اتفق الفقهاء جميعاً على استحباب وفضل صيام يوم عرفة، ولم يقل أحدٌ منهم بخِلاف ذلك، وصيامه أفضل من صيام غيره من الأيام باستثناء صيام فريضة رمضان، ولصيامه فضل عظيم يترتب عليه؛ فهو يُوجِب مغفرة الله -تعالى- للعبد، كما يُستحَبُّ في هذا اليوم الإكثار من الأعمال الصالحة؛ كالحرص على أداء النوافل، والإكثار من ذِكر الله -تعالى- والصدقة في سبيل الله -تعالى- فللأعمال الصالحة في هذا اليوم فضل عظيم. يقول الدكتور عمرو خالد الداعية الإسلامي لـ«سيدتي»: يصوم ملايين المسلمين حول العالم، يوم عرفة سُنَّةً عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأنه يوم مبارك يستحب فيه الصيام والدعاء.
وقال النووي: «يُسْتَحَبُّ الإِكثارُ من هذا الذِّكر والدُّعاء، ويَجتهدُ في ذلك، فهذا اليوم أفْضَلُ أيامِ السَّنَة للدُّعاء، وهو مُعْظَمُ الحَجِ ومَقْصُودُه، والمُعَوَّلُ عليه، فينبغي أنْ يَسْتَفْرِغَ الإنسانُ وُسْعَهُ في الذِّكر والدُّعاءِ وفي قراءةِ القرآنِ، وأنْ يدعوَ بأنواعِ الأدعية، ويأتي بأنواعِ الأذكار، ويدعو لِنَفْسِه ووالديه وأقارِبِه، ومشايِخِه وأصحابِه وأصدقائِه وأحبابِه، وسائِرِ مَنْ أحْسَنَ إليه، وجميعِ المسلمين».
- يُعَدُّ من أيام شهر ذي الحجة الذي هو من الأشهر الحرم، كما أنَ شهر ذي الحجة من أشهر الحج، ويوم عرفة من الأيام التي أثنى الله -تعالى- عليها في القرآن الكريم واصفاً إياها بالأيام المعلومات؛ فقد قال: «لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَهِ فِي أَيَامٍ مَعْلُومَاتٍ».
- يُعَدُّ من الأيام العَشر التي أقسم الله -تعالى- بها في سورة الفجر؛ قال -تعالى-: «وَلَيَالٍ عَشْرٍ»، وهذا دليل على شرفها وعظمها.
- يُعَدُّ من الأيام التي لها فضل وميزة على باقي أيام السنة، وفيه أتم الله نعمته على الأمة الإسلامية، وأكمل لهم دينهم، قال -تعالى-: «الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الْإِسْلَامَ دِينًا».
- فضل العمل الصالح فيه عظيم قال النبي -صلى الله عليه وسلم: «ما مِن أيَامٍ العمَلُ الصَالحُ فيهنَ أحبُّ إلى اللَهِ مِن هذهِ الأيَامِ العَشر فقالوا: يا رسولَ اللَهِ ولا الجِهادُ في سبيلِ اللَهِ؟ فقالَ رسولُ اللَهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَمَ: ولا الجِهادُ في سبيلِ اللَهِ إلَا رجلٌ خرجَ بنفسِهِ ومالِهِ فلم يرجِعْ من ذلِكَ بشيءٍ».
- العتق من النار قال النبي -صلى الله عليه وسلم: «ما مِن يَومٍ أَكْثَرَ مِن أَنْ يُعْتِقَ اللهُ فيه عَبْدًا مِنَ النَارِ، مِن يَومِ عَرَفَةَ، وإنَه لَيَدْنُو، ثُمَ يُبَاهِي بهِمُ المَلَائِكَةَ، فيَقولُ: ما أَرَادَ هَؤُلَاءِ؟».
- مباهاة الله -تعالى- ملائكته بالحُجاج قال الرسول -صلى الله عليه وسلم: «إنَ اللهَ يُباهي بأهلِ عَرَفاتٍ أهلَ السَّماءِ؛ فيَقولُ لهم: انظُروا إلى عِبادي جاؤوني شُعْثًا غُبْرًا».
- يُعَدُّ يوماً للتكبير وهو رُكن الحَج؛ قال -عليه الصلاة والسلام: «الحَج عَرَفةٌ -أوْ عَرَفاتٌ- فمَنْ أَدْرَكَ عَرَفةَ قبلَ طُلوعِ الفَجْرِ فقد أَدْرَكَ الحَجَ».
- يُعَدُّ من أيام العيد بالنسبة إلى حُجاج البيت الحرام قال عليه الصلاة والسلام: «يومُ عرفةَ ويومُ النَّحرِ وأيَامُ التَّشريقِ عيدنا أَهلَ الإسلامِ، وَهيَ أيَامُ أَكلٍ وشربٍ».
صيام يوم عرفة للحاج عند الفقهاء كما يأتي:
الحنفية والمالكية ذهبوا إلى كراهة الصوم للحاج في يوم عرفة، وقيَّد الحنفية الكراهة بشرط أن يُضعِف الصومُ الحاجَ. الشافعية ذهبوا إلى جواز صيام عرفة للحاج، واشترط الشافعية أن يكون الحاج مُقيماً في مكة وذهب إلى عرفة في الليل، أما إن كان ذهابه إلى عرفة من مكة في النهار فصيامه مُخالف للأولى، بينما يُسَنُّ الفِطْر للمسافر مُطلقاً عند الشافعية. الحنابلة يُستحَبُّ عندهم أن يصوم الحاج يوم عرفة، إلا أنهم اشترطوا أن يكون وقوفه في عرفة في الليل، وليس في النهار؛ فإن وقف فيه في النهار فصومه مكروه. ويُشار إلى أن السبب في استحباب الفِطر في يوم عرفة لِمَن كان واقفاً في عرفة أن الحاج بفِطره يقوى على الطاعة والدعاء؛ فالصوم قد يُتعِب الحاج ويُضعِفه عن الدعاء، والإكثار من الصلاة، والذِّكر؛ فيوم عرفة يوم ذكر ودعاء. وقد أفطر النبي -صلى الله عليه وسلم- يوم عرفة، قالت لبابة بنت الحارث: «إنَّ نَاسًا تَمَارَوْا عِنْدَهَا يَومَ عَرَفَةَ في صَوْمِ النبيِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَمَ، فَقالَ بَعْضُهُمْ: هو صَائِمٌ، وقالَ بَعْضُهُمْ: ليسَ بصَائِمٍ، فأرْسَلَتْ إلَيْهِ بقَدَحِ لَبَنٍ وهو واقِفٌ علَى بَعِيرِهِ، فَشَرِبَهُ».
* فضائل صوم يوم عرفة
وعن فضل صيام يوم عرفة:
قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «صيام يوم عرفة أحتسب علَى اللهِ أن يكفر السنة التي قبله، والسنة التي بعده»، رواه مسلم، وقوله صلى الله عليه وسلم: «ما من يوم أكثر أن يعتق فيه عتقاء من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو فيباهي بهم الملائكة سبحانه وتعالى» رواه مسلم، وقالت السيدة عائشة رضي الله عنها: «ما من السنة يوم أحب إليَّ أن أصومه من يوم عرفة».أما عن الدعاء :
فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير» رواه الترمذي.وقال النووي: «يُسْتَحَبُّ الإِكثارُ من هذا الذِّكر والدُّعاء، ويَجتهدُ في ذلك، فهذا اليوم أفْضَلُ أيامِ السَّنَة للدُّعاء، وهو مُعْظَمُ الحَجِ ومَقْصُودُه، والمُعَوَّلُ عليه، فينبغي أنْ يَسْتَفْرِغَ الإنسانُ وُسْعَهُ في الذِّكر والدُّعاءِ وفي قراءةِ القرآنِ، وأنْ يدعوَ بأنواعِ الأدعية، ويأتي بأنواعِ الأذكار، ويدعو لِنَفْسِه ووالديه وأقارِبِه، ومشايِخِه وأصحابِه وأصدقائِه وأحبابِه، وسائِرِ مَنْ أحْسَنَ إليه، وجميعِ المسلمين».
- يُعَدُّ من أيام شهر ذي الحجة الذي هو من الأشهر الحرم، كما أنَ شهر ذي الحجة من أشهر الحج، ويوم عرفة من الأيام التي أثنى الله -تعالى- عليها في القرآن الكريم واصفاً إياها بالأيام المعلومات؛ فقد قال: «لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَهِ فِي أَيَامٍ مَعْلُومَاتٍ».
- يُعَدُّ من الأيام العَشر التي أقسم الله -تعالى- بها في سورة الفجر؛ قال -تعالى-: «وَلَيَالٍ عَشْرٍ»، وهذا دليل على شرفها وعظمها.
- يُعَدُّ من الأيام التي لها فضل وميزة على باقي أيام السنة، وفيه أتم الله نعمته على الأمة الإسلامية، وأكمل لهم دينهم، قال -تعالى-: «الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الْإِسْلَامَ دِينًا».
- فضل العمل الصالح فيه عظيم قال النبي -صلى الله عليه وسلم: «ما مِن أيَامٍ العمَلُ الصَالحُ فيهنَ أحبُّ إلى اللَهِ مِن هذهِ الأيَامِ العَشر فقالوا: يا رسولَ اللَهِ ولا الجِهادُ في سبيلِ اللَهِ؟ فقالَ رسولُ اللَهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَمَ: ولا الجِهادُ في سبيلِ اللَهِ إلَا رجلٌ خرجَ بنفسِهِ ومالِهِ فلم يرجِعْ من ذلِكَ بشيءٍ».
- العتق من النار قال النبي -صلى الله عليه وسلم: «ما مِن يَومٍ أَكْثَرَ مِن أَنْ يُعْتِقَ اللهُ فيه عَبْدًا مِنَ النَارِ، مِن يَومِ عَرَفَةَ، وإنَه لَيَدْنُو، ثُمَ يُبَاهِي بهِمُ المَلَائِكَةَ، فيَقولُ: ما أَرَادَ هَؤُلَاءِ؟».
- مباهاة الله -تعالى- ملائكته بالحُجاج قال الرسول -صلى الله عليه وسلم: «إنَ اللهَ يُباهي بأهلِ عَرَفاتٍ أهلَ السَّماءِ؛ فيَقولُ لهم: انظُروا إلى عِبادي جاؤوني شُعْثًا غُبْرًا».
- يُعَدُّ يوماً للتكبير وهو رُكن الحَج؛ قال -عليه الصلاة والسلام: «الحَج عَرَفةٌ -أوْ عَرَفاتٌ- فمَنْ أَدْرَكَ عَرَفةَ قبلَ طُلوعِ الفَجْرِ فقد أَدْرَكَ الحَجَ».
- يُعَدُّ من أيام العيد بالنسبة إلى حُجاج البيت الحرام قال عليه الصلاة والسلام: «يومُ عرفةَ ويومُ النَّحرِ وأيَامُ التَّشريقِ عيدنا أَهلَ الإسلامِ، وَهيَ أيَامُ أَكلٍ وشربٍ».
* حكم صيام يوم عرفة
صيام يوم عرفة للحاج عند الفقهاء كما يأتي:
الحنفية والمالكية ذهبوا إلى كراهة الصوم للحاج في يوم عرفة، وقيَّد الحنفية الكراهة بشرط أن يُضعِف الصومُ الحاجَ. الشافعية ذهبوا إلى جواز صيام عرفة للحاج، واشترط الشافعية أن يكون الحاج مُقيماً في مكة وذهب إلى عرفة في الليل، أما إن كان ذهابه إلى عرفة من مكة في النهار فصيامه مُخالف للأولى، بينما يُسَنُّ الفِطْر للمسافر مُطلقاً عند الشافعية. الحنابلة يُستحَبُّ عندهم أن يصوم الحاج يوم عرفة، إلا أنهم اشترطوا أن يكون وقوفه في عرفة في الليل، وليس في النهار؛ فإن وقف فيه في النهار فصومه مكروه. ويُشار إلى أن السبب في استحباب الفِطر في يوم عرفة لِمَن كان واقفاً في عرفة أن الحاج بفِطره يقوى على الطاعة والدعاء؛ فالصوم قد يُتعِب الحاج ويُضعِفه عن الدعاء، والإكثار من الصلاة، والذِّكر؛ فيوم عرفة يوم ذكر ودعاء. وقد أفطر النبي -صلى الله عليه وسلم- يوم عرفة، قالت لبابة بنت الحارث: «إنَّ نَاسًا تَمَارَوْا عِنْدَهَا يَومَ عَرَفَةَ في صَوْمِ النبيِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَمَ، فَقالَ بَعْضُهُمْ: هو صَائِمٌ، وقالَ بَعْضُهُمْ: ليسَ بصَائِمٍ، فأرْسَلَتْ إلَيْهِ بقَدَحِ لَبَنٍ وهو واقِفٌ علَى بَعِيرِهِ، فَشَرِبَهُ».
- حكم صيام يوم عرفة لغير الحاج
يُندَب لغير الحاج صيام يوم عرفة، وهو سنة مؤكدة في حقه، لقول النبي -صلى الله عليه وسلم: «صِيَامُ يَومِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ علَى اللهِ أَنْ يُكَفِرَ السَّنَةَ الَتي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَتي بَعْدَهُ».
- حكم صيام يوم أو أكثر قبل يوم عرفة
يستحب صيام الأيام الثمانية الأولى من ذي الحجة باتفاق الفقهاء، التي تسبق عرفة، سواء للحاج أو غيره، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «ما مِن أيَامٍ العمَلُ الصَالحُ فيهنَ أحبُّ إلى اللهِ مِن هذهِ الأيَامِ العَشر».