" على شعبنا ألا ينسى ماضيه وأسلافه، كيف عاشوا وعلى ماذا اعتمدوا في حياتهم وكلما أحس الناس بماضيهم أكثر، وعرفوا تراثهم، أصبحوا أكثر اهتماماً ببلادهم وأكثر استعداداً للدفاع عنها ."
هكذا أكد الشيخ زايد- طيب الله ثراه- على قيمة حفظ وحماية التراث والموروث الثقافي العربي الذي يعبر عن هويتنا وقيمنا ويعطي دافعاً لغزو المستقبل وفتح آفاق تحدياته، فبحضور ورعاية الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، أقام المكتب الإقليمي لحفظ التراث الثقافي في الوطن العربي (إيكروم – الشارقة) احتفالية خاصة للإعلان عن المشاريع الفائزة بالدورة الثالثة من جائزة إيكروم – الشارقة للممارسات الجيدة في حفظ وحماية التراث الثقافي في المنطقة العربية (2022-2021)، والدورة الثانية من جائزة التراث الثقافي العربية لليافعين، وذلك في بيت الحكمة في الشارقة، الإمارات العربية المتحدة.
حضر حفل التكريم كل من الشيخ سالم بن عبدالرحمن القاسمي رئيس مكتب سمو الحاكم، والشيخ محمد بن حميد القاسمي رئيس دائرة الإحصاء والتنمية المجتمعية، والشيخة اليازية بنت نهيان بن مبارك أل نهيان، ومعالي نورة بنت محمد الكعبي وزيرة الثقافة والشباب، وعدد من كبار المسؤولين والسفراء وممثلي المنظمات الثقافية.
في بداية الحفل رحب الدكتور زكي أصلان، المدير الاقليمي لمنظمة إيكروم في الشارقة، بصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، وبمعالي وزيرة الثقافة والشباب، السيدة نورة الكعبي، والشيخة اليازية بنت نهيان ال نهيان، سفيرة النوايا الحسنة للتراث الثقافي في الجامعة العربية، والسادة الحضور من مسؤولين في الوزارات والمؤسسات الثقافية والسلك الدبلوماسي ومشاركين من مختلف الدول.
ثم ألقى السيد جون روبنس، رئيس المجلس التنفيذي لمنظمة ايكروم، كلمة ترحيبية قال فيها: "بينما نتطلع إلى الإعلان عن الفائزين في كلتا المسابقتين، أود أن أعبر لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، عن شكر وامتنان منظمة ايكروم لرعايته لهذا الحدث، وأنشطة المنظمة في هذا الجزء من العالم". وأضاف "نحن ممتنون بنفس القدر للبلد المضيف، دولة الإمارات العربية المتحدة ، لتوفير كل رؤية ممكنة لأنشطة إيكروم - الشارقة على الصعيدين الإقليمي والدولي."
بعد ذلك تم عرض أفلام تعريفية بالجائزتين، والمشاريع الفائزة بالدورة الثانية من جائزة إيكروم – الشارقة للممارسات الجيدة في حفظ وحماية التراث الثقافي في المنطقة العربية، كما تم عرض فيلم عن المشاريع الخمسة عشر التي اختارتها لجنة التحكيم للجائزة في دورتها الحالية ضمن القائمة القصيرة.
ثم تحدث بعد ذلك كل من السيدة ريما كريدي، عضو لجنة التحكيم لجائزة التراث الثقافي العربية لليافعين، والانسة كريستيان جعيتاني ممثلة اللجنة الوطنية اللبنانية لليونسكو، والسيد سلطان الخليف، ممثل اللجنة الوطنية الأردنية لليونسكو، عن جائزة التراث الثقافي العربية لليافعين، وألقوا كلمات مقتضبة أكدوا فيها على أهمية هذه الجائزة بهدف نشر التوعية حول أهمية الحفاظ على التراث الثقافي في مدارس المنطقة العربية. بعد ذلك قامت سعادة منال عطايا، المدير العام لهيئة متاحف الشارقة ورئيس لجنة التحكيم لجائزة إيكروم – الشارقة للممارسات الجيدة في حفظ وحماية التراث الثقافي في المنطقة العربية بالإعلان عن الفائزين بالدورة الثالثة منها.
تراث بيروت
كان المشروع الأول الفائز بالجائزة الكبرى هو "مشروع حفظ تراث بيروت" بلبنان الذي تميز من خلال نجاحه في حشد المشاركة المجتمعية للأفراد والمؤسسات (بما في ذلك منظمات المجتمع المدني) من أجل إنقاذ نسيج حضري مدمر يضم العديد من المساحات الثقافية (مثل صالات عرض الفنون)، بالإضافة إلى مجموعات في المتاحف والمكتبات التاريخية، والمباني السكنية والتجارب والذكريات الخاصة التي تحملها هذه الفضاءات.
البلدة القديمة بالقدس
أما المشروع الثاني الذي فاز بالجائزة الكبرى كان من نصيب مشروع إعادة تأهيل المنازل والمباني المحيطة بالمسجد الأقصى، القدس، فلسطين وذلك نظراً لاتباعه نهجاً صحيحاً غايته التأثير الإيجابي على الأسر التي تعيش في هذه المنطقة الواقعة تحت التهديد المستمر من قوات الاحتلال. ويظهر هذا المشروع، على وجه الخصوص، قوة التراث وإسهامه في منح الأمل، والأثر الإيجابي الذي يمكن أن يزرعه في مواجهة الصدمات التي عانت منها أجيال متعددة. وأيضاً، مساهمته في الحفاظ على البنى الأسرية وربط الناس بممتلكاتهم وأراضيهم.
وفي درجة التميز الخاص، فازت أربعة مشاريع هي:
1. قصر هشام في اريحا: لتميزه في حفظ موقع ذو قيمة فنية استثنائية بمنهجيات علمية حديثة
2. مشروع Collart لمعبد بعل شامين في تدمر، سورية: لتميزه في استخدام البحث العلمي في إعادة بناء مواقع اثرية من جراء التدمير
3. قرية القرارة في غزة : لتميزه كمشروع لمبادرات خاصة
4. التوثيق الرقمي للوثائق التاريخية في القدس: لتميزه في حفظ التراث الوثائقي لتراث مهدد
تراثنا يجمعنا
تحت شعار "تراثنا يجمعنا" تم اسدال الستارة على الدورة الثانية من جائزة التراث الثقافي العربية لليافعين وإعلان المشاريع الفائزة، حيث قام صاحب السمو يرافقه السيد جون روبنس، رئيس المجلس التنفيذي لمنظمة ايكروم، والدكتور زكي أصلان، مدير المكتب الإقليمي لمنظمة إيكروم في الشارقة بتقديم الجوائز للفائزين.
وفاز بالمركز الأول بالشراكة عن فئة الرسم الطالبة سارة حسن الحوسني، من مدرسة الأمل للصم، دولة الإمارات العربية المتحدة والطالبة اليسار المصري، من مدرسة كلية عمر بن الخطاب –جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية في بيروت، لبنان. كما فاز بالمركز الأول عن فئة التصوير الفوتوغرافي الطالبة غلا عبد الرحيم محمود الرحيل، من مدرسة بيوضة الشرقية الثانوية المختلطة، الأردن. بينما فاز بالمركز الأول عن فئة الرقص الفولكلوري، مدرسة التقدم للتعليم الأساسي- طرابلس، ليبيا عن رقصة شارعنا القديم؛ وأخيرا فازت مدرسة قصر الحلابات الغربي الثانوية المختلطة، الأردن بالمركز الأول عن فئة الفيلم التوعوي عن فيلم قصة فرح من قلب البادية.
كاميرا سيدتي كانت حاضرة والتقت بالفائزين ورصدت ردود أفعال الفائزين كما حدثونا عن مشاعرهم وما تمثله هذه الجائزة لهم ولبلادهم وقيمتها في تشجيعهم وحثهم على بذل المزيد من الجهد في حفظ وحماية التراث الثقافي العربي في المنطقة العربية.