إن التأثير النفسي للعنف المنزلي على الضحايا الذين يتحملونه ويعيشون سوء المعاملة والاعتداءات الجسدية وغيرها من أشكال الإساءة، أمر مقلق للغاية. لا يمكن أن يؤثر ذلك على الصحة النفسية للشخص فحسب، بل يمكن أن يترك أيضاً تأثيراً صادماً طويل الأمد على شخصيته ووجوده. لكن ما يتم إغفاله غالباً في هذه العملية هو التأثير الذي يمكن أن يُحدثه العنف المنزلي على أولئك الذين يشهدونه جميعاً، وخاصة الأطفال، هذا ما يشرحه لك الأطباء والاختصاصيون.
إن آثار الإساءة على الزوجة أو الزوج معروفة على نطاق واسع، وهذا هو السبب في أنها تحول التركيز على كيف يمكن أن يكون للعنف المنزلي "تأثير كبير" على الأطفال الذين يشهدونه.
تأثير مشاهدة العنف المنزلي على الأسرة بأكملها
العنف المنزلي هو أي نوع من السلوك العنيف أو الإساءة التي يتعرض لها شخص يقع في دائرة منزلية قريبة من المعتدي. يمكن أن يشمل ذلك الزوجة، أو الزوجة السابقة، وأفراد الأسرة المباشرين، والأقارب أو أصدقاء العائلة. نظراً لأن العنف المنزلي يمكن أن يكون واسع النطاق في شكل اعتداء جسدي وعاطفي، فقد يكون له تأثير مرعب على الضحية. ومع ذلك، فإن مشاهدتها يمكن أن تكون ضارة مثل تجربتها.
هناك العديد من الأشخاص الذين يشهدون العنف المنزلي عندما يكونون أطفالًا ونتيجة لذلك، فإنهم يكبرون في بيئة من التوتر المزمن والقلق والعواطف السامة مثل الغضب والإحباط والعجز وانعدام الأمن، لهذا يتم نقله إلى جيل المستقبل.
مخاطر اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD)
إلى جانب المعاناة من التوتر والقلق، فإن مشاهدة العنف المنزلي يمكن أن تسبب أيضاً اضطراب ما بعد الصدمة، وإذا استمر لأكثر من 10 إلى 20 عاماً يمكن أن يتسبب في بعض الأحيان في اضطراب ما بعد الصدمة المعقد بين البالغين. العنف المنزلي يجعل الطفل يشعر بعدم الأمان تماماً ومنذ الطفولة، ما يتسبب بالنشاط المفرط، والذهاب نحو نوع من السلوكيات الحدودية ADHD
تعرّفي إلى المزيد: أسئلة وأجوبة حول تربية الطفل الذكي
كيف يؤثر العنف المنزلي على أنشطة الطفل اليومية؟
غالباً ما يكون الأطفال الذين يشهدون عنفاً منزلياً غير قادرين على التركيز على أنشطتهم اليومية، وقد تأتي النتائج كالآتي:
1 – قد يمتنعون حتى عن الذهاب إلى المدرسة لأنها تضيء التوتر والقلق، فبعض الأطفال يخافون من ترك أمهم وحدها في البيت، لأنها قد تتعرض للضرب من الأب وتكون حياتها في خطر، وبسبب هذا يصبح الذهاب إلى المدرسة مصدر قلق.
2 - يؤثر على فسيولوجيا الجسم، والنفسية، وعلى الكثير من سلوكيات الأطفال اللاحقة التي تظهر على أنها هياكل تكيف من هذه البيئة العنيفة.
3 - إذا شهد الأطفال إساءة معاملة والديهم على المدى الطويل، يصبحون عن غير قصد "مرتكبين" لنوع مماثل من العنف المنزلي، حتى عندما لا يرغبون في القيام بذلك.
الآثار طويلة المدى لمشاهدة العنف المنزلي
1 - الأطفال الذين يكبرون وهم يشاهدون أحد الوالدين يتعرضون للإيذاء الجسدي والعاطفي قد يستمرون في تحمل آثاره حتى في سنوات البلوغ.
2 - قد يؤدي هذا إلى القلق المزمن والاكتئاب وبعض المشاكل الصحية بما في ذلك أمراض القلب والسمنة ومرض السكري، والتي يمكن أن تحدث بسبب سوء التغذية أو المخاطر البيئية.
3 - إن مشاهدة أنماط الإيذاء المتكررة قد تجبر الطفل على النظر إلى هذا السلوك العنيف على أنه شيء "طبيعي"، والذي يؤدي عن قصد أو عن غير قصد إلى نمط دوري. في معظم الحالات، بينما يطور الأبناء طبيعة عدوانية، يسيئون إلى شركائهم في مرحلة البلوغ، تصبح البنات أكثر عرضة للاعتداءات العنيفة من قبل شركائهن.
كيف تحمين طفلك؟
أولاً وقبل كل شيء تأكد من الأمور الآتية:
1 - من أنك في أمان. عندها فقط سيشعر طفلك بالأمان أيضاً. إعطاء الأولوية لاستقرار سلامتك العقلية. اطلبي الدعم اللازم وابحثي عن طريقة للحصول على حريتك.
2 - علّمي طفلك عن العلاقات الصحية. وعرّفيه أيضاً بالسلوكيات السامة.
3 - تأكديي من مساعدته على إدارة عواطفه وتعليمه طرقاً صحية لحل الخلافات في الصداقات.
4 – ساعدي على فهم سبب أهمية احترام مساحة الناس وآرائهم. سيساعده ذلك على بناء الثقة على المدى الطويل.
تعرّفي إلى المزيد: فوائد التعليم في مرحلة الطفولة
ملاحظة من «سيدتي نت»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.