الأُضْحِيَّةُ هي إحدى شعائر الإسلام، التي يتقرب بها المسلمون إلى الله، وهي من الشعائر المشروعة بكتاب الله وسنة رسوله، وهي شعيرة من شعائر الله تتقارب من خلالها قلوب المسلمين من فقراء ومعوزين ومحتاجين مع إخوانهم من الأغنياء الذين يريدون إدخال السعادة على قلوبهم والتيسير بحياتهم..
"سيدتي" التقت بالشيخ عمرو محمد سيد أحمد محمد، من علماء الأزهر الشريف للحديث حول الأضحية.. من يذبحها؟ ومواصفاته.. ؟
يقول الشيخ عمرو ل"سيدتي" الأضحية من العبادات المؤكدة، كما في كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وإجماع المسلمين. فالله تعالى يقول في كتابه الحكيم: "فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ" سورة الكوثر، وفي الصحيحين عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: "ضَحَّى النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- بِكَبْشَيْنِ أَمْلَحَيْنِ أَقَرْنَيْنِ ذَبَحَهُمَا بِيَدِهِ، وَسَمَّى وَكَبَّرَ وَوَضَعَ رِجْلَهُ عَلَى صِفَاحِهِمَا".
• ما شروط ذبح الأضحية؟
يقول الشيخ: أحكام الأضحية وهي سنة جعلها الله لنا نتذكر بها قصة سيدنا إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما السلام، والتي ترتب عليها ذبح أضحية بدلًا من ذبح ابنه وربنا قال: "وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ"، وعَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَ، قَالَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا هَذِهِ الْأَضَاحِيُّ؟ قَالَ: سُنَّةُ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ قَالُوا فَمَا لَنَا فِيهَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: بِكُلِّ شَعَرَةٍ حَسَنَةٌ. قَالُوا: فَالصُّوفُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: بِكُلِّ شَعَرَةٍ مِنْ الصُّوفِ حَسَنَةٌ"، وعن رسولنا الكريم فبأول ما يراق من دم الأضحية من قطرات مغفرة للذنوب.
- الإسلام اشترط الأضحية من فئة معينة من الحيوانات:
من الإبل والبقر بنوعيه، والغنم من الضأن والماعز، ولذلك فهي خمسة أنواع.
- الإسلام اشترط للأضحية سن معينة:
بمعنى أن الإبل لا تقل عن خمس سنوات، والبقر والجاموس لا يقل عن سنتين، والماعز لا يقل عن سنة، والضأن لاتقل عن سنة أيضًا، وفي بعض الروايات أجاز النبي أن يكون عندها 6 شهور، ولكن بشروط، بمعنى عند النظر إليها تحسبها أكثر من ذلك.
- وبالنسبة لشكلها :
فلقد أشار العلماء إلى أن يستوي شعرها على جسدها، ولكن لتيسير الأمور في الفقه المعاصر وظهور الأعلاف المركزة واستخدامها في تغذية الأضحية لإنتاج لحم أكثر، فعندما نأتي ببقرة للأضحية وتم تغذيتها بهذه الأعلاف المركزة تشعر أنها أكبر من سنها فيجوز ذبحها، لأن العبرة في اللحم وليس السن، كذلك بالنسبة للغنم من الضأن والماعز الزائد لحمها بهذه الأعلاف يجوز أيضا ذبحها للأضحية، على أن العلماء وجدوا أن أفضل الأضحية البُدنة، ثمّ البقرة، ثمّ الشاة، ثمّ الاشتراك بجزءٍ من بقرة، على أن البُدنة أفضل ما يُتقرَّب به من الذَّبح فهي أكثر الأضاحي ثمناً، وأنفعها لحماً.
تابعي المزيد: أشهر عادات العرب في عيد الاضحى
• شروط المضحي
- المُضحّي يشترط امتلاكه للأضحية بطريقة شرعيّة. - المُضحّي يجب أن يحرص على اختيار الأضحية الطيّبة؛ لأنّها ستكون قُربة لله -تعالى- والله طيّب، لا يقبل إلا طيّباً. - المُضحّي لا بد أن يعقد النية عند الذَّبح النيّة، على أن المُضحّي يمكنه عقد النية بقلبه أو بلسانه حين ذَبحها، والتلفُّظ بها باللسان ليس شَرطاً؛ فالنيّة تنعقد بالقلب. - يُستحبّ للمُضحّي أن يمتنع عن قصّ أظافره وشعره في عشر ذي الحجّة إلى أن يُضحّي، وهو ليس شرطاً.
• يجوز للمرأة أن تقوم بعملية ذبح الأضحية
يقول الشيخ الكريم: نعم يجوز لو المرأة العاقلة والمسلمة بشرط العلم بأمور الذبح كاستقبال القبلة، وأن تسمي بالله، ويستدل بحديث أنه كانت هناك جارية لكعب بن مالك وهي ترعى الغنم، وكانت هناك شاه كسرت رجلها فلحقتها فقامت بذبحها، فلما سألوا نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: كلوا منها، بمعنى أجاز أن المرأة تذبح الأضحية، فلا حرج في ذبح المرأة للأضحية ولا فرق بينها وبين الرجل.
بالنهاية، يقول الشيخ عمرو ل"سيدتي": أهم مواصفات المُضحّي : الإسلام والعقل والحُرّية: حيث لا يُكلَّف غير المسلم، أو غير العاقل بالأضحية، كما أنّها لا تجب على العبد المَملوك، لافتًا أن الاضحية حتى تصح لا بد من شروط ثلاثة: النية، ومُقارنة النيّة للذَّبح، وعدم مشاركة المُضحّي لِمَن لا يبتغي القُربة بالأضحية.
تابعي المزيد: أغرب طقوس الاحتفال بعيد الأضحى