تتذكر إخلاص الأيام الأولى التي أولعت فيها بالطبخ عندما كانت طفلة، عندما كان عمرها 9 سنوات؛ إذ وضعت أمامها هدفاً، وهو مساعدة أمها في الطبخ، أو تحضير الحلويات؛ لتتعلم منها قدر ما تستطيع... فتاة تربّت على تشجيع كبير من أمها، لتتعلم أروع الأطباق الشامية، في عمر لم يكن فيه سهلاً على فتاة صغيرة أن تترك لعبتها وتقف أمام أبخرة الطبخ المتعالية. إنها الطاهية السورية إخلاص الخطيب، التي تحكي عن تجربتها مع ثقافة مختلفة.
ما أول طبق أحببت التفرد بتقديمه منذ الصغر؟
في سن العاشرة، دخلت المطبخ لإعداد وصفة الكيك بالليمون، كل شيء كان على ما يرام، حضّرت خليط الكيك، ووضعته في القالب، وأدخلت الكيكة إلى الفرن، ثم كانت المفاجأة عندما غبت 20 دقيقة، عدّت لأجد الخليط قد انسكب خارج القالب، خفت يومها كثيراً، لكن أمي قالت لي: «لن تتعلمي إلا من أخطائك»، لم أنم ليلتها وأنا أبحث عن سبب فشلي، هل أكثرت من السكر أم الزبدة، أم أنني لم أخفق الكيكة جيداً، أم أن درجة الحرارة لم تكن منخفضة؟
تابعي المزيد: الشيف الشرق أوسطي أولكاي:الرقص في المطبخ يخفف من توتري!
لغة الطبخ
كيف بدأت الشرارة الأولى لهذا الشغف في ألمانيا؟
بسبب الملل ووقت الفراغ من دون جدوى، كل وقتي كان في المطبخ كوني وحدي في بلد جديد. ومن هنا بدأت أبدع وأتفنن، وأتعلّم أطباقاً جديدة يومياً حتى ازدادت خبرتي.
برأيك، ما سبب شهرة الطهاة السوريين في ألمانيا؟
كان الطبخ لغة جديدة للتواصل مع الألمان الذين آمنوا بموهبتنا، إنها لغة الطبخ التي تزخر بروائح ونكهات المأكولات السورية اللذيذة، المتنوعة بتوابلها، والشعب الألماني يحب أن يجرب أكلات من ثقافات مختلفة، وهذا الشي ساعد في انتشار المطبخ السوري في ألمانيا.
هل هناك من شجعك من الجنسيات من حولك؟
لدى زوجي أصدقاء ألمان، فكنت في كل وليمة أنوّع لهم في الأطباق والحلويات وهم منبهرون، وأعتقد أن تشجيعهم لي هو سبب انطلاقي على الإنستغرام لأشارك الآخرين يومياتي مع الطبخ. لكن مرة أعددت لهم ورق العنب وفوجئوا عندما عرفوا أنها استغرقت 3 ساعات لتحضيرها، إضافة إلى 3 ساعات على النار، فيما أطول مدة لتحضير الأكلة عندهم تأخذ ساعة واحدة فقط.
تابعي المزيد: الشيف اللبنانية وداد زرزور:أحتاج إلى الهدوء لابتكار أطباق جديدة
الألمان فوجئوا عندما عرفوا أني بقيت 3ساعات لتحضير ورق العنب و3 ساعات لطهيها
أولادي يفخرون بي
هل هناك طبق معين يطلبون منك تكراره؟
الكبة، وورق العنب، والفلافل. وبالنسبة إلى الحلويات الكنافة وحلاوة الجبن، حتى أني علّمت صديقاتي الألمانيات الكنافة، وصرن يحضرنها في بيوتهن.
من يصور لك فيديوهاتك؟
ابني محمد وابنتي روان، هما اللذان يصوران فيديوهاتي، وقد ساعداني على دخول السوشيال ميديا، فهما يقومان بهذه المهمة، كما أنهما بارعان في إعطائي الأفكار، حتى صارا الأكثر فخراً بي بين زملائهم الألمان في المدرسة.
ما أهم طقوسك في المطبخ؟ وهل فشلت في تحضير أكلة مؤخراً؟
أنا أشبه الكثير من السيدات الدمشقيات، اللواتي لا يبدأن بإعداد أطباقهن لعائلاتهن، إلا عندما يكون المطبخ نظيفاً ومرتباً كحال هندامهن، كما أن الهدوء وسماع الموسيقى الكلاسيكية العربية، أساسيان. والحادثة لم تكن فشلاً، بل مرة أعددت «تشيز كيك» بإتقان، ووضعته على الطاولة، فقلبته ابنتي الصغرى على الأرض، فصرت أضحك على منظرها، وأبكي على قالبي.
هل هناك أي تشابه بين المطبخ السوري والألماني؟
المطبخ الألماني مطبخ فردي، تطوّر من خلال علاقات الأفراد مع العالم الخارجي والعلاقات الدبلوماسية مع الشعوب غير الألمانية، لذلك صارت أغلب الابتكارات فيه في مطابخ الأمراء والسياسيّين وقادة الجيش، وهذا سبب خلوّه من أكلات الشارع الشعبية، بعكس المطبخ السوري الذي تطوّر بفعل التجارة والاختلاط الاجتماعي الدولي الواسع، فالفروقات بين المطبخين شاسعة. لكن هناك شبه واحد، هو أنهم يعتمدون على المونة، ويركزون على التحضير المسبق لها، وأكلها بقية السنة، مثل القديد، والجبنة، والدهون، والمربيات، والحلويات، كما تفعل السيدة السورية في مطبخها تماماً.
تابعي المزيد: الشيف اللبنانية مريم الرز: الطبخ وسيلة لاستحضار الطفولة والوطن
موسيقى الطبخ
هل حاولت ابتكار وصفة تجمع الثقافتين؟
أنا أعشق وصفات الخبز لديهم، فهم يضعون حبوب الجاودار أو بذور اليقطين فيهً. خلطات الخبز هذه أستخدمها في مطبخي، لأحشوها بالتمر، وبهذا خرجت بنكهات مختلفة ولذيذة.
نصائح للشابات اللواتي يدخلن المطبخ؟
أهم شيء أن يُحْبِبْنَ ما بدأن في عمله، وأن يَكُنَّ براحة نفسية، ويحضرن كل مقادير الوصفة قبل البدء بها، فالافتقار إلى أحد المواد أثناء العمل سيكون أمراً مربكاً قد يؤدي إلى الفشل، كما أن الاستماع إلى الموسيقى التي يفضلنها أثناء العمل سيكون أمراً مفيداً.
ما أحلامك، وما مشاريعك المستقبلية؟
أحلم بإنشاء جمعية للطبخ تضم المغتربين، لتساعد الصبايا والشباب الذين تركوا أهاليهم في عمر صغير، في ضمان أعمالهم، والترويج لها. أما المشاريع فهي ما زالت أحلام أتمنى تحقيقها في المستقبل، وأنا أعمل حالياً على إصدار أول كتاب باسمي.
تابعي المزيد: الشيف الأردنية يارا عبيدات: أفضل الإتقان على الابتكار
كيكة الليمون
المقادير:
- 1/4 1كوب دقيق
- 4 بيضات
- 1/4 كوب زبدة مذابة + 1/4 كوب زيت نباتي
- ملعقة كبيرة واحدة بيكنج باودر + ملعقة صغيرة واحدة فانيلا + رشة ملح
- ملعقتان كبيرتان بشر ليمون + 1/4 كوب عصير ليمون
- كوب واحد من السكر
- مقادير صوص الليمون:
- 1/2 كوب ماء
- ملعقتان كبيرتان من عصير الليمون
- كوبان سكر بودرة
طريقة التحضير:
- اخفقي البيض والسكر والفانيلا جيداً حتى يذوب السكر تماماً، ثم أضيفي الزيت والزبدة وبشر الليمون وعصير الليمون، واستمري في الخفق لمدة 5 دقائق.
- أضيفي الدقيق والبيكنج باودر مع رشة الملح تدريجياً على الخليط، مع الاستمرار في الخفق.
- حضري قالباً مدهوناً بالزبدة ورشة من الدقيق، أو يمكن استخدام ورق الزبدة.
- أدخلي القالب إلى فرن محمى مسبقاً على درجة حرارة 180 على الرف الأوسط لمدة 50 دقيقة تقريباً حتى تنضج الكيكة.
- تحضير صوص الليمون في وعاء، أضيفي كوباً من الماء الساخن مع السكر تدريجياً، مع إضافة عصير الليمون، وقلّبي حتى يتماسك القوام.
- بعد نضج الكيكة قلّبيها، واتركيها لمدة 10 دقائق في درجة حرارة المطبخ، ومن ثم ادهني الكيكة بصوص الليمون، وقدّميها إلى جانب الشاي والقهوة.
تكفي لـ 8 أشخاص - مدة التحضير: ساعة و10 دقائق
تابعي المزيد: سارة كوباتشو: هذه أسراري في المطبخ!وأنا قادمة إلى دبي