تسببت جائحة كورونا بشكل أو بآخر في حدوث تأثيرات سلبية على كافة نواحي الحياة، وبعد مرور أكثر من عامين على انتشار الوباء، أصيب الكثيرون بالإرهاق أو تعرضوا للطرد من وظائفهم أو تركها بحثا عن تغطية نفقاتهم، نتيجة للتضخم الاقتصادي الذي أحدثته الجائحة، وبدورها خاضت المملكة المتحدة تجربة جديدة من نوعها تقوم على تنظيم جدول مدته 4 أيام عمل فقط دون تخفيض لراتب الموظفين، وكانت النتائج مذهلة.
تجربة استثنائية
كانت من أولى ثمار تجربة المملكة المتحدة لتخفيض أيام العمل لـ4 أيام، شعور العمال بأنهم أكثر سعادة وصحة، وصرحت "ليزا جيلبرت"، خلال حديثها للـ"CNN Business"، وهي مديرة خدمات الإقراض في Charity Bank، بأن الروتين الجديد استثنائي، مشيرة إلى أنها تمكنت من الاستمتاع بعطلة نهاية الأسبوع الخاصة، قائلة "حصلت على يوم الجمعة لأداء الأعمال المنزلية وأعمال أخرى، إذا أردت أخذ أمي في نزهة على الأقدام، يمكنني فعل ذلك الآن دون الشعور بالذنب".
يُلزم البرنامج التجريبي الذي مدته ستة أشهر 3300 عامل في 70 شركة بالعمل بنسبة 80٪ من أسبوعهم المعتاد مقابل الوعد بالحفاظ على 100٪ من إنتاجيتهم، ويتم تشغيل البرنامج من قبل 4 Day Week Global غير الربحية، و Autonomy، ومؤسسة فكرية، وحملة 4 Day Week UK بالشراكة مع باحثين من جامعة كامبريدج وجامعة أكسفورد وكلية بوسطن، ومن هنا يتيح البرنامج الجديد الفرصة للباحثين لقياس تأثير نمط العمل الجديد على مستويات الإنتاجية والمساواة بين الجنسين والبيئة وكذلك رفاهية العمال.
تحدي جديد
بطبيعة الحال كل تجربة ولها جانب سلبي وآخر إيجابي، من جانبها أوضحت سامانثا لوسي، المديرة الإدارية في Unity، أن الأسبوع الأول من تلك التجربة كان فوضويا، وقالت: "لأكون صادقًا معك تمامًا، كان أول أسبوعين حقًا في حالة من الفوضى، اعتقدت أنني ارتكبت خطأً فادحًا"، ولكن سرعان ما تداركت طريق النجاح، واتبعت الشركة أساليب أخرى تتماشي مع نظام العمل الجديد، وأدخلت نظام "إشارات المرور" لمنع الاضطرابات غير الضرورية، فالزملاء لديهم ضوء على مكاتبهم، وضبطوه على "أخضر" إذا كانوا سعداء بالتحدث، "أصفر" إذا كانوا مشغولين ولكنهم متاحون للتحدث، و "أحمر" إذا كانوا لا يريدون المقاطعة.
أما غاري كونروي، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة 5 Squirrels، فقد أشار إلى أن التجربة الجديدة أتاحت الفرصة للتركيز على الأعمال الأساسية وترك غيرها التي تستهلك الكثير من وقت الشركة دون فائدة فعلية على العمل، وقد أجربت أسانا في سبتمبر الماضي، مسحا شمل 10600 عامل يقضون حوالي 58٪ من يومهم في أنشطة مثل الرد على رسائل البريد الإلكتروني وحضور الاجتماعات، بدلاً من العمل الذي تم تعيينهم من أجله.
وأوضح "كونروي" أن التركيز على تقليل وقت الاجتماعات وغيرها من الأوقات التي تلهي العمال عن وظائفهم ساعد في تحقيق نتائج فاقت التوقعات.
تجربة القرن الـ21
اجتمعت الآراء على أن تلك التجربة ساهمت بشكل ملحوظ في إتاحة يوم إضافي للقيام بالكثير من الأعمال وممارسة الهوايات الجديدة، فبعض الأفراد تمكنوا من تلقي دروسا في الطهي ودروسًا في العزف على البيانو وتطوعًا وصيد الأسماك والتزلج على الجليد، حسب تصريحاتهم للـCNN Business
صرحت "لإميلي موريسون"، مديرة الحسابات في Unity، أن النظام الجديد غير حياتها كثيرا، موضحة "ساعد الأمر في تحسين صحتي العقلية والتعامل مع الأسبوع بموقف أكثر إيجابية، بدلاً من الشعور بالتوتر"، فيما أوضح مارك هاولاند، مدير التسويق والاتصالات في بنك Charity Bank، أنه يستغل يوم إجازته لتحسين صحته ولياقته البدنية.
يٌذكر أنه وفقا لدراسة استقصائية أجرتها شركة McKinsey على 5000 عامل خلال العام الماضي، وجد أن ما يقرب من نصفهم أفادوا بأنهم يشعرون بالإرهاق إلى حد ما.
يمكنكم متابعة آخر الأخبار عبر حساب سيدتي على تويتر