يجب أن يدرك كل طالب ثانوي أن المرحلة الجامعية تختلف كثيراً عن المدرسة، ولا يجب أن تعاملها بالمثل.. في المدرسة أنت بالغالب تدرس لأنك مجبَر على الدراسة من قِبل ذويك، وقد تعاقَب وتعاتَب على أدنى فعل، كغياب، أو عدم تسليم واجب وغيرها، لكن بالجامعة تختلف المسألة، أنت المسؤول عن نفسك، أنت تحدد لأين تذهب، ومتى وكيف، وأنت تحدد كيف تدرس وأين تريد الوصول، وتختار الطريق الموصل لهدفك.. يقول الدكتور مجدي حمزة، الخبير التربوي، لـ«سيدتي: المسؤولية هذه هي سيف ذو حدين، إن أعطيته لشخص ناضج ومسؤول، يضع هدفه نُصب عينيه ويتجه له من دون تردد وبكل عزم؛ فسيحسن استخدامه، وإن أعطيت السيف لشخص بعقل طفل لا يقدّر الثقة المعطاة له من أهله وجامعته في اتخاذ قراراته بنفسه، وهدفه فقط تمضية وقته فيما لا يفيد ولا ينفع؛ فسيطعن نفسه وأهله ومن يعتمد عليه.
* نصائح للمقبلين على الجامعة:
- ابدأ بقوة
أول ترم هو أهم ترم من ناحية المعدل؛ لأنه هو الذي تبني عليه بالمستقبل، لو أنهيت أول ترم بمعدل ٣/٥ فستكون الترمات القادمة سنوات بناء شاق للمعدل، ولو انتهيت بمعدل مرتفع نسبياً +٤.٥؛ فستكون سنوات محافظة على معدل؛ مما يسهم في تخفيف الضغط النفسي عليك، أيضاً معدل السنة الأولى هو الذي يحدد تخصصك بالسنوات القادمة، والمنافسة شرسة؛ فحاول أن ترفع المعدل بأية وسيلة.
- الدراسة الذاتية
يجب أن تعتمد على نفسك كلياً في بعض المواد وتدرسها بنفسك، وإلا ستخرج بمعدل سيّئ بها.
- اللغة الإنجليزية
حاول أن تعطي اللغة الإنجليزية حقها؛ فمظعم المواد الجامعية وحياتك المهنية ستكون باللغة الإنجليزية، إذا كانت لغتك سيئة؛ فحاول تحسينها بكل ما أوتيت.
- سدد وقارب
لديك ٢٥٪ غياب، استغلها بشكل مناسب، لا أعني بذلك أن تتغيب بلا عذر؛ فحاول الحضور قدر الإمكان؛ فقد تتغيب حسب أهمية المحاضرة لاستغلال الوقت بالاستذكار، أو حتى يمكن أن تتغيب أحياناً لترتاح؛ فراحتك الجسدية والنفسية مهمة أيضاً.
- التعامل مع الضغوطات
من الأسبوع التاسع إلى الثالث عشر، قد تواجه ضغطاً شديداً من ناحية اختبارات وواجبات وما شابه؛ فحاول أن تذاكر المواد قبل هذه الفترة لتخفف على نفسك.
- تعلّم مهارة جديدة
تعلُّم مهارة مفيدة أمرٌ ممكنٌ للغاية أثناء مرحلتك الجامعية، خلال فترات الإجازة أو الراحة يمكنك الدخول على الإنترنت، والبحث عن أفضل كورسات لتعلّم البرمجة/الفوتوشوب/الكتابة الإبداعية/ص ناعة المحتوى.. وغيرها من المجالات المتعددة. مهما كان تخصصك الجامعي، بإمكانك أن تتعلم مهارة جديدة تضيف لشخصيتك ولذاتك بجانب تخصصك الرئيسي.
فقط اتخذها كهواية في أوقات فراغك، هناك الكثيرون من مصممي الجرافيك لم يدرسوه في الجامعة، وكذا غالبية المبرمجين بدأوا كهواة، ثم انتقلوا إلى مرحلة الاحتراف.. المميز في هذا الأمر، أنه قد يوفّر لك مصدر دخل معقول، سواء أثناء مرحلتك الدراسية أو بعدها، من خلال العمل الحر (الفريلانس) عبر الإنترنت.
- الرحلات الجامعية، لا تفوّتها من السنة الأولى حتى الأخيرة
نصيحة هامشية لكنها مهمة، رحلات الجامعة غالباً ما تكون ممتعة ومميزة، وفيها الكثير من الذكريات الطيبة، والأهم من كل ذلك، أنها تكون رخيصة السعر، لا تفوّت هذه الرحلات؛ ففيها أجمل الذكريات، نعلم أنه في ظل كورونا تم إلغاء أغلب هذه الرحلات، لكننا نأمل أن ينتهي الأمر قريباً وتعود الحياة إلى طبيعتها.
- الأنشطة والتطوع، خذ منها ما ينفعك
انخرط بشكل كبير في الأنشطة التطوعية، وأن تأخذ منها ما يفيدك ويقوي من شخصيتك، ويضيف إلى حياتك الاجتماعية والعملية.
لا تعش منعزلاً عن غيرك؛ بل اسع لتكوين مهاراتك الشخصية، من خلال التواجد والاشتراك في الأنشطة التطوعية والأسر الجامعية والمنظمات والجمعيات المحلية والدولية.. هذه التجربة ستصقل كثيراً من شخصيتك، وستضيف إليك عدة مهارات لن تحصل عليها من خلال الدراسة فحسب.
نصيحتنا لك أن تظل في البحث حتى تصل إلى النشاط التطوعي الملائم لك، والذي يحقق لك فائدة حقيقية في تطوير مهاراتك وذاتك.
ولا تنس أنه من ضِمن فوائد الأنشطة التطوعية، أنها تَزيد من فرصك في الحصول على منحة أو فرصة سفر للدراسة بالخارج؛ فكثير من المنح تتطلب نشاطاً تطوعياً كنت مندمجاً فيه طيلة حياتك الدراسية؛ حتى تضمن أنك شخص اجتماعي له مهارات قيادية وشخصية.
كذلك هناك العديد من الأنشطة التطوعية التي يمكنك إجراؤها عبر الإنترنت، على سبيل المثال: التطوع لدى الأمم المتحدة.
- احرص على تكوين شبكة علاقات عامة
خلال مرحلتك الجامعية، احرص على تكوين شبكة من العلاقات مع زملائك في كليتك أو في الكليات الأخرى، لا نتحدث هنا عن أصدقائك؛ بل عن أصحاب الخبرات والقيادات المتوافرين في المرحلة الجامعية، من الأسر والمنظمات وحتى أعضاء هيئة التدريس وغيرهم.
لا تقصر دائرة معارفك على أصحابك فقط؛ بل اسع في كل مكان لمعرفة المزيد من الشخصيات النافعة والمفيدة لك في أثناء دراستك، أو حتى بعد أن تنتهي منها.
* نصائح لبدء الدراسة الجامعية
• البحث عن صديق بالقرب منك في الجامعة:
في البداية يكون من الجيد لو وُجد صديق تعرفه الفتاة خارج الجامعة من الأقارب أو من زملاء المدرسة؛ لكيلا تجد نفسها غريبة في مكان لا تعرفه، ومن أجل أن تتأقلم على الحياة الجامعية بسرعة.
• زيارة الموقع الإلكتروني للجامعة قبل البدء بالدوام:
قد تساعد زيارة الموقع الإلكتروني، في معرفة مواعيد المحاضرات الأولى وأماكنها، وذلك لتجنب السؤال؛ فالفتاة في الأيام الأولى تكون تائهة جداً، وقد تتعرض للإحراج عند السؤال.
• التعرف على مواد الفصل الأول: يمكن السؤال قبل البدء بالجامعة عن مواد الفصل الأول؛ لمعرفة ما الذي سوف يتم تعلمه خلال الفترة الأولى، وكيفية الدراسة والتحضير له.