أيام التشريق هي الأيام الثلاثة بعد يوم النحر؛ فيوم التاسع من ذي الحجة يُسمى يوم عرفة، واليوم العاشر يُسمى يوم النحر، والثلاثة أيام بعده أيام التشريق. وسبب التسمية بأيام التشريق؛ أن الناس كانوا يشرقون فيها لحوم الأضاحي، أي يقدرونها، ويبرزونها للشمس. وقيل لأن صلاة العيد بعد شروق الشمس، وهذه الأيام تبع ليوم العيد فسُميت أيام التشريق. وقيل لأن الهدايا والضحايا لا تُنحر حتى تشرق الشمس.
يقول الدكتور «رزق عبد الفتاح» من الأزهر الشريف والإمام بوزارة الأوقاف: «إن أيام التشريق هي الأيام الثلاثة بعد يوم النحر؛ أي إنها أيام الحادي عشر، والثاني عشر، والثالث عشر من شهر ذي الحجة، وهي الأيام المعدودات التي أمر الله تعالى بذكره فيها في قوله جل شأنه: {وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ ۚ فَمَن تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَن تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ ۚ لِمَنِ اتَّقَىٰ ۗ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ} [البقرة: 203].
ماذا يفعل المسلمون في أيام التشريق؟
وهذه الأيام هي التي يبيت الحجيج لياليها في مِنَى، فيبيتون ليلة الحادي عشر من شهر ذي الحجة، والثاني عشر، ومن تعجل يغادر مِنَى في يوم الثاني عشر بعد أن يرمي الجمرات بعد الزوال، ومن لم يتعجل يبيت ليلة الثالث عشر، ويرمي الجمرات بعد الزوال في يوم الثالث عشر، ثم يغادر مِنَى بعد ذلك.
وهذه الأيام الثلاثة بعد يوم الأضحى هي أيام أكل وشرب وذكر لله -عز وجل- كما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم، وهذه الأيام المعدودات غير الأيام المعلومات التي جاء ذكرها في قول الله تعالى: {لِّيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ ۖ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ} [الحج: 28]. قال البخاري: وقال ابن عباس: {واذكروا الله في أيام معلومات} أيام العشر؛ يعني أيام العشر من شهر ذي الحجة، والأيام المعدودات أيام التشريق.