الخاص به احتياجات هذا المستخدم أوّلاً.
الألوان والتركيبات والموضوعات، التي تركّزين عليها في تنسيق الموائد لافتة. من وجهة نظر معمارية، كيف تقاربين الطاولة؟
كل مشروع فريد من نوعه ويحكي قصّةً مختلفةً.. أقضي الكثير من الوقت مع المضيفين، في محاولة فهم الحدث الذي سأنظّمه؛ الموضوع العام والآمال والدوافع الكامنة، ما يساعد في ترسيخ التعاطف العميق الضروري للتصميم سريع الاستجابة. في مراحل عمليّة التصميم التالية، أضع النماذج الأوّلية. في هذا الإطار، أنشئ نماذج بالحجم الكامل للطاولات والأطعمة التي أنوي استخدامها لمعرفة مدى انسجام العناصر معاً. تراود المرء الأفكار بصورة غير متوقّعة، فتخرج الرأس أموراً جديدة، أثناء وضع النماذج الأولية. وهذه العملية أساسية لأنّها تتيح لي الانغماس في النتيجة الفعليّة قبل عرضها على العملاء.
يعتمد الأمر على طبيعة كلّ مشروع. لكن، بشكل عام، تحتفي أعمالي التصميميّة بصورة مباشرة، بالطبيعة، عن طريق التركيز على عناصر ومواد مجموعة منها من، أو بصورة غير مباشرة عن طريق التلميحات والعناصر الخفيّة لتذكير الناس بمكاننا على هذا الكوكب.
أعتقد أن وتيرة التطوّر التكنولوجي والتوسّع الحضري دفعت بغالبيّة الناس إلى البعد أكثر فأكثر عن الطبيعة، والشعور بالغربة عن بيئتنا الأكبر. في المواجهة، وقبل انتشار الوباء، كان هناك بعض التركيز على الأغذية العضوية، كما ازداد الاهتمام بالمشي في الهواء الطلق وقضاء الوقت في المساحات الخارجية المخضوضرة، لكن "كورونا" سرّعت ببساطة تلك الاتجاهات الموجودة بالفعل. فالحجر الصحّي الوقائي قام بدور في تذكير الناس بأهمّية التواصل مع بعضهم البعض، ومع الطبيعة، التي أصبحوا ينادونها بـ"أمّنا" ويتوقون إلى المشي في أحضانها.
كيف تصفين ديكورات منزلك، الذي تظهر أجزاء منه على وسائل التواصل؟
موسميّة وبسيطة وهادئة وحسّية.
ما هي الألوان والمواد الطبيعية التي تستمتعين بالاشتغال بها؟
أستمتع بعمليّة العثور على المواد والعناصر، التي تضعها الأرض في طريقي، أثناء تولّي أي مشروع جديد. مثلاً: أثناء تنسيق حدث أُقيم أخيراً في أبوظبي، اكتشفت بحيرة الملح (تبعد عن نحو 50 كيلومتراً عن العاصمة الإماراتيّة)، فكانت البحيرة مصدراً لألواح صمّمتها. وأثناء الاشتغال على تنظيم حدث آخر، تعرّفت إلى شجيرة موطنها دبي، فأمست الشجيرة جزءاً من القطعة المركزية المستخدمة في تنسيق الطاولات...
أبني مكتباً للتصميم، وأعمل على زيادة أعضاء فريق العمل لتلبية الطلب المتزايد، أضف إلى عمليّات التعاون مع العلامات التجاريّة وتنظيم الأحداث الخاصّة المقرّر إجراؤها في الخريف، بعد أن تهدأ زحمة الصيف. أتعاون أيضاً مع الحرفيين في الأردن وفلسطين ولبنان وسوريا، بهدف الحفاظ على مهنهم اليدوية، وإحيائها خلال الأوقات الاقتصادية الصعبة الراهنة. تشتمل نتائج هذا التعاون الماديّة، على منتجات تصميميّة محدودة الإصدار للخليج.
__
عرّفي نفسك لقرّاء "سيدتي"...
مهندسة معماريّة ومصمّمة أردنيّة مقيمة في دبي؛ يركّز عملي على فهم عملائي، على المستوى العميق، لتقديم التصاميم الداخلية وصنع منتجات التصميم وتنظيم الأحداث، بصورة تستجيب لاحتياجات الناس ورغباتهم الصريحة والضمنيّة. يركّز عملي أيضًا على جلب الطبيعة إلى المساحات اليوميّة.
مبادئ "البيوفيليا"
أثناء فترة الوباء، أعتقد أن البشر أدركوا مدى الحاجة إلى التواصل مع بعضهم البعض، ومع الطبيعة، فهم انجذبوا إلى قضاء الوقت في الهواء الطلق، وأدركوا أن البيئات التي يصنعها الإنسان لا يمكن أن تقدّم تأثير البيئة الأكبر عينه. يحاول عملي التخفيف من الأمر عن طريق إدخال مبادئ البيوفيليا (إعادة اتصال الإنسان مع الطبيعة ضمن البيئة المبنية) إلى المساحات التي أتولّى تصميمها. من خلال دمج الطبيعة بالعمل الذي يصنع بيديّ الإنسان، وجعل هذه الطبيعة جزءاً من كلّ تجربة، أستجيب للحاجة الفطرية الجمعيّة إلى التواصل مع الأرض، وكل ما تحتوي عليه من جمال وروعة. لذا، أستخدم عناصر كالزهور والخشب والصخور وغيرها، في تصاميمي، فهناك دائمًا عنصر يعكس الطبيعة في أعمالي لتذكير الناس بمصدر إلهامنا الأصلي.
التعاطف الشديد
تصمّمين لتلبية الاحتياجات العاطفية والعمليّة؛ أخبرينا المزيد عن فلسفة التصميم الخاصّة بك، في الممارسة؟أبدأ في كل عمل أتولاه، مع الناس؛ هذه نقطة بداية بديهيّة، لكن غالباً ما يتمّ تفويتها من البعض. لدى الناس الكثير من التحيّزات والتفضيلات لناحية التصاميم المرغوبة. صحيح أنّه من المهمّ أن يكون للمصمم رأي قوي؛ فالتصميم وظيفته التي يعرفها حقّ المعرفة. لكن الأهمّ من ذلك هو أن يمتلك المصمّم صفة التعاطف الشديد، وأن يفهم حقّاً مستخدم التصميم، على مستوى عميق وحميمي، بحيث يحل التصميم الخاص به احتياجات هذا المستخدم أوّلاً.
الألوان والتركيبات والموضوعات، التي تركّزين عليها في تنسيق الموائد لافتة. من وجهة نظر معمارية، كيف تقاربين الطاولة؟
كل مشروع فريد من نوعه ويحكي قصّةً مختلفةً.. أقضي الكثير من الوقت مع المضيفين، في محاولة فهم الحدث الذي سأنظّمه؛ الموضوع العام والآمال والدوافع الكامنة، ما يساعد في ترسيخ التعاطف العميق الضروري للتصميم سريع الاستجابة. في مراحل عمليّة التصميم التالية، أضع النماذج الأوّلية. في هذا الإطار، أنشئ نماذج بالحجم الكامل للطاولات والأطعمة التي أنوي استخدامها لمعرفة مدى انسجام العناصر معاً. تراود المرء الأفكار بصورة غير متوقّعة، فتخرج الرأس أموراً جديدة، أثناء وضع النماذج الأولية. وهذه العملية أساسية لأنّها تتيح لي الانغماس في النتيجة الفعليّة قبل عرضها على العملاء.
مكان البشر على هذا الكوكب
هل تدعين الطبيعة تقودك في قرارات التصميم، مع أقلّ قدر من التدخّل من جانبك؟يعتمد الأمر على طبيعة كلّ مشروع. لكن، بشكل عام، تحتفي أعمالي التصميميّة بصورة مباشرة، بالطبيعة، عن طريق التركيز على عناصر ومواد مجموعة منها من، أو بصورة غير مباشرة عن طريق التلميحات والعناصر الخفيّة لتذكير الناس بمكاننا على هذا الكوكب.
"أمّنا الطبيعة"
كان للجائحة تأثير في أسلوب الحياة، فهي قرّبت الناس أكثر من الطبيعة؛ هل يحتاج الأمر إلى جائحة للتيقن بأهمّية حماية البيئة؟أعتقد أن وتيرة التطوّر التكنولوجي والتوسّع الحضري دفعت بغالبيّة الناس إلى البعد أكثر فأكثر عن الطبيعة، والشعور بالغربة عن بيئتنا الأكبر. في المواجهة، وقبل انتشار الوباء، كان هناك بعض التركيز على الأغذية العضوية، كما ازداد الاهتمام بالمشي في الهواء الطلق وقضاء الوقت في المساحات الخارجية المخضوضرة، لكن "كورونا" سرّعت ببساطة تلك الاتجاهات الموجودة بالفعل. فالحجر الصحّي الوقائي قام بدور في تذكير الناس بأهمّية التواصل مع بعضهم البعض، ومع الطبيعة، التي أصبحوا ينادونها بـ"أمّنا" ويتوقون إلى المشي في أحضانها.
كيف تصفين ديكورات منزلك، الذي تظهر أجزاء منه على وسائل التواصل؟
موسميّة وبسيطة وهادئة وحسّية.
ما هي الألوان والمواد الطبيعية التي تستمتعين بالاشتغال بها؟
أستمتع بعمليّة العثور على المواد والعناصر، التي تضعها الأرض في طريقي، أثناء تولّي أي مشروع جديد. مثلاً: أثناء تنسيق حدث أُقيم أخيراً في أبوظبي، اكتشفت بحيرة الملح (تبعد عن نحو 50 كيلومتراً عن العاصمة الإماراتيّة)، فكانت البحيرة مصدراً لألواح صمّمتها. وأثناء الاشتغال على تنظيم حدث آخر، تعرّفت إلى شجيرة موطنها دبي، فأمست الشجيرة جزءاً من القطعة المركزية المستخدمة في تنسيق الطاولات...
تصاميمي مستلهمة من مواد وعناصر قد أعثر عليها صدفة في رحلاتي في أحضان الطبيعة
منتجات تصميميّة محدودة الإصدار
ما هي المشاريع التصميميّة، التي تركّزين عليها راهناً؟أبني مكتباً للتصميم، وأعمل على زيادة أعضاء فريق العمل لتلبية الطلب المتزايد، أضف إلى عمليّات التعاون مع العلامات التجاريّة وتنظيم الأحداث الخاصّة المقرّر إجراؤها في الخريف، بعد أن تهدأ زحمة الصيف. أتعاون أيضاً مع الحرفيين في الأردن وفلسطين ولبنان وسوريا، بهدف الحفاظ على مهنهم اليدوية، وإحيائها خلال الأوقات الاقتصادية الصعبة الراهنة. تشتمل نتائج هذا التعاون الماديّة، على منتجات تصميميّة محدودة الإصدار للخليج.
أتعاون مع الحرفيين في الأردن وفلسطين ولبنان وسوريا بهدف الحفاظ على مهنهم اليدوية