الثقة بالنفس لا تعني أنك تثق بأنك تملك كل الإجابات بكل شيء، أو أنك تؤمن بأنك ستفعل الأشياء الصحيحة دائماً، لكنها في الواقع عبارة عن اقتناع داخلي بأنك ستكون لطيفاً ومحترماً لنفسك بغض النظر عن نتيجة جهودك. تقول الدكتورة أميرة حبارير الخبيرة النفسية لسيدتي: "تُعتبر الثقة بالنفس من السمات المميِّزة لشخصيّة الفرد، إذ إنّها تُعبّر عن مدى الإيمان الداخلي النابع من الاقتناع الكلي بقدرته على مواجهة التحديات والتعامل معها لتحقيق النجاح، وتمنح الثقة بالنفس صاحبها شعوراً بالأمان والراحة ينعكس على الطريقة التي ينظر بها إلى نفسه والطريقة التي يتعامل بها الأشخاص معه، حيث تُساعده هذه السمة على اكتساب المصداقيّة، وترك انطباع جيّد لدى للآخرين،وللثقة بالنفسعدّة علامات يُمكن الاستدلال على مدى شعور الشخص بثقته بنفسه من خلالها"، وهي كالآتي:
علامات الشعور الثقة بالنفس
عدم تجنب أي مواجهة :
قد يعاني الأشخاص الذين يتجنبون المواجهة بأي ثمن من مشاكل الثقة بالنفس، فالأشخاص الذين لا يثقون في أنفسهم يشكون في تفسيراتهم، وغالباً ما يتجنبون مواجهة مشاكل حقيقية جداً خوفاً من أنهم قد يخسرون المواجهة، فيكون لدى الأشخاص الذين لديهم شعور أكبر بالثقة في النفس وقتاً أسهل في مواجهة أي مواقف صعبة.
الحفاظ على النظرة الإيجابية :
بالتأكيد، لا يمكن لأحد أن يكون مثل كرة من أشعة الشمس المشتعلة طوال 24 ساعة من اليوم، لكن الافتقار إلى الثقة بالنفس يمكن أن يجعل من الصعب على الإنسان الهروب من الأفكار السلبية التي تتردد دائماً داخله. عندما لا يمكنك الوثوق بنفسك، فإن ذلك يخلق مشاعر الخزي والحزن، وهذا يساهم في زيادة العقلية السلبية، والأشخاص الذين لا يثقون في أنفسهم يريدون أن يكونوا أشخاصاً أكثر إيجابية لكن تمنعهم أفكارهم السلبية الداخلية من المضي قدماً فيعانون حتى أثناء قيامهم بالمهام اليومية العادية ويمكن أن تتحول السلبية لديهم إلى عادة، أما الشخص الواثق في ذاته ثقة صحية يملك دائماً عقلية إيجابية معظم الوقت.
الثقة بالنفس تزيد القدرة على الالتزام :
عادة ما يجد الأشخاص الذين يثقون في أنفسهم أنه من السهل الالتزام، سواء كان ذلك التزاماً في الوقت المحدد، أو الالتزام باتخاذ إجراء معين أو الالتزام بتحقيق هدف ما، ففكرة الالتزام بوجه عام لا تمثل لهم صعوبة كبيرة عندما يفكرون بها، أما الشخص الذي لا يثق بنفسه فغالباً ما يمتنع عن أي التزامات لتجنب الفشل، قد يستخدم لغة مثل”أتمنى“ أو ”سأحاول“، وهي كلمات تسمح بالفعل بالفشل ولا تجعلهم يعترفون بالمسؤولية الكاملة عن أفعالهم في المستقبل.
الخروج من منطقة الراحة بسهولة:
إن الشخص الواثق من نفسه لا يتورع عن تجربة تحديات جديدة، والأشخاص الذين يثقون في أنفسهم يبحثون عن تحديات جديدة في حياتهم بشكل مستمر ولا يمنعهم الخوف من الفشل من المضي قدماً في أي تحدٍ أو مواجهة جديدة.
الثقة في الغريزة :
ربط العديد من الخبراء القدرة على اتخاذ القرارات بمقدار شعور الشخص بالثقة في نفسه، الأشخاص الذين يثقون في أنفسهم هم صناع قرار جيدون، فهم يحتاجون إلى مدخلات أقل من الآخرين قبل اتخاذ القرارات ولا يسعون للحصول على موافقة الآخرين على قرارهم مسبقاً. فهم غالباً ما يثقون في شعورهم الغريزي وقدرتهم على اتخاذ قرارات حكيمة، وحتى عندما يتخذون قراراً سيئاً من وقت لآخر ، فإنهم قادرون على التعافي ولا يحبسون أنفسهم مع شعور الندم لفترة طويلة.
تقبل الأخطاء بشكل أسهل:
إن أهم صفة للشخص الواثق في نفسه أنه يفهم جيداً أن الأخطاء أمرٌ لا مفر منه مادمنا أحياءً، والأشخاص الواثقين من أنفسهم يمكنهم قبول كونهم مخطئين بشكل أسهل ولا يحاولون إنكار أنهم مخطئين إذا كانوا يشعرون بالفعل بذلك ويمكن أن يكون التعامل مع الأخطاء بطريقة إيجابية حركات تدل على قوة الشخصية والثقة بالنفس واحترام الذات الإيجابي، وإذا كان هناك أي شيء خاطئ تم ارتكابه فسوف يتعلم منه في المستقبل ليصقل خبرته بالحياة، أما الشخص غير الواثق في نفسه، فغالباً ينكر أخطاءه.
يمكن أن يكون ضعيفاً :
يمكن أن يكون الضعف علامة على القوة والثقة في نفسك، فالشخص الواثق من نفسه بحق يمكن أن يشعر بمعاناته الخاصة ويكون ضعيفاً في بعض المواقف دون خجل لأننا كبشر نمر جميعاً بلحظات ضعف، وإخفاء تلك الأوقات أو بمعنى أصح محاولة إخفائها والادعاء بغير ذلك قد لا يكون أمراً صحياً، بل ربما يكون الشخص الذي يفعل ذلك غير واثق في نفسه تجعله يخشى الانفتاح على الآخرين وإخبارهم بمعاناته.
الندم والتأثير على الثقة بالنفس:
الندم في حد ذاته ليس هو المشكلة، وفي الواقع إن ما يبقينا في حالة ندم دائم هي مقاومة الإحساس بعمق الحالة التي نمر بها وهذا يزيد الإحساس بالندم دون أن نشعر، وهو أمر ساحق للروح عندما لا يكون لدينا الموارد الداخلية لتحمل حجم الندم، لكن الشخص الواثق من نفسه يجب أن يملك الكثير من الوسائل للتعلم من الندم ومسامحة نفسه، لأن الندم إذا زاد واستمر لفترة طويلة سوف يجعلك تشعر بالخزي الدائم، وهذا سوف يضر بنا كثيراً ويفقدنا الثقة بالنفس، لكن إذا أثبتنا لأنفسنا أننا تعلمنا من الخطأ فإن ذلك سوف يزيل الشعور بالندم ثم يحدث التسامح الذاتي وتزداد ثقتنا بأنفسنا بشكل تلقائي.
سمات الثقة بالنفس
-عدم إطلاق الأحكام:
حيث يعي الشخص الواثق من نفسه أنّ مقارنة نفسه بالآخرين أمر لا يخصّه ولا يُفيده بتحقيق الرضا عن ذاته؛ لذا فإنّه لا يميل إلى إضاعة الوقت بالتفكير في شؤون الآخرين.
- القدرة على الرفض:
يعود هذا الأمر بسبب ثقة الشخص بنفسه، ومعرفته بضرورة الالتزام والوفاء في حال قبول القيام بأيّة مهمّة، حيث إنّ صعوبة الرفض غالباً ما يُصاحبها ضغط وإرهاق يؤديّان أحياناً للاكتئاب.
- الاستماع أكثر من التكلّم:
يُعزّز الاستماع من فرصة التعلّم والنمو، عوضاً عن التحدّث ومحاولة إثبات وجهة النظر فقط.
-التحدّث بثقة ويقين:
أيّ التحدّث باقتناع وتأكّد داخليّ تامّ بالأفكار التي يُقدّمها الشخص، ممّا يزيد من مصداقيّته لدى الآخرين.
-تحقيق إنجازات بسيطة:
حيث تُعتبر هذه الانتصارات والإنجازات البسيطة من وسائل التشجيع والتحفيز لخوض تحديات مستقبليّة جديدة، وزيادة شعور الثقة بالنفس.
-الحزم:
وذلك من خلال التمسّك بالموقف الشخصي، وعدم الانقياد وراء آراء الآخرين.
-احترام الذات واحترام الآخرين:
إذ إنّ حديث الشخص بشكل سيّء عن الآخرين يعكس أحياناً شعوره بالسوء حيال ذاته أيضاً.
-مواجهة الضغوطات الخارجيّة:
وذلك بعدم التردد بالقيام بالفعل المناسب لمواجهة الضغوطات الخارجية.
الدخول في المحادثات مع الآخرين:
وذلك من خلال مشاركة الآخرين في أحاديثهم وعدم الانسحاب منها.