بأسلوبها المحبب وحضورها المتميز وثقتها بما تقدمه نجحت الشيف التركية ديما أصلان أن توصل ثقافة المطبخين التركي والعربي بصورة عصرية وممتعة، هذا إلى جانب عملها كمصممة أزياء ومدونة موضة. «سيدتي» التقتها من خلال الحوار الآتي لنتعرف إلى سيدة جمعت ما بين تصميم الأزياء وتنسيق الأطباق.
تتقنين إعداد الأطباق العربية بحرفية فما السر خلف هذا الإتقان؟
لعل ولادتي وتربيتي في الشام هو السبب، فجدي والد أبي استقر في الخمسينيات في الشام قادماً من تركيا وطن العائلة بغرض التجارة، وأمي تركمانية سورية، فولدت في الشام ودرست فيها حتى العشرينيات من عمري، ولم ننقطع طبعاً عن وطننا الأم تركيا منذ الصغر فكنا دائمي الزيارات للأقارب، ومن هنا صرت أحمل الثقافتين العربية والتركية وأتحدث اللغتين العربية والتركية، وبما أنني أعرف ثقافة المطبخين فأعمل دائمًا على نشر ثقافة المطبخ العربي باللغة التركية إضافة إلى ثقافة المطبخ التركي باللغة العربية.
تابعي المزيد: الشيف الأردنية يارا عبيدات: أفضل الإتقان على الابتكار
العربية والتركية
ما وجه الشبه بين المطبخ العربي والتركي؟
الشبه كبير جداً ويكاد يكون مطبخاً واحداً لعدة عوامل، أهمها أنّ سكان هذه الجغرافيا كانوا يعيشون ضمن مجتمع واحد لمئات السنين من دون حدود، ومن دون عوائق تجارية فتأثروا ببعضهم البعض، وانتشرت الأطباق المتشابهة بينهم، أما الاختلاف فيحدث بسبب البيئة فقد طورت أطباق وانتشرت في مناطق دون غيرها بسبب ما هو صالح للزراعة في تلك المناطق، وما أنتجته الطبيعية والمناخ والبيئة لها فتجد مثلاً أنواع بهارات تضاف إلى أطباق معينة في دول معينة دون غيرها؛ كون بيئتها ينتشر فيها هذا المحصول، كذلك العوامل الاقتصادية أثرت أيضاً على نوعية الطعام والشراب لكثير من دول المنطقة. فعوامل البيئة والاقتصاد توثر دائماً في طبيعة الطعام والشراب في المجتمعات.
إتقانك للغتين العربية والتركية هل أسهم في شهرتك ونجاحك في نقل ثقافة المطبخين وجذب المتابعين؟
تنوع المحتوى في كل ما يخص المرأة هو السبب الرئيس، لكن لا أخفي أنّ إتقاني للغتين التركية والعربية أعطاني ميزة إضافية، ومنها انطلقت بفكرة نقل ثقافة المطبخ العربي إلى تركيا من خلال وصفات أطباق عربية أصورها باللغة التركية، وكذلك أطباق تركية أصورها باللغة العربية، ومن خلال هذا المحتوى أسعى إلى إثبات أنّ شعوب هذه المنطقة هم أصحاب ثقافة مطبخ متشابهة إلى حد بعيد، ولولا تأثير الجغرافيا والبيئة وبعض العوامل الاجتماعية والاقتصادية كنت قلت إنه مطبخ واحد. فما يجمع شعوب هذه المنطقة أكثر مما يفرقهم.
ما رأيك بالتعديلات التي طالت بعض الأطباق العربية أو التركية؟
هناك مدرستان مختلفتان في الطبخ، مدرسة محافظة وهي الأكثر شعبية ترى المحافظة على طرق إعداد الطبق التقليدي الموروث ومكوناته، حتى لو كان ذلك التحديث لا يؤثر في تغيير مذاق الطبق، بل إنّ البعض يعترض أيضاً على شكل وطريقة تقديمه إذا تغيرت. ومدرسة حديثة مع تحديث الأطباق كإضافة المنكهات الجديدة، أو حتى التغيير في مكوناتها الأساسية والبحث عن الطرق الأسرع والأسهل لإعدادها. وأنا أجد نفسي بين المدرستين، إلا أنّ هناك أطباق متوارثة لا يمكن تغيير طريقة إعدادها أو مكوناتها أو نكهاتها؛ لأنها تفقد مذاقها الأصلي المعتاد الذي اشتهرت به، ولا يمكن أيضاً تغيير حتى طريقة تقديمها البسيطة؛ لأنها تفقد الطبق روحه ومنظره، فكما هو متعارف عليه فإنّ العين لها دور أساسي في تفاعلنا مع ما نأكل، فمثلاً: التشي كفته التركية، طبق لا تتقبل المدرستان أي تحديث فيه فهو لا يزال يعد على أصوله باليد من دون قفازات، ولا يمكن إعداده بمكائن العجن حتى؛ لأنّ المتعارف عليه أنّ البرغل مع الدعك المستمر باليد وحرارة الجسم يعطي نكهة مميزة له، لذا لا تتقبل أي مدرسة تركية فكرة تحديث طريقة إعداده أو تحديث مكوناته.
تابعي المزيد: سارة كوباتشو: هذه أسراري في المطبخ!وأنا قادمة إلى دبي
غطاء الرأس
أيهم أكثر صعوبة إعداد الأطباق العربية أم التركية؟
حقيقة لا أجد صعوبة في إعداد أطباق المطبخين، وأنا سريعة جداً في إعداد الأطباق، لكن أرى أنّ أطباق المطبخ التركي أسهل بالنسبة إليّ كوني معتادة ومتمرسة على خطوات إعدادها، كذلك الأطباق المشتركة بين ثقافة المطبخين.
هل هناك بروتوكولات معينة تقومين بها أثناء إعداد الطعام؟
هي عادة توارثناها من جداتنا التركيات، فعند العمل في المنزل نرتدي غطاء الرأس، وأنا أرى أنّ هذه العادة الموروثة لها فوائد عدة، منها نظافة للطعام حتى لا يتساقط الشعر عليه أثناء إعداده، وأيضاً نظافة شخصية؛ لأنّ الشعر دائماً ما يأخذ رائحة ما حوله بسرعة، لأجل ذلك أنا مداومة على استخدام الغطاء حين أعمل في المنزل وفي المطبخ تحديداً كعادة ونظافة.
هل تفكرين بطباعة كتاب طبخ خاص بوصفاتك؟
نعم أفكر في ذلك مستقبلاً لكن لن يكون فقط وصفات، وإنما في أصول الأطباق والعوامل التي أثرت في ظهورها أو تطويرها من بلد إلى آخر، ومدى تأثير العوامل البيئية والاقتصادية فيها، وقد يكون الكتاب بنسختين عربية وتركية.
تابعي المزيد: الشيف عمر أبو لبدة: نصنع معمول العيد بأسرار متوارثة عن أجدادنا
هناك مدرستان مختلفتان في الطبخ، مدرسة محافظة وهي الأكثر شعبية ومدرسة حديثة مع تطوير الأطباق
الأزياء والطبخ
تجمعين بين مهارة الطبخ والأزياء فأين تجدين نفسك أكثر؟
أجد نفسي بين الاثنين؛ فلا تعارض بينهما في الحقيقة، فالمرأة قادرة أن تكون سيدة منزل وطباخة ماهرة وسيدة أعمال وتواكب الموضة والفاشن وهذا هو الطبيعي، فأنا أعكس من خلال مرآة مواقع التواصل الاجتماعي حياتي اليومية الطبيعية، والإنسان قد تكون له أكثر من هواية أو شغف، وأنا من الأشخاص الذين يحبون الجمع بين أكثر من هواية، فمن يتابعني يعرف أنني أحب الطبخ وهو من هوايتي، فعندما أدخل إلى المطبخ تكون لي أجوائي الخاصة، وأكون مستمعة جداً بالطبخ، وأزداد فرحاً بعد أن أقدم أطباقي إلى عائلتي وأرى مدى إعجابهم بها، فهذه هي المتعة الحقيقية بالنسبة لي. المرأة عندما تحب شيئًا تبدع فيه وأنا أحب الطبخ، وأحب الاهتمام بمنزلي وعائلتي، كما أحب عملي في الوقت ذاته.
تابعي المزيد: الشيف الكويتي فواز العميم: المرأة تطبخ بحب ولها نكهتها المميزة
السميت التركي بالحليب
المقادير:
- كوب ونصف الكوب حليب فاتر
- نصف كوب زيت نباتي
- نصف كوب ماء فاتر
- 5 أكواب طحين
- 10 غرامات خميرة سريعة
- ملعقة صغيرة واحدة سكر
- ملعقة صغيرة واحدة مملؤة ملح
طريقة التحضير:
- نضع المكونات كلها في طبق العجين، ثم نضيف الطحين بالتدريج، ونقوم بالعجن، لا داعي لأن نترك العجين يتخمر، بل نبدأ بالعمل مباشرةً، ثم نقطع العجين إلى دوائر صغيرة متساوية، نبدأ بمد العجين على شكل شريط، ونقوم بتجديل شريطين مع بعضهما، ثم نصنعها على شكل حلقة.
- للتزيين: • سمسم +نصف كوب ماء + معلقتا طعام دبس عنب أو أي نوع دبس حلو
- نخلط الدبس مع الماء، ونضع السميت في الطبق الذي فيه الدبس وبعدها السمسم، ثم ندخلها إلى الفرن بدرجة حرارة 200 درجة لمدة 20 إلى 25 دقيقة.
تابعي المزيد: الشيف المغربية زينب مصطفى: تعلم الطبخ يبدأ من البساطة