يقف مهندس الديكور الداخلي حسن الرومي والمهندس المعماري حسين الرومي خلف شركة H2R Design الممتدّة مشاريعها التصميميّة في مجالات الضيافة وتجارة التجزئة والشقق السكنيّة، بالإمارات (دبي، خصوصاً) والمملكة العربية السعوديّة ومدن أخرى عربيّة وغربيّة، والمكرّمة بالعديد من الجوائز، خصوصاً في مجال تصميم الفنادق. ويقارب الأخوان مفهوم التصميم من وجهة لا تعير "الترندات" أهمّية، بل تركّز على المفاهيم.
في الحوار الآتي نصّه، يتحدّث المهندس حسن الرومي لـ"سيدتي" عن نظرة الأخوين للتصميم، وعن كيفيّة تطوّره خلال الأعوام الأخيرة.
___
هل العمل مع أخيك في مضمار التصميم سهل؟
بالتأكيد، لا... لكن العمل المشترك هو سبب من أسباب نجاحنا وتقدّمنا، إذ يمكّننا نشاطنا من تكميل بعضنا البعض والتركيز على نقاط القوّة وتجاوز أي قيود تحدّنا، كما يكسبنا المزيد من المعرفة، خصوصاً مع التقدّم في السنّ، والنضج. راهناً، نفهم نقاط القوّة والضعف بصورة أفضل، الأمر المسؤول عن ازدهارنا في ميادين التصميم الداخلي. الجانب العظيم لعملنا معاً هو مستوى الثقة العالي والإيمان ببعضنا البعض، العاملان اللذان نعتمد عليهما بشدّة.
كيف تؤثر الجنسيتان الأوروبيّة والعربيّة على وظيفتكما في مضمار التصميم؟
ولد كلانا في المملكة المتحدة البريطانية، لذا فإننا نحمل الجنسيّة البريطانيّة، بفخر، لكننا بالطبع نتكئ على خلفيّتنا الشرق أوسطيّة (المهندسان من أصول عراقية) لمساعدتنا في تشكيل أفكار التصميم.
لا تساير أعمالكما الاتجاهات السائدة؛ كيف تختصر فلسفتكما المشتركة في التصميم؟
لا يتفق الهدف من بناء المساحات، مع الاتجاهات السائدة، بل يتطلّب دراسة كيفيّة انعكاس المفهوم التصميمي في الفراغ المعماري، ومحاولة التحلّي بالموضوعيّة والوقوف في موقف المستهلك المحتمل. تلبّي التصميمات التي تحمل توقيع شركتنا متطلّبات العملاء، وتبدو من نواحٍ عديدة أشبه بمزاوجة بين من هم العملاء وما يحاولون تحقيقه؟ يتيح ذلك لنا إنشاء الأشكال والمفاهيم التي ستطبع هويّة المساحة بطابع صادق، كما يسمح لنا بقصّ قصّة متناسقة في عناصرها عبر التصميم.
أعتقد أن الخطوط الفاصلة بين الفنادق والمنازل غير واضحة أخيراً، خصوصاً مع التوجّه إلى العمل عن بعد. ففي حين كان يركّز العديد من الفنادق على عامل الترفيه حصراً، فإن الحاجة راهناً تتمثّل في "تسهيل" المساحات عبر التصميم، ما يسمح بدخول الفنادق أو المنتجعات الشاطئيّة الكائنة في وسط المدينة لبضع ساعات لغرض العمل. على الجانب الآخر، تحتاج المجمّعات السكنيّة، بدورها، إلى أن تصبح أكثر شبهاً بالفنادق، لناحية توفير الكثير من الخدمات الترفيهيّة.
هل غيّر الوباء من طريقة تفكيرك؟ وكيف أثّرت الجائحة على هندسة العمارة والتصميم الداخلي عموماً؟
كلّا؛ على الرغم من أن الجميع في العالم صدّق أن الوباء سيغيّر الناس، وأن العديد من الاعتبارات اتخذت في هذا الاتجاه. صحيح أن الناس أمسوا أكثر حذرًا في شأن الطريقة التي يعيشون حسبها، لا سيّما لناحية الاهتمام أكثر بالنظافة والمرونة، نظرًا إلى تفاعل البشر مع كل الأمور والمستجدّات، إلّا أن الأساسيّات التي تصمّم حسبها البيئات بقيت على حالها.
ما هي الخطوة الأولى في تصميم المشروع السكني؟
تتمثّل الخطوة الأولى في فهم متطلّبات العميل حقّاً وأهدافه من البيئة التي يطوّرها، فلكلّ امرئ عقلية فريدة ومجموعة مختلفة من المتطلّبات. هناك الكثير من العمليّات بين المصمّم والعميل، في مرحلة وضع الخطوط العريضة لهيكل المساحة، وهذا الأمر بالغ الأهمّية للعميل لفهم الحجم المتاح لكلّ منطقة والوظائف التي يمكن أن تؤديها. في الخطوة التالية، يسمح المصمّم للمفاهيم أن تتخذ هيئة محدّدة وأن تتطوّر.
نعم، هناك مستجدّات مستمرّة متعلّقة بمتطلّبات المنازل، لناحية التصميم الداخلي. تشتمل الدروس المستفادة من "كوفيد 19"، على توظيف أكبر قدر ممكن من الضوء الطبيعي في الفراغ المعماري، كما توزيع النباتات الخضراء بوفر فيه، وجذب حواس البصر واللمس والشمّ إلى المساحات الداخليّة، التي كانت "استهلكت" خصوصاً طوال أوقات الوباء الصعبة، وهي "تستهلك" راهناً أكثر من أي وقت مضى. أضف إلى ذلك، هناك تركيز على كمّ الإضاءة المطلوب في كلّ مساحة، خصوصاً مع الانتقال من ركن إلى آخر داخل المنزل. الأمور المذكورة مؤثّرة بشكل جذري في رفاهيّة الساكنين.
ما هي أنماط الديكور التي تستمتع بتنفيذها، في المساحات الداخلية؟
أقدّر راهناً الأساليب التي تتميّز بضمّ العديد من العناصر العضوية، وبإشعار المصمّم، كما العميل، بالاستقرار في المكان.
على الرغم من قوّة الاتصال وتقدّم التقنيّة في عالم اليوم، إلّا أن غالبيّة الناس تفتقر إلى الدفء. لذا، يُشعر النظر إلى الوراء، وتحديداً إلى هذه المركبات الكلاسيكيّة، والتعرّف إلى المزيد عن كيفيّة صنعها، وأجزائها وميكانيكيتها بالدفء والعاطفة والانجذاب، ويوسّع حقّاً المشاعر المتعلّقة بكيفية عملنا وعيشنا وتعايشنا فعليّاً مع الآخرين، كما يذكّر بقيمة حاستي اللمس والشمّ. تقترب الطريقة التي نعيش حسبها أكثر فأكثر من الميكانيكيّة، لذا لا يمكن لقيمة التجارب العميقة أن تستبدل بالتكنولوجبا.
في الحوار الآتي نصّه، يتحدّث المهندس حسن الرومي لـ"سيدتي" عن نظرة الأخوين للتصميم، وعن كيفيّة تطوّره خلال الأعوام الأخيرة.
___
بالتأكيد، لا... لكن العمل المشترك هو سبب من أسباب نجاحنا وتقدّمنا، إذ يمكّننا نشاطنا من تكميل بعضنا البعض والتركيز على نقاط القوّة وتجاوز أي قيود تحدّنا، كما يكسبنا المزيد من المعرفة، خصوصاً مع التقدّم في السنّ، والنضج. راهناً، نفهم نقاط القوّة والضعف بصورة أفضل، الأمر المسؤول عن ازدهارنا في ميادين التصميم الداخلي. الجانب العظيم لعملنا معاً هو مستوى الثقة العالي والإيمان ببعضنا البعض، العاملان اللذان نعتمد عليهما بشدّة.
كيف تؤثر الجنسيتان الأوروبيّة والعربيّة على وظيفتكما في مضمار التصميم؟
ولد كلانا في المملكة المتحدة البريطانية، لذا فإننا نحمل الجنسيّة البريطانيّة، بفخر، لكننا بالطبع نتكئ على خلفيّتنا الشرق أوسطيّة (المهندسان من أصول عراقية) لمساعدتنا في تشكيل أفكار التصميم.
لا تساير أعمالكما الاتجاهات السائدة؛ كيف تختصر فلسفتكما المشتركة في التصميم؟
لا يتفق الهدف من بناء المساحات، مع الاتجاهات السائدة، بل يتطلّب دراسة كيفيّة انعكاس المفهوم التصميمي في الفراغ المعماري، ومحاولة التحلّي بالموضوعيّة والوقوف في موقف المستهلك المحتمل. تلبّي التصميمات التي تحمل توقيع شركتنا متطلّبات العملاء، وتبدو من نواحٍ عديدة أشبه بمزاوجة بين من هم العملاء وما يحاولون تحقيقه؟ يتيح ذلك لنا إنشاء الأشكال والمفاهيم التي ستطبع هويّة المساحة بطابع صادق، كما يسمح لنا بقصّ قصّة متناسقة في عناصرها عبر التصميم.
مجمعات سكنية أشبه بالفنادق
كُرّمت شركتكما بالعديد من الجوائز، خصوصًا في مضمار تصميم الفنادق ومشاريع الضيافة الأخرى؛ ما هو انطباعك العام عن تصميم الفنادق؟ وهل يمكن للمنزل أن يشابه الفندق؟أعتقد أن الخطوط الفاصلة بين الفنادق والمنازل غير واضحة أخيراً، خصوصاً مع التوجّه إلى العمل عن بعد. ففي حين كان يركّز العديد من الفنادق على عامل الترفيه حصراً، فإن الحاجة راهناً تتمثّل في "تسهيل" المساحات عبر التصميم، ما يسمح بدخول الفنادق أو المنتجعات الشاطئيّة الكائنة في وسط المدينة لبضع ساعات لغرض العمل. على الجانب الآخر، تحتاج المجمّعات السكنيّة، بدورها، إلى أن تصبح أكثر شبهاً بالفنادق، لناحية توفير الكثير من الخدمات الترفيهيّة.
هل غيّر الوباء من طريقة تفكيرك؟ وكيف أثّرت الجائحة على هندسة العمارة والتصميم الداخلي عموماً؟
كلّا؛ على الرغم من أن الجميع في العالم صدّق أن الوباء سيغيّر الناس، وأن العديد من الاعتبارات اتخذت في هذا الاتجاه. صحيح أن الناس أمسوا أكثر حذرًا في شأن الطريقة التي يعيشون حسبها، لا سيّما لناحية الاهتمام أكثر بالنظافة والمرونة، نظرًا إلى تفاعل البشر مع كل الأمور والمستجدّات، إلّا أن الأساسيّات التي تصمّم حسبها البيئات بقيت على حالها.
ما هي الخطوة الأولى في تصميم المشروع السكني؟
تتمثّل الخطوة الأولى في فهم متطلّبات العميل حقّاً وأهدافه من البيئة التي يطوّرها، فلكلّ امرئ عقلية فريدة ومجموعة مختلفة من المتطلّبات. هناك الكثير من العمليّات بين المصمّم والعميل، في مرحلة وضع الخطوط العريضة لهيكل المساحة، وهذا الأمر بالغ الأهمّية للعميل لفهم الحجم المتاح لكلّ منطقة والوظائف التي يمكن أن تؤديها. في الخطوة التالية، يسمح المصمّم للمفاهيم أن تتخذ هيئة محدّدة وأن تتطوّر.
رفاهية الساكنين
هل تغيرت مشاريع التصميم الداخلي للمنازل في المنطقة، مع مرور الوقت؟نعم، هناك مستجدّات مستمرّة متعلّقة بمتطلّبات المنازل، لناحية التصميم الداخلي. تشتمل الدروس المستفادة من "كوفيد 19"، على توظيف أكبر قدر ممكن من الضوء الطبيعي في الفراغ المعماري، كما توزيع النباتات الخضراء بوفر فيه، وجذب حواس البصر واللمس والشمّ إلى المساحات الداخليّة، التي كانت "استهلكت" خصوصاً طوال أوقات الوباء الصعبة، وهي "تستهلك" راهناً أكثر من أي وقت مضى. أضف إلى ذلك، هناك تركيز على كمّ الإضاءة المطلوب في كلّ مساحة، خصوصاً مع الانتقال من ركن إلى آخر داخل المنزل. الأمور المذكورة مؤثّرة بشكل جذري في رفاهيّة الساكنين.
ما هي أنماط الديكور التي تستمتع بتنفيذها، في المساحات الداخلية؟
أقدّر راهناً الأساليب التي تتميّز بضمّ العديد من العناصر العضوية، وبإشعار المصمّم، كما العميل، بالاستقرار في المكان.
السيارات الكلاسيكية
تستمتع مع أخيك بجمع السيّارات القديمة؛ هل لهوايتكما ارتباط بأي شكل من الأشكال بالعمل في مجال التصميم؟على الرغم من قوّة الاتصال وتقدّم التقنيّة في عالم اليوم، إلّا أن غالبيّة الناس تفتقر إلى الدفء. لذا، يُشعر النظر إلى الوراء، وتحديداً إلى هذه المركبات الكلاسيكيّة، والتعرّف إلى المزيد عن كيفيّة صنعها، وأجزائها وميكانيكيتها بالدفء والعاطفة والانجذاب، ويوسّع حقّاً المشاعر المتعلّقة بكيفية عملنا وعيشنا وتعايشنا فعليّاً مع الآخرين، كما يذكّر بقيمة حاستي اللمس والشمّ. تقترب الطريقة التي نعيش حسبها أكثر فأكثر من الميكانيكيّة، لذا لا يمكن لقيمة التجارب العميقة أن تستبدل بالتكنولوجبا.
___الجانب العظيم لعمل الأخوين معاً هو مستوى الثقة العالي والإيمان ببعضهما البعض
- الصور من مشاريع شركة H2R Design.