في إنجاز جديد للسعودية، تُوّجت مسيرة فريق اليوغا السعودي، المشارك العربي الوحيد في بطولة اليوغا الدولية، التي نُظّمت من قبل من اللجنة الدولية لليوغا، وبإشراف من الأمم المتحدة؛ بالحصول على المراكز الأولى عالمياً؛ فقد حصلت اللاعبة السعودية مروة خير الدين على المركز الرابع عالمياً فئة اليوغا أسانا التقليدية، فيما فازت اللاعبة شيخة العرف بالمركز السادس، واستحوذ البطل السعودي حسن حجاج على الميدالية البرونزية فئة اليوغا الاستعراضية. وتفوقت اللاعبات السعوديات على 19 دولة من أنحاء العالم، من ضمنها: فرنسا وبلجيكا والصين وماليزيا وتايلاند، ونجح أبطال اليوغا السعوديون في التفوق على أكثر من 170 لاعباً من مختلف دول العالم. التقت مجلة «سيدتي» الأبطال الثلاثة، وكان لنا معهم هذا الحوار الممتع.
التفوق على 19 دولة
مروة خير الدين: لم أتوقع أن أحقِّق مركزاً عالمياً وتصنيفاً متقدماً على دول أخرى
تقول لاعبة اليوغا مروة خير الدين، الحاصلة على المركز الرابع عالمياً في بطولة اليوغا الدولية فئة اليوغا أسانا التقليدية، إنها خطت أولى خطواتها في ممارسة رياضة اليوغا في عام 2017، بعد نصيحة من صديقتها؛ إذ كانت تعاني من الصعوبة في النوم والقلق وآلام في أسفل الظهر. وعن ذلك تقول: بعد فترة قصيرة أصبحت صحتي النفسية والجسدية أفضل بكثير، فقررت أن أتعلم وأتدرب لأكون قادرة على أن أفيد غيري بقدر استفادتي، خصوصاً أن رياضة اليوغا ليست مكلفة أبداً، فهي لا تحتاج إلى ملابس خاصة ولا أجهزة رياضية ولا حتى مكان بشروط معينة، وكل ما تحتاج إليه أن تكون موجوداً فوق أرض صلبة ومعك جسدك الذي تتقبله وتحبه وتنوي له أن يكون مكاناً مريحاً لك.
مركزٌ عالميٌّ
تضيف مروة: على الرغم من حبي وشغفي وممارستي المستمرة لرياضة اليوغا، فإنني لم أتوقع أن أحقق مركزاً عالمياً وتصنيفاً متقدماً على دول أخرى؛ لأنه لم يكن هناك إعلان قبل فترة كافية من البطولة، فقد تم تنظيم البطولة تزامناً مع الاحتفال باليوم العالمي لليوغا، ولكنني كنت حريصة على التدريب بجد ومثابرة، والفضل يعود إلى اللجنة السعودية لليوغا؛ لتوفيرها حزمة من البرامج والأنشطة لتطوير أداء اللاعبين. وهناك فئات مختلفة للتنافس حولها في بطولات اليوغا الدولية، ومنها فئة الوضعيات التقليدية، وفئة اليوغا الاستعراضية لشخص، وفئة اليوغا الاستعراضية لشخصين، وأشرف على تحكيم البطولة لجنة تحكيم دولية، وشاركت في البطولة عقب ترشيحي من قِبل اللجنة السعودية لليوغا.
تابعي المزيد: نوف المروعي رائدة رياضة اليوغا على مستوى العالم
علمتني اليوغا
تتابع مروة: لديّ شغفٌ كبيرٌ لممارسة رياضة اليوغا؛ لأنني تعلمت من خلالها أن أتقبّل نقاط ضعفي، وأكون رحيمة بنفسي، ولا أضغط عليها. وعلمتني اليوغا الالتزام، وكيف أستخدم طرقاً بسيطة مثل التنفس لمساعدتي على تصفية الذهن، التي بدورها تزيد الإنتاجية في الحياة عموماً. وقد يعتقد البعض أن رياضة اليوغا رياضة حديثة الممارسة بالسعودية، لكن الحقيقة تقول إنها موجودة منذ أكثر من عقدين من الزمان، وتُمارس على نطاق واسع، وعدد الممارسين لها في ازدياد. ومن طموحاتي المستقبلية انتشار رياضة اليوغا بشكل كبير على مستوى السعودية والعالم، وأسعى بصفتي لاعبة إلى الحصول على مراكز أكثر تقدماً في البطولات الدولية، إن شاء الله، كما أطمح بصفتي مدربة إلى إطلاق قناة على منصة اليوتيوب لنشر رياضة اليوغا بين جميع فئات المجتمع ولغير القادرين على تحمل تكاليف النوادي الرياضة.
ثمار اليوغا
تضيف مروة: رياضة اليوغا عالم واسع، ورياضة جميلة تساعد الإنسان جسدياً ونفسياً، فقط عليه اختيار المدرب الثقة، وقد أضافت هذه الرياضة إليّ الكثير؛ فعلى المستوى الشخصي أصبحت إنسانة أكثر التزاماً وهدوءاً، وصحياً ورياضياً اختفت آلام ظهري ولله الحمد، وارتفعت مرونة وقوة عضلاتي. واجتماعياً كانت لدي مشكلة في التواصل مع الناس قبل دخول عالم اليوغا، والحمد لله الآن أصبحت أفضل بكثير. وإن ممارسة اليوغا بشكل صحيح يساعد بشكل كبير في التخلص من ضغوط الحياة والعمل، كما أن اليوغا تساعد على التخلص من الوزن الزائد، فممارسة ساعة واحدة من (فينياسا) يوغا يؤدي إلى حرق 400 إلى 500 سعرة حرارية. وقد ركّز كثير من الدراسات على الأشخاص المصابين بارتفاع ضغط الدم، وتبيّن أن الأشخاص الذين يمارسون اليوغا 3 مرات في الأسبوع سجلوا انخفاضاً في مستويات ضغط الدم مقارنة بالأشخاص غير الممارسين.
تابعي المزيد: مهرجان العلا للاستجمام والاسترخاء يضم 10 أيام من فعاليات الصحة والعافية
اليوغا تقي من الأمراض
شيخة العرف: أتمنى أن أحقق نجاحات في المسابقات الدولية القادمة وهذا ما أعمل عليه من خلال التدريب المكثف
بدأت المدربة والطبيبة ولاعبة اليوغا، شيخة العرف، الحاصلة على المركز السادس على العالم في بطولة اليوغا الدولية، في ممارسة اليوغا أثناء فترة حجر كورونا، فقد كانت تعاني مع التغييرات التي حدثت وقتها، وساعدتها اليوغا على تخطي سلبيات الحجر؛ نظراً إلى أنها رياضة غير مكلفة؛ حيث استفادت من الدروس والمقاطع الكثيرة في منصة اليوتيوب، لكن لم تكن تتوقع أن تحقق هذا الإنجاز العالمي، على الرغم من أنها تثق كثيراً في قدراتها الجسدية، وكان مصدر عدم توقعها لأنها كانت تعتقد أنها ما زالت في بداية الاحتراف، لكن الله أنعم عليها بالفوز، وكان الفوز هو دافعها لزيادة ثقتها بقدراتها الجسدية.
أما عن تفاصيل انضمامها إلى هذه المسابقة العالمية، فكان الفضل للّجنة السعودية لليوغا، فهي التي تواصلت معها، وطلبت منها الانضمام إلى المسابقة، وعندما شاركت لم يكن هدفها الفوز، بل كانت تريد أن تختبر شعور خوض المسابقات والمنافسات الدولية بوصفه نوعاً من التحدي، وبذلت المزيد من الجهد للتدريب بشكل جيد بهدف الوصول إلى مشاركة متميزة.
مصدر الشغف
توضح الدكتورة شيخة العرف أن مصدر شغفها وحبها لرياضة اليوغا أتى من كونها طبيبة؛ فقد بدأت اليوغا بوصفه نوعاً من التحدي لإثبات فوائدها، فعقب ممارستها لها تحولت اليوغا إلى جزء مهم في حياتها، فأصبحت أكثر هدوءاً، إضافة إلى أنها حسنت من صحتها النفسية، ومن جودة نومها، وأصبحت أكثر مرونة وقوة، وجعلت حياتها أفضل بكثير بتغيرات نفسية وجسدية، ودفعها ذلك إلى قراءة الكثير من الأبحاث العلمية عن هذه الرياضة، فقد ثبت علمياً في الكثير من الأبحاث أن اليوغا توثر إيجاباً في الصحة النفسية وجودة الحياة، وتساعد في تخفيف أعراض أمراض جسدية أخرى، مثل مرض الفايبرومالجيا، وتساعد بشكل كبير في التحكم بالأعراض لهذا المرض وتخفيف حِدته.
رسائلُ تحفيزيةٌ
من أهداف شيخة المستقبلية نشر اليوغا على نطاق واسع داخل المجتمع؛ حيث تقول: أعمل وأسخِّر معظم وقتي لنشر رياضة اليوغا؛ حتى يستفيد الجميع من فوائدها الكثيرة، وأحاول تقديمها للمجتمع السعودي بوصفها رياضة جسدية ونفسية تسهم في تحسين جودة الحياة. وكثيراً ما أحرص على أن أبث رسائل تحفيزية لممارسة اليوغا، ودائماً ما أقول للمحيطين بي: ابدأ بممارسة اليوغا اليوم، وامنحها 10 دقائق يومياً وستلاحظ فارقاً نفسياً وجسدياً وبشكل فوري، ولا تجعل عمرك أو وزنك أو مكانك عوائق عن البدء بممارسة اليوغا، فكل ما تحتاج إليه لممارستها يتوافر لديك. والحمد لله لمست خلال السنوات القليلة الماضية مدى انتشار اليوغا بشكل كبير بالسعودية، وأصبحت من الرياضات التي يُقبل عليها كل أفراد المجتمع، وهذا أمر مذهل يعكس التطور الذي يعيشه المجتمع السعودي، ودرجة الوعي العالية، والاهتمام بالصحة والرياضة. وعن أهدافي على المستوى الشخصي، أتمنى أن أحقق نجاحات في المسابقات الدولية القادمة، وهذا ما أعمل عليه من خلال التدريب المكثف.
تابعي المزيد: فوائد اليوغا الصحية والنفسية في اليوم العالمي لليوغا
التخلص من القلق والاكتئاب وتصفية الذهن
حسن حجاج: ما حققته حفزني لرفع سقف طموحاتي لأكون لاعباً مميزاً وأحظى بشهرة عالمية
أشار البطل السعودي حسن حجاج، الذي حصل على الميدالية البرونزية فئة اليوغا الاستعراضية ببطولة اليوغا الدولية، إلى أنه بدأ ممارسة اليوغا قبل ست سنوات ونصف تقريباً بشكل فردي بقراءة كتب وتطبيق ما يقرأه، ثم من بعد ذلك بدأ بمتابعة مشاهير اليوغا حول العالم عن طريق منصات التواصل الاجتماعي، وعقب فترة من الزمن انضم إلى معهد نور لتعليم اليوغا بتدريب 200 ساعة.
وأضاف: «في مشاركتي ببطولة اليوغا الدولية لم أكن أتوقع الفوز وتحقيق هذا النجاح والتفوق على اللاعبين الآخرين، لكن ما ساعدني على ذلك هو فترة التدريب الكافية التي أتاحت لي تطوير مهاراتي والمشاركة المتميزة. وما حققته حفزني لرفع سقف طموحاتي لأكون لاعباً مميزاً وأحظى بشهرة عالمية، فاليوغا رياضة مميزة ولها فوائد كثيرة جداً، سواء فيما يتعلق بالجسد والروح، فهي تعتمد على تشكيل جسد الإنسان، وتُعد رياضة تغذي العقل والروح والجسد، وتمنح ممارسها القوة والمرونة والتوازن، وهذا ما جذبني لها، ولذا تعمقت في ممارستها قبل سنوات، وأتمنى أن أتطور وأتعمق أكثر وأكثر في إجادتها؛ فاليوغا رياضة تصلح للجميع، ولكل الأعمار، صغاراً وكباراً، وممارستها في سن مبكرة يفيد الجسم بالحصول على المرونة. ويتابع: رياضة اليوغا كان لها تأثير كبير في حياتي في تخفيف الضغوط النفسية، وحفزتني للتخلص من القلق والاكتئاب، وتساعد على تصفية الذهن والشعور بالاستقرار النفسي».
اليوغا في السعودية
يقول حسن: «ما يُثلج الصدر أن اليوغا بدأت تنتشر بشكل كبير، ويتم الترويج لها على نطاق واسع في السعودية، وأصبحت غالبية الصالات الرياضية للنساء تتوفر فيها مدربات لليوغا، والكثير من مرتادي الصالات الرياضية لديهم رغبة جامحة في حضور دروس اليوغا»، ويضيف: «أدعو الرجال إلى ممارسة اليوغا، فالنساء هن الأكثر ممارسة لها، وهن مميزات في ممارستها بعكس كثير من الرجال، فلديهن المرونة والقدرات العالية لتطوير مهارتهن أكثر من الرجال».
تابعي المزيد: اليوغا تحتفي بالإنسانية في احتفالية اليوم العالمي لليوغا.. تعرفي على أنواع اليوغا