«العالم يدقّ إنذار الخطر»، هي عبارة وصلت إلى مسامع وأنامل مصمّمي الموضة حول العالم، بعد أن أثبتت الدراسات والبحوث أن صناعة الملابس والأحذية تولّد نسبة غازات دفيئة بأكثر من 50% بحلول عام 2030، فاتجهت إبداعاتهم لصناعة أزياء تسهم في الحفاظ على البيئة والاستدامة من خلال استعمال مواد معاد تدويرها. لقاءات مع متخصّصين في هذا المجال، للحديث حول أهمية هذه المبادرات، وكيفية الحدّ من آثار تلك الصناعة على البيئة، وكيفية تدريب المراهقات والشابات لتخفيف استهلاك الملابس السريع الذي يَتْبَعْنَه بسبب تأثير السوشيال ميديا في سلوكياتهنّ. وفي الملف أيضاً نستعرض أهمّية الاستدامة، وكيف تترجم لدى بعض من أهمّ مجموعات الأعمال في قطاع الموضة، ومن كان السبّاق إليها من الدور العالمية؛ بالإضافة إلى تغطية جلسة حوارية أقيمت في مدينة كان الفرنسية، ضمن فعاليات مهرجان «كان ليونز» Cannes Lions بمشاركة رئيسة تحرير مجلتَي «سيدتي» و«الجميلة» الأستاذة لمى الشثري، والتي جاءت تحت عنوان «طموحات الاستدامة في الأزياء».
دبي | لينا الحوراني Lina Alhorani - الرياض | سارة محمد Sara Mohammed - عبير بو حمدان Abeer BuHamdan
جدة | يسرا فيصل Yosra Faisal البحرين | عواطف الثنيان Awatif Althunayan
تونس | منية كوّاش Monia Kaouach - المغرب | سميرة مغداد Samira Maghdad
بيروت | عفت شهاب الدين Ifate Shehabdine
نهج الاستدامة وعلامات الأزياء العالمية
يسعى صنّاع الأزياء من حول العالم على تحسين صورتهم. وتبنيّ نهج الاستدامة، من خلال المبادرات التي تحمي البيئة وتخفض انبعاثات ثاني أوكسيد الكاربون. بالنسبة للعديد من هذه العلامات التجارية، لم يكن الانتقال إلى الاستدامة أمراً سهلاً. ولتحقيق التوازن بين الفخامة والاحتياجات البيئية تبنّت الشركات بعض الحلول المبتكرة. تعتبر مجموعة كيرينغ Kering المالكة لعلامات فاخرة، أبرزها غوتشي Gucci، وسان لوران Saint Laurent، رائدةً في الاستدامة، حيث اختارت تبنّي مبدأ الشفافية حول مصادر موادها الأولية. كما برزت مصمّمة الأزياء ستيلا مكارتني Stella McCartney، وعلامتها المنضوية تحت مجموعة كيرينغ، إلى تصنيع الملابس من مواد معاد تدويرها، والاستغناء عن الفراء. وانضمت إليها دار غوتشي Gucci في ما يختص باستخدام الفرو. كما تحوّلت بدورها العديد من العلامات التجارية لمجموعة كيرينغ إلى استخدام مواد التعبئة والتغليف المعاد تدويرها، كما وإلى جعل الشحن صديقاً للبيئة. وعلى غرار مجموعة كيرينغ، التزمت مجموعة إل في إم إتش LVMH المالكة لعلامة لويس فيتون Louis Vuitton، وداري كريستيان ديور Christian Dior، وفنديFendi ، مبادئ حماية البيئة. وتركّز المبادرة البيئية لشركة إل في إم إتش على تسع قضايا استدامة مختلفة ضمن عملياتها. من مصادر المواد إلى التصميم الواعي للبيئة، وتطبّق قوة الموضة المستدامة على كل جزء من عمليتها تقريباً. وتدير إل في إم إتش سلسلة التوريد الخاصة بها بدرجة عالية من الوضوح. من خلال القيام بذلك، يمكنهم التحكم بشكل أكبر في عملياتهم، مما يجعلها أكثر استدامة. بدوره انضم مايكل كورس Michael Kors إلى قافلة التغيير، بالتخلّي عن استخدام المنتجات الحيوانية، خصوصاً الفراء، وأخذت الدار اتجاه إعادة تدوير الملابس القديمة، والحدّ من استهلاك الموارد وانبعاثات المصانع. وأعلنت شركة كابري Capri القابضة المحدودة، الشركة الأم لمايكل كورس، عن خطط لحياد الكربون بنسبة 100 %. وتأمل الشركة في الاعتماد كليا على الطاقة المتجدّة بحلول عام 2025 والبدء في خفض الانبعاثات.
تابعي المزيد: المصممة حنان التركي لـ "سيدتي": أستلهم أفكاري من والدي.. وأصمم قطعاً ترتبط بتراثنا العريق
من الرياض نيرفانا عبدول: 10 آلاف قطعة تُرمى كل 5 دقائق
تجد نيرفانا عبدول، صانعة محتوى، مهتمة بالاستدامة في عالم الأزياء والموضة، أننا بوصفنا مستهلكين مسؤولون عن 30 % من التلوث الذي تسببه الأزياء، التي تحتل المركز الثاني بوصفها ملوِّثاً للكوكب. إذاً، هذه المعلومة، كما تكشف نيرفانا، تزيدنا مسؤولية بوصفنا مستهلكين، بداية من اختيار القطع، حتى تدويرها، تتابع قائلة: «كثيرات لا يعلمن أو لا يصدقن أننا نقف على حافة أزمة طوارئ مناخية». أحد الأسباب التي دفعت نيرفانا لتطلق فيديوهات تنسيق القطعة الواحدة مع العديد من أخرى في خزانتها، هي غزارة علامات الأزياء في الإنتاج، الذي يجعل الفتيات لا يرتدين قطعة الملابس أكثر من مرات معدودة؛ ذلك ربما لسوء جودتها، وهذه الشركات هي المسؤولة عن الرمي في مكب النفايات، تتابع قائلة: «على صانعات المحتوى أن يكنَّ قدوة للتخلص من فكرة أن تكرار قطعة واحدة يُعد عيباً، إلى جانب إعادة تدوير الثوب، بدلاً من التخلص منه؛ فالكثير من المراهقات لا يعلمن أن هذه الأرض تعاني من تصرفاتنا الاستهلاكية».
تابعي المزيد: مها الحديبي لـ "سيدتي:أسعى لجعل علامتي التجارية فارقة في صناعة الأزياء السعودية
من جده دانيا شنكار: من مسؤوليتي الترويج للنزعة الاستهلاكية الواعية
تجد دانيا شنكار، مصممة الحقائب السعودية، والمؤسّسة والمديرة الإبداعية لعلامة تحمل اسمها أن «الاستدامة أصبحت شرطاً أساسياً لشركات الأزياء، بدلاً من كونها خياراً». وتستطرد قائلة: «الأمر أصبح الآن أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى، نظراً لوجود ضغط كبير على كوكب الأرض، من تغيّر المناخ والتلوّث البلاستيكي».. وتتابع: «تمّ وصف صناعة الأزياء كواحدة من أكثر الصناعات ضرراً بالبيئة، لذا كان لا بد لنا أن نتبع خطّ الاستدامة في التصميم والتصنيع. كمصمّمة، أشعر من مسؤوليتي أن أكون لطيفة مع كوكبنا، وأن أروّج للنزعة الاستهلاكية الواعية».
وعن سؤالنا هل تعتبر عملية تصميم حقائب مستدامة مكلفة، تجيب دانيا: «نعم جداً مكلفة! هناك أولاً تكلفة مرتفعة في استخدام المواد المستدامة، لأنها مواد طبيعية وعالية الجودة. كما أننا ننتج على دفعات صغيرة لتقليل بصمتنا الكربونية، وتقليل كمية المخزون غير المباع من أجل تقليل النفايات. ومن خلال الإنتاج بكميات صغيرة، لا نستفيد من وفورات الحجم economies of scale، ما يعني أن التكلفة لكل قطعة تكون أعلى عندما ننتج كميات صغيرة مقارنةً بإنتاجنا كميات كبيرة». وتخلص دانيا القول «نحن ملتزمون بممارسة الموضة البطيئة slow fashion، حيث أننا نجمع ما بين المواد الطبيعية عالية الجودة والحرفة الإيطالية، من أجل صنع قطع متينة durable pieces، بما يكفي لتدوم مدى الحياة. كما أننا نستورد فقط من المدابغ الإيطالية الخاضعة لبروتوكول التدقيق البيئي لمجموعة نشاط الجلود».
تابعي المزيد: المصمّمة هالة قسطون: ثقافتنا إلهام حقيقي للمصمّمين المعاصرين
من الإمارات منى المنصوري: ابدؤوا بالاستدامة الناعمة
تأسف منى المنصوري، مصممة وصلت إلى العالمية، لأن الناس ما زالوا يتساءلون عندما يسمعون عبارة «ملابس تراعي الاستدامة»، هل هي موضة جديدة؟ بدأت منى بتطبيق مفهوم الاستدامة في الملابس منذ 11 سنة؛ حيث عرضت فستاناً في مهرجان ميلانو، ارتدته ملكة جمال إيطاليا، وهو رسالة للعالم للمحافظة على بيئة عذراء، الفستان كان على شكل كرة أرضية، مثقوبة بسبب الانبعاثات وهوائل الحروب، ملفوفاً بشال كبير أخضر فتحته العارضة حول قوامها. صارت منى تعيد تدوير الفساتين التي ارتُدِيت مرتين فقط، للتخفيف من حرقها، وهي تستدرك قائلة: «أغرز في الطالبات الجامعيات اللواتي يتدربن عندي، هذا المفهوم، أعيدي تدوير الفستان، أو تصدّقي به لأهل الخير، لكن لا ترميه».
رسومُ النفايات
ترى منى أن الشابات يحتجن إلى طريقة ذكية لإقناعهن بروعة النتائج، ليتشجعن، تتابع: «إحدى الزبونات الناشطات على السوشيال ميديا، ارتدت فستاناً عمره 12 سنة، بعد تدويره، وقالت لها منى: «لن أحمّلك تكلفته، إذا قلت بصوتك عبر السوشيال ميديا عمره». ما تفعله منى هو تثقيف غير مباشر للفتيات، حيث تعلّق قائلة: «الدوقة كاميلا ارتدت دراعة زوجها الأمير تشارلز، التي أبدعها مصمّم سعودي منذ 18 سنة، في واحدة من طرق الاستدامة الناعمة؛ والإمارات طبقت مبدأ رسوم النفايات على كل عامل في المشغل عند تجديد الرخصة». تعوّدت منى توزيع الأقمشة المتبقية عندها لأصحاب المحلات الصغيرة، ليستفيدوا منها، شريطة ألا يرفعوا السعر على الناس.
تابعي المزيد: المصمّمة رينوا ياسين: العالم العربي يفسح المجال لبروز المصمّمين الناشئين
من البحرين هلا كيكسو: الاستدامة بطابع بحريني
تنسج وتصبغ هلا كيكسو، مصممة بحرينية، أقمشتها المستدامة بأسلوب عصري من المواد الطبيعية، كالكتان الخام، والحرير، والقنب، وكأنها جزء متأصل في الثقافة البحرينية، وهو ما يتيح لمرتديها الارتباط بشكل رمزي بالبيئة التي يعيشونها. تحرص هلا على استخدام الألياف والأصباغ الطبيعية، وجميع ما يعبر عن البيئة من منطلق المسؤولية الاجتماعية، والاكتفاء الذاتي، تعلّق قائلة: «نحيك النسيج يدوياً بمنسوجات صديقة للبيئة، تولد الحدّ الأدنى من النفايات».
الارتباطُ الرمزي
وجهت هلا النساء لارتداء الأقمشة الطبيعية، التي توفر التهوية والراحة والاستدامة، وطالبتهن بتثقيف أنفسهن، والتعرّف إلى كيفية صنع الأزياء وتدويرها لمساعدة البيئة، تستدرك قائلة: «عملت بشكل وثيق مع مصنع بني جمرة للنسيج لتطوير تصاميمي، كون حرفة نسج الأقمشة المستدامة جزءاً متأصلاً في جذور الثقافة البحرينية، وهو ما يتيح لمرتديها الارتباط بشكل رمزي بالبيئة التي يعيشونها».
تابعي المزيد: المصممة هلا كيكسو غزلت خيوط الإبداع من الخامات الطبيعية
من تونس
مريم العوّادي: عرضنا بدلة رجاليّة صنعت من ستائر مستعملة
التسويق لموضة واعية تربط المنتج بالثقافة والفنّ، هو أيضاً من متطلبات نشر مفهوم الألبسة المستدامة. يتطلّب سروال الدّجين الواحد عند عمليّة غسله 70 لتراً من الماء، كما تقول مريم العوّادي، متخصصة في الاقتصاد من معهد الدّراسات التّجاريّة العليا في قرطاج. وتتابع قائلة: «تصدّر تونس سنويّاً أكثر من 10 ملايين سروالاً من «الدّجين»؛ مّا تسبّب في استنزاف كميات مهولة من الماء! ثم تُلقى المياه لتضرّ البحار والوديان، كما أنّ تكدّس الملابس المتلفة في مصبات النفايات والمصنوعة من البوليستر والنايلون، والمحتوية على مواد كيميائية مثل الصبغة، بات يمثّل خطراً متصاعداً منبّئاً بأضرار بيئية جسيمة».
جمعيّة «موضة أخرى»
أسّست مريم مع فريق من النساء جمعيّة «موضة أخرى»؛ لتروّج من خلالها لموضة بديلة وصديقة للبيئة بماركات مسؤولة تقلّص من الفضلات ومن بقايا الأقمشة، باعتمادها على التدوير والتصرّف في الملابس المخزّنة، فتعود بالنّفع على المصنّع والمستهلك والبيئة، تستدرك مريم: «نتعاون مع شركات ألمانية ومبتكرين جدد في مجال صناعة الملابس بشمال أفريقيا عبر منصّة رقميّة؛ لتوجيه الناس نحو الاستدامة في صنع ملابس جديدة تحمل بصماتهم، وتراعي البيئة الطبيعية والاجتماعيّة». وتطالب مريم بضرورة إدخال مادّة التربية البيئية في المدارس؛ من أجل التثقيف، والحث على الاستهلاك الرشيد، تعلّق قائلة: «نظّمنا معرضاً لأزياء صُنِعَتْ من أقمشة مستعملة، فعرضنا مثلاً بدلةً رجاليّةً صنعت من ستائر مستعملة، أثارت الإعجاب».
تابعي المزيد: المصممة دانة أبو أحمد: أزيائي تشعر السيدات بالرضا والراحة والحيوية
من المغرب
جهان بومديان: توقفوا عن الاستهلاك المجاني اليومي
استثمرت الشابة جهان بومديان في مجال الموضة، لكن بفكرة أصيلة تنتصر لروح التراث، وتخلص إلى مفهوم الموضة المستدامة، وتحترم القيم الإنسانية. أطلقت جهان مشروع علامتها التجارية jyann عائدة إلى الصناعات التقليدية التي تمثل تراثاً عالمياً، تتابع قائلة: «عندنا مجال اللبادة المعروف بوصفه تراثاً قديماً جداً يتعلق بجمع الصوف وتنظيفه لصنع شراشف وملاحف وأغطية، وهو مهدّد بالانقراض، ومن هنا انطلقت، واستخدمت الصوف المعالج بطريقة مستدامة، ثم تعاملت مع صناع تقليديين لنعيد الحياة إلى صناعة يدوية مهددة بالانقراض مع تطويرها أكثر».
حقائبُ من الصّابون البلديّ
أنتجت جهان الحقائب اليدوية والقبعات بمختلف التصاميم العصرية التي تلائم الموضة وبحرفية عالية، وهي تقول في ذلك: «الحرفي استثنائي متخصص، يمكن أن يمضي ساعات وهو يحيك حقيبة أو قبعة بعناية من مواد أولية طبيعية هي: الصوف، والماء، والصابون البلدي المغربي المصنوع من الزيتون». تقترح جهان تصاميم تواكب صيحات الموضة، في الوقت نفسه ليست للاستعمال الآني، بل هي باقية تعيش لسنوات بفضل أصالتها. فالمستقبل سيتجه نحو منظومة الاستدامة الشاملة التي تحترم البيئة والإنسان، تعلّق قائلة: «على الإعلام العربي أن يلعب دوراً أكبر لنشر الوعي بين الفئات الشابة أكثر لاستيعاب الرؤية الجديدة للعالم الجديد، والإسهام في الحفاظ على البيئة في ظل التغيرات المناخية والتلوث الذي يهدد الأرض والبشر. علينا أن نتوقف عن الاستهلاك المجاني اليومي، ونعزز قيم الإنسانية من أجل البقاء بسلام».
تابعي المزيد: باريس تتأهب لأسبوع الموضة الراقية بعروض "فيزيو رقمية"
من لبنان
غلاديس أبو ديوان: نحاكي البيئة وليس الصناعة الاستهلاكية
تقول غلاديس أبو ديوان، المديرة التنفيذية لشركة بقجة Bokja، وهي علامة تجارية فاخرة تعمل ضمن مشروع الاستدامة الدائم والمستمرّ لتحقيق بيئة سليمة، أن مؤسّستا العلامة والمصمّمتان هدى بارودي وماريا هبري قامتا بـ «دمج الاستدامة في روح العلامة، ويتجلّى ذلك في سياسة عدم وجود بقايا الأقمشة لدينا، وكذلك من خلال رسالتنا المرئية، وتعاملنا مع مواضيع تهتمّ بالسرديات البيئية وغير ذلك». وتابعت غلاديس «تهدف الشركة إلى الابتعاد عن الصناعة الاستهلاكية، أو الفاست فاشن، كما تهتم بإصدار موسمين فقط بأقمشة ومواد عضوية بمعظمها، ومن الألياف الطبيعية ذات الجودة العالية، وبقصّات وتصاميم وموديلات تدوم مع مرور الزمن، مثل الحرير والكتان والقطن... وهذه المواد أقلّ ضرراً على البيئة، بالإضافة الى أننا لا نتبع الموضة، لأننا نحاكي البيئة، وليس الصناعة الاستهلاكية». وتختتم غلاديس حديثها: «طريق الاستدامة طويل ودائم، ويتطلّب وعياً أكثر للاحتياجات الاجتماعية ودعم المؤسسات الحِرفية، ولا أخفي سراً إذا قلت بأن الجيل الجديد يهتم بالبيئة اليوم بشكل واضح وكبير لحمايتها، لأنه ينظر إلى نوعية المنتج المستدام، ويبحث عن الشركات الإنتاجية لحماية البيئة والمجتمع معاً، كونهما لا ينفصلان أبداً».
تابعي المزيد: مصممة الأزياء دانية العلي:عباياتنا وفق مبدأ «الموضة المستدامة والبطيئة»