تتردّد على مسامعنا كثيرًا العبارة الشهيرة الآتية: "اعمل بذكاء وليس بجهد"؛ إذ يُلاحظ أن البارزين من روّاد الأعمال وأصحاب المشاريع يحصدون ثمار نجاحاتهم نتيجة العمل بذكاء وليس جرّاء الجهد والتعب المتواصلين، فما هي الآليات والأساليب التي قد تقود إلى العمل بذكاء؟
في السطور الآتية، يجيب المتخصّص في الموارد البشرية والتطوير التنظيمي صالح الحريري عن السؤال.
"خريطة طريق" لتحقيق الأهداف الذاتيّة والعمليّة
يقول المتخصّص في الموارد البشرية والتطوير التنظيمي صالح الحريري لـ"سيدتي. نت" إن "هناك بعض الطرق الذكية التي قد تكون بمثابة خريطة طريق، إذ توصل الأخيرة المرء إلى تحقيق أهدافه، كما تُساهم أيضًا في رفع مستوى إنجازاته الشخصيّة أو الإنتاجيّة، سواء في العمل أو في الحياة"، مضيفًا أن "الطرق الآتية تجيب عن السؤال الآتي: كيف تعمل بذكاء؟". ويعددّ الطرق في النقاط الآتية:
- تجزئة الأهداف: تصحّ تجزئة الهدف أو مجموعة الأهداف الخاصّة بالمشروع إلى مهام صغيرة، بصورة توزّع فيها على مراحل، إما نصف سنويّة أو ربع سنويّة أو شهرية أو حتّى أسبوعيّة، على أن تكون مهام كل مرحلة مكتوبة ومرتبطة بالهدف الرئيس، مع أهمّية وضع المؤشرات بجوار كل هدف (وقت، وجودة، إلخ)، بالتناسب مع المؤشرات المساعدة في معرفة مدى تطورك.
- التركيز: في الرحلة للوصول إلى الهدف، قد يفيد عزل الذات عن العلاقات الاجتماعيّة ووسائل التواصل الاجتماعي، فالتركيز مهمّ للغاية. أضف إلى ذلك، تعدّد المهام ليس مجديًا، مهما كان المرء في عجلة من أمره، إلّا في حالة الضرورة.. فمن الهامّ التركيز على الوقت الخاصّ بالهدف، مهما كان المرء متمكّنًا ويمتلك مهارة عالية في أداء أكثر من مهمّة في وقت واحد، فالتركيز عنصر أساسي للنجاح.
- الأهداف ذات التأثير الأعلى: يفيد البدء في تحقيق الأهداف التي تزوّد بنتائج سريعة وتحمل تأثيرًا ومدى أوسع، وذلك للشعور بالإنجاز والتزوّد بالدافع الداخلي للاستمرار والإصرار، على أن تكون الأهداف ذات النتائج السريعة مرتبطة بالهدف الاستراتيجي، حتّى لا يفقد المرء التركيز والعائد من الاستثمار.
الحفاظ على الروتين
- الحفاظ على الروتين: هو أساس لمتابعة وتحقيق الهدف، مع محاولة تجربة أكثر من طريقة للتنفيذ، وصولًا إلى الروتين الأنسب، مع متابعة الخطّة، بشكل أسبوعي أو شهري لقياس مدى التطوّر أو النموّ، ما يعني البعد عن التدقيق في الأدوات المستخدمة أثناء التنفيذ أكثر من التركيز على المهارات والأهداف.
- الاستراحة من العمل: من الواجب استقطاع يومين أو ثلاثة أيّام للاستراحة بعد العمل لمدّة شهر، والبعد عن الأهداف، ما يعني الخروج عن المألوف وممارسة هواية مرغوبة، ما يسمح بمعاودة العمل بعد ذاك حسب الخطّة، بحماسة!
-
تجاهل آراء الآخرين: عند البدء في أداء أمرٍ أو مهمّة ما، يُنصح بتجاهل رأي الزميل الذي يصرف الانتباه عن الخطة أو الهدف، مع أهمّية الاستمرار في العمل. الجدير بالذكر أن ما تقدّم لا يعني أن الفرد في منأى عن آراء الآخرين، إلا أن التصرّف السليم يقضي باستشارة متخصّصين موثوقين يمتلكون تجارب سابقة في المجال، وأن التعلّم والخبرة لا يأتيان من الكتب بل من التجربة.