خلال فعاليات اليوم الدولي للشباب والذي اقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة ووافقت على تحديد يوم 12 أغسطس بوصفه اليوم الدولي للشباب بعد انعقاد اجتماعها في العاصمة البرتغالية لشبونة في المدة من 8 إلى 12 أغسطس 1998.وتم اقراره في عام 1999 حيث يتيح هذا اليوم فرصة للاحتفال بأصوات الشباب وأعمالهم ومبادراتهم وتعميم مشاركاتهم الهادفة. ويتخذ الاحتفال صورة مناقشة على غرار البث الصوتي على الإنترنت (بودكاست) من الشباب وإليهم. كما تنظم فعاليات تذكارية بشكل مستقل في جميع أنحاء العالم للتوعية بأهمية مشاركة الشباب في الحياة والعمليات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وتُصنّف فئة الشباب على أنها الفئة التي تضم الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 15-30 سنة، وفئة الشباب هي العمود الذي يرتكز عليه أي مجتمع في هذا العالم ويحددون مستقبله، فالفئات الأخرى كالأطفال والمراهقين وكبار السن يعتمدون عليهم، فمستقبل أسرتهم وبلادهم بين أيديهم، ودورهم يكمن في التجديد والابتكار والتطوير والحفاظ على المجتمع، قيادة المجتمع وابتكار المهارات وتطوير التكنولوجيا، رفع مستوى التعليم والسياسة والسلام في البلاد، كما لهم دور في الحفاظ على ثقافة البلد وعاداته والقيم التي يرتكز عليها المجتمع، إضافة للمشاركة الفعالة في المشاريع التنموية.
وقد عبر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش عن ذلك في كلمته هذا العام : بإن التضامن بين الأجيال خلق عالماً للأعمار كافة، هو عنوان الاحتفال هذا العام فالهدف من يوم الشباب الدولي لعام 2022 هو إسماع الرسالة التي مفادها أن هناك حاجة للعمل عبر الأجيال لتحقيق أهداف التنمية المستدامة وتجنب ألا يتخلف أي فرد عن ذلك الركب. كما يُراد من هذه المناسبة كذلك إذكاء الوعي ببعض المعيقات التي تحول دون التضامن بين الأجيال، ولا سيما التمييز ضد كبار السن، مما يؤثر بالتالي في فئتي الشباب وفي كبار السن، فضلاً عن الآثار الضارة على المجتمع ككل. والشيخوخة هي قضية معقدة وغالباً مهملة في الجوانب المتعلقة بالصحة وبحقوق الإنسان وبالتنمية، فضلاً عن أن لها تأثيراً في كل من السكان من فئتي الأكبر سناً والشباب في أنحاء العالم كافة. وفضلاً عن ذلك، يتقاطع التحيز العمري مع أشكال أخرى من التحيز ( مثل العنصرية والتمييز على أساس النوع)، وهو ما يؤثر على الناس بطرق تعيقهم عن استغلال كامل إمكاناتهم والمساهمة مساهمة شاملة في مجتمعهم. ويسلط التقرير العالمي عن التمييز على أساس السن الذي أصدرته الأمم المتحدة في مارس 2021 الضوء على تواصل إبلاغ الشباب عن المعيقات المرتبطة بالعمر في مختلف مجالات معايشهم من مثل التوظيف والمشاركة السياسية والصحة والعدالة. كما يحدد التقرير كذلك التداخلات بين الأجيال باعتبارها واحدة من الاستراتيجيات الرئيسة الثلاثة لمعالجة التحيز العمري. ويمكن أن تؤدي الأنشطة المشتركة بين الأجيال كذلك إلى شعور أكبر بالترابط الاجتماعي وتقوية التضامن بين الأجيال.
والتضامن عبر الأجيال هو مفتاح التنمية المستدامة. وبينما نقترب من العام الثالث من جائحة كورونا، فإن من المهم بشكل خاص التعرف إلى هذه الحواجز المرتبطة بالعمر ومعالجتها لتحقيق إعادة البناء بشكل أفضل بطريقة تعزز نقاط القوة والمعرفة لدى الأجيال كافة.
الاستجابة الشبابية لجائحة كورونا
في حين تؤثر جائحة كورونا في جميع الشرائح السكانية، يضطلع الشباب بدور رئيس في إدارة هذه الجائحة وإدارة جهود الانتعاش والتعافي منها. وبالرغم من الجهل بتأثير هذا المرض في الشباب، فإن برنامج العمل العالمي للشباب أتاح للحكومات تفويضاً لضمان تلبية احتياجات الشباب من خلال خدماتها. وفي هذه الظروف، فإن من المهم التوكيد على أن إسماع أصوات الشباب جنباً إلى جنب مع أصوات المرضى والمجتمعات المحلية في ما يخص طرح ما يلزم من تدخلات صحية وغير صحية استجابة لجائحة كورونا.
إن بناء قدرة الشباب بما يمكنهم من اتخاذ قراراتهم الخاصة بشأن الصحة وتحمل المسؤولية عنها هو كذلك عنصر رئيسي في برنامج العمل العالمي. وفي هذا السياق، يعد التثقيف الصحي وتعزيز الصحة العامة وإتاحة المعلومات المرتكزة على الأدلة أمراً مهماً جداً في مكافحة انتشار جائحة كوفيد- 19 وتأثيرها، وبخاصة ما يتصل بتحدي وقف انتشار المعلومات المضللة عبر الإنترنت. وسيكون دور الحكومات وكذلك منظمات الشباب ومجموعات المجتمع ضرورية؛ لضمان نشر المعلومات الصحية العامة الموثوقة. فالشباب يستخدمون تقنيات الإنترنت لنشر معلومات المتعلقة بالصحة العامة بطرق جذابة، من مثل مقاطع الفيديو، لتعزيز المفاهيم الفاعلة مثل السبيل الصحيحة لغسل اليدين أو لشرح كيفية تعيين مسافات التباعد الاجتماعي بما يصون الأنفس.
وبدأ المبدعون الشباب بالتفاعل بالفعل مع ظاهرة تفشي الفيروس من خلال ابتكارات التأثير الاجتماعي. ففي جميع أنحاء العالم، تُطّور عدد من المبادرات للاستفادة من جهود الشباب الرامية إلى إخراج الدعم اللازم للسكان المعرضين للخطر، أو تقديم الدعم للسكان المتضررين فعلاً من الجائحة. وفي حين أن معظم تلك المبادرات هي مبادرات طوعية (على سبيل المثال، الشباب الذين يعرضون التسوق وتقديم الطعام لكبار السن أو الأشخاص المعرضين للخطر)، فإنها يمكن أن تتشكل كذلك في أطر مؤسسات اجتماعية. وتدعم عديد من محاور الابتكار التكنولوجي التي يديرها الشباب الشركات الناشئة؛ لتطوير حلول فعالة لمعالجة جائحة كورونا.
أهم ما يميز الشباب كقوة تغيير مجتمعية:
تقول الدكتورة هبة علي خبيرة التنمية البشرية لسيدتي ان اهم ما يميز الشباب هو :
- انهم الأكثر طموحاً في المجتمع:
وهذا يعني أن عملية التغيير والتقدم لديهم لا تقف عند حدود، لذا فإن أي مجموعة تسعى للتغيير يجب أن تضع في سلم أولوياتها استقطاب طاقات الشباب، وتوظيف هذه الطاقات باتجاه أهدافها المحددة.
- الأكثر تقبلاً للتغيير
الشباب وبحكم هذه الخاصية، فإن استعدادهم الموضوعي نحو التغيير وتقبل الجديد والتعامل معه بروح خلاقة ومبدعة، سيضمن المواكبة الحثيثة للمتغيرات والتكيف معها بشكل سلس دونما إرباك.
-التمتع بالحماس والحيوية فكراً وحركة:
وبما يشكل طاقة جبارة نحو التقدم، فالشباب المتقد حماسة وحيوية في تفاعله مع معطيات المجتمع ومتطلباته، هو الضمانة للتقدم بثبات .
-العطاء دون حدود حين يكون مقتنعاً وواعياً لما يقوم به:
وهنا تبدو المعادلة بسيطة لمن يريد أن يدرك معطياتها، حيث لا تعمل إلا وفق اشتراطين رئيسيين:
الاشتراط الأول، الاقتناع بمعنى احترام العقل والتعامل مع الشباب بمفهوم كياني وليس مجرد أدوات تنفيذ.
الاشتراط الثاني، الإدراك لما يقوم به الشباب، أي الإلمام بالأهداف والاقتناع بالوسائل والطرق الموصلة إلى تحقيق الهدف.
وفي حال تحقق هذين الاشتراطين الضروريين، فإن عطاء الشباب سيكون بدون حدود، وسيدفع بمسارات العمل بكل إخلاص وتفانٍ.
-الشباب قوة اجتماعية هامة بصفته قطاعاً اجتماعياً رئيسياً في المجتمع.
-قوة اقتصادية جبارة:
فالعمال الشباب هم الذين ينتجون بسواعدهم، والشباب المتعلم بجهدهم الذهني ينتجون ما يحتاجه المجتمع وهم الذين يبنون صرح الوطن، ويضمنون منعته وقوته الاقتصادية، ودور الشباب في التنمية الشاملة، دور أساسي ومحوري. وبديهياً الافتراض أن التقدم الاقتصادي مستحيل دون تقدم علمي، وعقول الشباب النيرة والمستنيرة هي التي توفر القاعدة العلمية التي تضمن النجاح والتقدم في الجهد الاقتصادي وفي الجهد التنموي أيضاً.
-تتمثل أهمية دور الشباب في تنمية المجتمع:
إن مشاركة الشباب النشطة وتشغيل طاقاتهم وقدراتهم كافة؛ للوصول لذلك، وهذا التطور لا يقتصر على مجال معين فيُمكنهم تطوير المجال التقني، أو الرياضي، وغيرها من المجالات التي تحتاج للقدرات الشبابية حتى تنهض، ويتم ذلك من خلال مساعدة الشباب وإدخالهم في هذه المجالات لأداء الدور الصحيح، بالإضافة إلى توضيح قدرتهم وقوتهم والدور الذي يمثّلونه وأهميتهم في بناء هذه الدولة.
-الشباب عوامل التغيير في المجتمع:
تُعرف الفئة الشبابية في أنحاء العالم كافة بأنها فئة التغيير والإصلاح، وللدولة دور في دمج الشباب في مجالات السلام والأمن ومختلف قطاعات المجتمع لبناء السلام والحفاظ عليه، بالإضافة لخلق العمل لهم واستغلال القوى العاملة منهم في التنمية الاقتصادية؛ لرفع مستوى البلاد والنهوض بها.
-حقائق وأرقام
• يبلغ نصف سكان كوكبنا من العمر 30 عاماً أو أقل، ومن المتوقع أن تصل هذه النسبة إلى 57٪ بحلول نهاية عام 2030.
• يُظهر الاستطلاع أن 67٪ من الناس يؤمنون بمستقبل أفضل، وأن الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و17 عاماً هم الأكثر تفاؤلاً.