كشفت هيئة التراث السعودية عن بدء تنفيذ الخطة الحقلية لمسح التراث المغمور في البحر الأحمر من أملج إلى رأس الشيخ حميد، ضمن استراتيجيتها في مجال المسح والتنقيب الأثري، وذلك إيماناً بأهمية الآثار الغارقة والمغمورة في المياه.
مؤتمر صحافي
وأبانت الهيئة خلال مؤتمر صحافي استضافته جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية "كاوست" أن المشروع الذي مقرر له أن ينتهي في 5 سبتمبر المقبل، سيتم خلاله مسح المنطقة الواقعة ما بين رأس الشيخ حميد حتى حطام السفينة الغارقة في أملج، ورصد أكثر من 25 موقعاً محدداً على طول مسار المسح في مناطق رأس الشيخ حميد، وضبا، والوجه، وأملج.
تعاون مع جامعة نابولي الإيطالية
ويأتي هذا المشروع بالتعاون مع جامعة الملك عبدالعزيز، وجامعة نابولي الإيطالية، وفي إطار منهجية تضمن الحصول على نتائج مميزة، وذلك من خلال تنفيذ مسح بالسونار البحري للمواقع التي تحتوي على معالم أثرية مغمورة، لعمل خرائط بحرية وموزاييك، وصور عالية الدقة لجميع المواقع، وستجمع وتحلل بيانات المسح البحري باستخدام عدة أنواع من السونار، وكذلك استخدام الموجات الصوتية التي تكشف ما تحت القاع.
تصوير الموقع
وأوضحت الهيئة أنها ستعمل على تصوير الموقع بالكامل بتقنية الفوتوغرامتري ثلاثي الأبعاد عالي الجودة، وتقنية الفيديو، وعمل مخطط دقيق لحطام السفن، وتحديد مواقع النقاط المرجعية الثابتة باستخدام نظام GPS، وكذلك انتشال القطع الأثرية التي يمكن أن تتعرّض للضرر، وكشف أجزاء الحطام بأجهزة وأدوات العمل الأثري.
إنجازات مهمة
من جهته، قال الدكتور جاسر الحربش الرئيس التنفيذي لهيئة التراث إن الهيئة حققت إنجازات مهمة خلال الفترة الماضية من حيث الاهتمام بالتراث الثقافي المغمور بالمياه. ومنها:
- العمل على تأسيس مركز متخصص لحماية التراث الثقافي المغمور بالمياه في البحر الأحمر والخليج العربي.
- التعاون العلمي مع جامعات محلية ودولية، ومن بينها التعاون الحالي مع جامعتي الملك عبدالعزيز ونابولي، لاكتشاف مواقع التراث المغمور بالمياه.
- بناء القدرات في هذا المجال عبر تطوير الكوادر الوطنية في مجال الغوص الأثري.
- مشاركة الهيئة في عدد من البرامج المحلية والدولية للمحافظة على التراث المغمور بالمياه.
وأكد الحربش أن مياه البحر الأحمر والخليج العربي ما زالا يحتضنان كثيراً من الأسرار عن تراث السعودية الثقافي، ومن المتوقع أن يسهم المركز في اكتشاف هذه الأسرار والتعريف بها.
كاوست تفتح أبوابها
بدورها، كشفت الدكتورة نجاح عشري، النائب والمشارك الأعلى لرئيس جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية للتقدم الوطني الاستراتيجي، أن "كاوست" عبر مركز أبحاث البحر الأحمر تفتح أبوابها ومختبراتها ومعاملها وغواصاتها البحرية لكل ما يخدم الأبحاث العلمية في السعودية.
وقالت إن "اكتشاف التراث المغمور في المياه يعد مثالاً ممتازاً لما يمكن تحقيقه من خلال التعاون مع الجامعات السعودية والقطاعات الحكومية في المملكة".
وأردفت: نحن في مختبرات "كاوست" الأساسية نستكشف أسرار البحر الأحمر باستخدام التقنيات البحرية المتقدمة، ونبني القدرات المتقدمة مع شركائنا، وذلك ضمن الجهود الكبيرة التي تساهم بها "كاوست" وبنيتها التحتية البحثية في دعم رؤية المملكة 2030 التي تركز في جوهرها على تطويع التقنية لخدمة الإنسان.
أهداف تأسيس مركز للتراث المغمور بالمياه
وتجدر الإشارة، إلى هذا المشروع يرتبط بإعلان الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان وزير الثقافة السعودي خلال قمة دول مجموعة العشرين التي استضافتها السعودية في نوفمبر 2020، ويتضمن تأسيس مركز للتراث المغمور بالمياه.
ويهدف المشروع إلى توثيق موقع السعودية المحوري ودورها الرئيس في كونها مركزاً حضارياً مهماً لمختلف الحضارات المتعاقبة منذ آلاف السنين، بالإضافة إلى ترسيخ جهود هيئة التراث الرامية إلى توثيق وصوْن التراث الوطني ونشره.
يمكنكم متابعة آخر الأخبار عبر حساب سيدتي على تويتر