هل تتصورين يوماً أن تأكلي مشيمتك كما تؤكل البطاطا المقلية أو البرغر، هي موضة جديدة للنساء في بريطانيا.
وانضمت لهؤلاء الأمهات، نجمة مسلسل «ماد مين»، جانيوري جونز، التي قامت بتحويل مشيمتها إلى حبوب بعد ولادة ابنها زاندر، وقالت وقتها: «إنه ليس أمراً مقرفاً أو خرافة؛ بل شيء متحضر، يساعد المرأة على تجاوز الكآبة والإرهاق»!.
تتكون المشيمة مع بدء تكون طفلك، مع انقسام أول مجموعة خلايا، يتحول جزء منها إلى أعضاء الطفل، وجزء آخر إلى المشيمة، يمر الغذاء والهواء منها، ثم يقوم الحبل السري بنقلها إلى طفلك غير المولود، يقول المؤيدون للأمر؛ أنها مغذية، وأن استهلاكها يزيد من إنتاج الحليب، ويعزز الطاقة ويخفف نزيف ما بعد الولادة، ويقضي على الكآبة، ولها ردود فعل إيجابية أخرى، وما عليك إلا أن تسألي خمس مؤمنات بعمل المشيمة.
شربته كعصير مع التوت
كاتيا البالغة من العمر 33 عاماً، مديرة علاقات زبائن من شيشاير، عندما حملت بابنها بداني؛ لجأت إلى حضور حصص «هيبنو بيرث»، والمعلمة أوضحت لها أن أكل المشيمة؛ يخفف من النزيف! تتابع كاتيا: «عندما وصلت المشفى ومعي وعاء حافظ كبير، لم يبدُ أن القابلة استغربت الأمر كثيراً، وبمجرد نزول داني وخروج المشيمة؛ أخذتها ووضعتها فيه، ثم في الثلاجة، وصنعت من المشيمة عصيراً عبر خلطه مع الموز والتوت؛ قيل لي إن عليّ تناولها على فترات متباعدة، فوضعت إحداها في المجمد، وإحداها في الثلاجة، وشربت واحدة حينها، لم أشعر بطعمها، فلم تكن ذات رائحة أو تركيبة سيئة، وتدفق الحليب في صدري وفقدت دماً أقل، شعرت بأنني أفضل بشكل عام، كل ذلك بسبب العصير.
رأي خبيرة
تجزم إيما ويليامز، من جمعية التغذية البريطانية، أن لا وجود لأبحاث تدعم أو تدحض فوائد المشيمة الغذائية أو قدرتها على إحداث تغيرات للجسم، ولكن يقول بعض الباحثين أنها غنية بالدم، مما يشكل مصدراً جيداً للحديد، تعلّق إيما: «إن لم تشعري برغبة في تناولها؛ ستغنيك المكملات الغذائية عن إرهاق ما بعد الولادة».
دفنت مشيمتي تحت شجرة
فريدة، 35 عاماً، مديرة thebarefootdiaries.co.uk، عند ولادتها لروان وعزيز، لم تمانع أخذ القابلات للمشيمة، ولكن مع ابنها فينالي، كان لديها وعي تجاهها، حيث اتفقت على إبقاء الحبل السري والمشيمة متصلة بفينالي حتى تسقط وحدها، «عادة من 3- 10 أيام بعد الولادة»، حيث من المفترض أن تساعد على إحساس الطفل بالأمان والراحة، بعد ذلك قررت دفنها في الحديقة كنوع من التكريم لدورها في نمو طفلها، تحكي فريدة قصتها: «كانت القابلات مسرورات جداً لتلبية طلبنا، ولكن خلال ولادة فينالي المنزلية، التف الحبل السري حول عنقه واضطررنا إلى قطعه، مما أدى إلى انفصال المشيمة؛ فجمعناها وقمنا بتجميدها؛ حتى نكون مستعدين لدفنها، قمنا بطقوس خاصة، حيث ابتعت أنا وزوجي ثلاثة أشجار، شجرة لكل واحد من أبنائنا، وشجرة تفاح لفينالي، ودفنا المشيمة تحتها شاكرين للحياة التي منحتها لابننا، لا تزال الشجرة صغيرة ولم تحمل أية فاكهة ولكننا نخطط بالتأكيد لأكل تفاحها، أشعر أني متصلة جداً بالشجرة، وهناك شيء خاص بها.
رأي خبير
يقول غاي بارتر، من جمعية البستنة الملكية: إن دفن المشيمة تحت الشجرة له فوائده، كونها تحتوي النتروجين والفسفور، وتعتبر سماداً ممتازاً، ولكن يجب الحرص على دفنها بعمق جيد؛ حتى لا يصل إليها الثعالب.
حاربت الاكتئاب
ريتا، 37 عاماً، مدربة يوغا، ومتدربة في علم النفس من بيكونزفيلد، أم لنيفين 18 شهراً، وأنمار 4 أسابيع.
لم تعلم بشأن إمكانية إبقاء المشيمة حتى وصلت المرحلة الثالثة من حملها، حيث ذكرت مديرتها أن ابنتها قامت بتحويل مشيمتها إلى حبوب مكملات غذائية، وشرحت أن ذلك يقاوم كآبة ما بعد الولادة، وقد راق الأمر لها كثيراً؛ فأمامها معاناة طويلة مع الكآبة، وقد ضحك زوجي آمر من ذلك معلقاً: إنه لن يتمكن من تقبيلها مرة أخرى، تستدرك ريتا: «تبدلت مخططاتنا عندما ولد نيفين بعملية قيصرية، وقد كان هم الأطباء توليده وتقطيبي بدلاً، من جمع المشيمة، ولكن في ولادة أنمار، كان الوضع مختلفاً، وكان لدينا حوض وكيس جميل، وقد وجدت أخصائية اسمها لينيا، قامت بأخذها وتعريضها للبخار وتجفيفها لتتحول إلى 140 كبسولة، مما كلف 150 جنيهاً إسترلينياً، يؤخذ منها ثلاث مرات يومياً لأول ستة أسابيع، وبعدها عند الحاجة».
لم تشعر ريتا بأي طعم، كما تقول، لكنها تشعر بطاقة أكثر، ولم تعانِ من أي عارض من عوارض الكآبة، تعلّق: «تريحني هذه الحبوب، الأمر كما لو أنني أبقي جزءاً من حملي معي لفترة أطول».
رأي خبيرة
تؤكد خبيرة التغذية، كارولين فاريل، أن مخزون الحديد وفيتامين ب 6 في المشيمة؛ يساهمان بانخفاض في كآبة ما بعد الولادة؛ فالمشيمة غنية بهذه المغذيات، وقد يقلل استهلاكها هذه العوارض.
قمت بتحميرها مع البصل
دانيا، 37 عاماً، قابلة من يوكشير، أم هانا 9 أعوام، ونوح 6 أعوام.
رغم أنها لا توصي مريضاتها بأكل المشيمة، لكنها قررت أن تأكلها، كون أمها قد أصيبت بذهان ما بعد الولادة، وهو مرض نادر جداً، فرغبت بعمل أي شيء يجنبها المصير نفسه، وسمعت أن المشيمة تحتوي هرمونات تمنع الأمر، وفكرت أن لا شيء لديها لتخسره، تتابع دانيا: «ولدت كلا طفليّ في المشفى، حيث أعمل، لذا فزملائي يعلمون بخططي، وكلنا معتادون على رؤية المشيمة، لم أشعر بالقرف لإحضار مشيمتي إلى المنزل، وقد أصيب زوجي بالقرف، وأخرج ابنتي هانا من المنزل، ريثما طبختها إلى ما يشبه البولونيز، لم يكن طعمها رائعاً، وتطلبت الكثير من المضغ، لكنني تمكنت من أكل نصفها، أما عند ولادة نوح؛ فقد حمرتها مع البصل، ولكن طعمها لم يكن أفضل! ومرة أخرى أكلت نصفها.
لا يمكنني أن أجزم بأنها تركت أي فرق، ولكنني لم أصب بأي ذهان، كل ما أستطيع قوله، إن على النساء القيام بما يعتقدن أنه أنسب لهن.
رأي خبيرة
تقول كارول: لا تحتوي المشيمة هرمون السعادة «أوكسيتوسن»، ولا دليل على أن أكلها سيرفع من مستواه لديك.