شهد طب نقل الدم تطوراً لافتاً في الآونة الأخيرة، حيث ظهرت تقنيات قادرة على تنظيف الدم من مسببات الدم، ومن ثم إعادته إلى جسم المريض. "سيدتي نت" حاور الدكتورة هبة الحميدان، استشاري علم الأمراض وأمراض نقل الدم، ورئيس خدمات نقل الدم في مدينة الشيخ شخبوط الطبية بالشراكة مع مايو كلينك حول أحدث ما توصل إليه الطب في مجال نقل الدم وعلاج الأمراض:
- ماذا يشمل طب نقل الدم؟ وما هو فصاد الدم؟
يعتبر طب نقل الدم مجالاً متخصصاً للغاية، وهو جزء من قسم علم الأمراض، ويتكون من تخصصات فرعية متعددة بما في ذلك التبرع بالدم والاختبارات المعملية لمكونات الدم، واختبار التوافق في المستشفى قبل صرف الدم للمريض، وممارسات نقل الدم السريرية، وإدارة احتياجات المريض لنقل الدم، ووحدة فصادة الدم ومختبرات معالجة الخلايا الجذعية.
وقد تم توسيع طب نقل الدم في العام الماضي، حيث أعمل، ليشمل وحدة فصادة الدم ووحدة معالجة الخلايا الجذعية في المختبر لدعم برنامج زراعة النخاع العظمي. يتماشى هيكلنا الحالي لطب نقل الدم بالشراكة مع مايو كلينك مع نموذج الممارسة في مايو كلينك في الولايات المتحدة الأمريكية.
الفصادة أو فصل الدم، يعتبر إجراءً طبياً يتضمن توجيه الدم في أوردة المريض من خلال أنبوب إلى آلة تفصل الدم إلى مكوناته الفردية، بحيث تتم إزالة المكوّن المصاب أو استبداله وإعادة ضخ باقي مكونات الدم مرة أخرى في جسم المريض مع سوائل إضافية للتأكد من الحفاظ على التوازن، وستقدم وحدة فصادة الدم الدعم لمجموعة واسعة من التخصصات، بما في ذلك أمراض الدم والأورام وأمراض الكلى والأعصاب والأمراض الجلدية وبرنامج زراعة نخاع العظم. هذا الإجراء يدعم أكثر من 80 حالة ومرضاً مختلفاً، ويستغرق الإجراء بأكمله ما بين ساعتين إلى أربع ساعات.
- متى يتم اللجوء إلى إجراءات الفصادة الضوئية خارج الجسم؟
الفصادة الضوئية خارج الجسم، هي نوع خاص من إجراءات الفصادة. وهو إجراء طبي غير جراحي يتضمن سحب كمية معينة من الدم من أوردة المريض من خلال مجموعات أنابيب بلاستيكية إلى آلة تفصل وتجمع جزء خلايا الدم البيضاء من الدم، وتبقى خلايا الدم البيضاء في الفصاد حيث يتم إضافة دواء محدد (محسس ضوئي)، ثم تعريضها للأشعة فوق البنفسجية "لتنشيط الدواء"، ثم يُصار إلى إرجاع الخلايا إلى جسم المريض مع باقي مكونات الدم، تعمل هذه الخلايا المعالجة على تغيير استجابة الجهاز المناعي ومحاربة بعض الأمراض المناعية وتحسين الأعراض.
تابعي المزيد: التهاب المسالك البولية: علاجات طبيعية لتخفيف حدّة الحالة
- ما هي الحالات التي تعالجها هذه التقنية؟
تدعم الفصادة الضوئية خارج الجسم علاج الحالات المناعية للعديد من التخصصات، مثل الأمراض الجلدية، وأمراض الروماتيزم ومضاعفات زراعة النخاع العظمى وزراعة الأعضاء، تشمل الأمراض التالية:
• مرض الطعم ضد المُضيف (GVHD).
• سرطان الغدد الليمفاوية التائية الجلدي (CTCL)؛ فطر الفطريات؛ متلازمة سيزاري.
• التليف الجهازي كلوي المنشأ.
• مرض التهاب الأمعاء / مرض كرون.
• التهاب الجلد التأتبي / الأكزيما التأتبية.
• الفقاع الشائع.
• الصدفية.
• تصلب الجلد (التصلب الجهازي).
• المضاعفات المرتبطة بزراعة القلب والرئة والكبد.
- ما مدى فعالية هذه العلاجات؟ وما الجديد الذي تقدمه للمريض؟
العلاج بالفصادة يعتبر علاجاً داعماً ومكملاً لأكثر من 80 حالة مختلفة، وكجزء من خطة علاجية أوسع للمريض، وهذا يثبت أهمية العمل في فريق متعدد التخصصات. وكوننا نعتبر جزءاً من هذا الفريق، يتم إحالة الحالات إلينا من التخصص الأساسي، حيث نراجع الحالة ونقبل تنفيذ الإجراءات بناءً على الإرشادات الدولية التي وضعتها الجمعية الأمريكية للمبادئ التوجيهية للفصادة (ASFA).
- هل تختلف عن العلاجات التقليدية الأخرى؟
نعم الأمر مختلف، بشكل عام الفصادة أو فصل الدم كتقنية تستخدم كعلاج سريع لإزالة المكوّن المصاب من الدم، وتعمل كجسر لخطة علاج طويلة الأمد، لكن هذا يعتمد على الحالة التي نعالجها، فلكل منها بروتوكولها الخاص للاستعجال في العلاج، وعدد الإجراءات، وتكرارها، ومدتها، وسوائل الاستبدال. ويتم استخدام نفس التقنية أيضاً في جمع الخلايا الجذعية لزراعة نخاع العظم.
- لمناسبة قرب الاحتفاء بيوم المرأة الإماراتية، هل تواجهين تحديات معينة في مجال عملك كطبيبة؟
أسعى لأكون سبباً في إحداث فرق في حياة المرضى، حيث إن طب نقل الدم هو تخصص نادر، وهدفي هو نشر المعرفة حول أهمية هذا التخصص في المساهمة في تقديم أفضل رعاية ممكنة لمرضانا.
أتوجه بالامتنان لدولة الإمارات على كل ما قدمته لي لأكون ما عليه اليوم، وهذا هو دافعي الأساسي لأعود بالنفع والفائدة لوطني بفضل الخبرة التي حصلت عليها في مجال تخصصي، ويسعدني أن أساهم في تطوير خدمات الرعاية الصحية وخدمات نقل الدم في الدولة.
تابعي المزيد: اختبار جديد لتشخيص السرطان وأمراض القلب باكراً