على الرغم من وجود بعض ديكورات المنازل القديمة، التي نأمل ألا نراها مرة أخرى، إلا أن هناك اتجاهات أخرى رائعة تعود مراراً وتكراراً، ولكن مع لمسة أكثر حداثة. فقد عادت اتجاهات التصميم القديمة بشكل لافت، وستستمرّ في اكتساب قوتها، مستوحاة بروعتها من الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي. عادت الأثاثات بخامات كالمخمل والروطان، وذات الأشكال المنحنية، وحتى بعض الألوان التي كانت شائعة في السبعينيات، أفضل من أي وقت مضى.
_
كل منا يشعر برغبة في تحديث الديكور الداخلي الخاص، والتوجه اليوم في عالم الديكورات يميل إلى التحديث بطريقة تحتضن لمسة «فينتاج»، أي كلاسيكية، راقية. لا يعني ذلك إعادة تصميم الغرفة بأكملها لتحقيق ذلك! ستؤدي إضافة القليل من القطع أو الألوان أو الأثاث ذي الطراز القديم إلى حل المشكلة. أما عن اتجاهات التصميم القديمة التي يؤثر مهندسو الديكور إضافتها في ديكورات منزلك مع بداية خريف 2022، إليك أبرزها:
عودة قوية للمخمل
ظلال المخمل الفاتحة حاضرة في معظم مجموعات العلامات العالمية
إذا كانت فكرة الأثاث المخملي تعيد ذكريات منزل الأجداد، فلا داعي للقلق. الأثاث المخملي الذي نراه يظهر في كلّ من مجموعات العلامات الفاخرة، يختلف عن الأثاث الذي كان أجدادنا يعتمدونه؛ إنه معاصر، ويليق بالذوق الرفيع. توجد ظلال المخمل الفاتحة في كلّ الأثاث الذي طرحته العلامات العالمية، وتحديداً غوتشي Gucci، التي رأينا في مجموعتها من الديكورات لعام 2022، كنباً تخطف الأنفاس، نفّذت بألوان رائعة وأقمشة مخملية، أغلبها ذات نقوش من الماضي. تفاصيل هذه النقشات تعيدنا مباشرة الى الخمسينيات والستينيات، مثل الشرابات، واللون الخشبي الداكن على الأرجل. والفكرة الطاغية هنا، هي أن تمتزج القطعة مع الديكور، بدلاً من أن تكون قطعة مركزية مهيمنة. المخمل هو أحد أكثر الأنسجة تنوعّاً التي يمكنك الاختيار من بينها، وهو ناعم ومريح ومتين. في حال لم يكن ثمة رغبة باختيار هذا القماش على شكل قطعة أثاث مخملية أساسية، يمكنك إبراز ديكور الغرفة بالوسائد المخملية، أو أغطية المصابيح، أو المقاعد، أو البطانيات.
تابعي المزيد: أفكار مبتكرة لاستخدام الزجاج في الديكورات
ألوان جريئة
السرّ بتجميع العناصر المختلفة معاً، باستخدام ألوان زاهية ونابضة بالحياة، وخلق تباين متماسك مع عدد قليل من الكماليات
هناك عودة لافتة للألوان القوية المعتمدة في الطلاء وأقمشة الأثاث والستائر، وهي تحلّ محلّ الألوان المحايدة التي سيطرت على عالم التصميم الداخلي خلال السنوات العديدة الماضية. وقد ألهمت عناصر الطبيعة الملوّنة ألوان الستينيات والسبعينيات، مثل الأفوكادو الأخضر، والبرتقالي المحترق. لاستخدام هذه الألوان الطبيعية في الديكور المعاصر اليوم، هناك العديد من الخيارات. على سبيل المثال، إذا كان الديكور الحالي مستوحى من المنازل الحجرية، أو ذا لمسات خشبية رائجة بقوة راهناً، فإن اللون الأخضر الغني، والأحمر الدافئ من الخمسينيات، سوف يقترن بشكل رائع، بالحجر الطبيعي والخشب.
مزج القديم بالجديد
تعود اليوم اتجاهات التصميم القديمة، ولكن ليس بالطريقة نفسها التي استخدمت بها قبل 50 عاماً. وتقترن هذه الأنماط القديمة بالتصميم الحديث بطريقة تخلق مظهراً جديداً تماماً. في هذا السياق، تساعد الأقمشة والحواف الناعمة على خلق مساحة ترحيبية في أي غرفة في منزلك، بينما تكمل الألوان والمواد الطبيعية هذا المظهر. إن المفتاح لكي يصبح الديكور العتيق معاصراً، هو بمزج القديم بالجديد، وهو اتجاه شاهدناه لدى فندي Fendi، الأبرز بين العلامات التي أدخلت اللمسات القديمة مع الديكورات المعاصرة، سواء من خلال مزج الأقمشة، أو تصاميم الأثاث القديم مع قطع تزيينية وفنية معاصرة جداً. فالكثير من العناصر العتيقة في غرفة واحدة، سيمنح الشعور بأننا عدنا مباشرة إلى عام 1950.
إن مفتاح الشكل المعاصر للديكور العتيق لا يتمثل في التطرّف، بل تهدئة الاتجاه، من خلال إدخال مزيد من القطع أو التصاميم المعاصرة.
للذين يرغبون بإضافة لمسات من الماضي بشكل غير أساسي، يمكن الاعتماد على إكسسوارات هيرميس Hermès المنزلية، مثل الطاولة ذات الدواليب الخشبية، أو الفاصل الخشبي المزيّن بنقوش من الستينيات.
في هذا الموضوع، يقول مهندس الديكور اللبناني جو شكر: «هذه العودة ليست جديدة كلياً، فقد بدأنا بالاستعانة بلمسات «الفينتاج» منذ عام 2015، وذلك بإدخال لمسات من القديم ودمجها مع الحديث»، ويضيف: «كل منا يمتلك قطع إكسسوار أو أثاث قد ورثها من عائلته، ويرغب بوضعها بصورة جديدة في منزله. هنا يمكننا التلاعب بتجديد القماش، أو تغيير لون الخشب، أو ألوان المواد التي صنعت منها القطع».
تابعي المزيد: الخشب مادة مرغوبة في الديكورات الفخمة العصرية
خلق الراحة العاطفية
لآلاف السنين، تم استخدام اتجاهات التصميم الداخلي كمساعدات جمالية في محاولاتنا لإيجاد نوع من السلام الداخلي: لنأخذ على سبيل المثال، الفن الصيني القديم المسمّى فنغ شوي، حيث يتوافق الوضع المكاني مع تدفق الطاقة؛ أو الستايل الروماني القديم باستخدام الألوان الأرضية والأنماط الهندسية لتقليد تناغم الطبيعة. هناك المزيد والمزيد من الأبحاث التي تُظهر التأثير المباشر للمنازل، ليس فقط على المزاج، ولكن على الصحة العامة والرفاهية. فهل من الغريب أنه في عام 2022 –أي العام الثالث على اندلاع جائحة كورونا العالمية – أن يكون التركيز في اتجاهات التصميم الداخلي مرّة أخرى، على إشعارنا بالراحة العاطفية؟
في هذه الفترة، اضطرّ العالم كله إلى الإبطاء وقضاء بعض الوقت في المنازل - وهذا ما قاد إلى رغبة قوية في إنشاء مساحة تعكس بصرياً وعاطفياً ما نشعر به. وفي الآونة الأخيرة، بات المصمّمون يولون اهتماماً وثيقاً لكيفية قدرة التصميم على توليد الطاقة. القطع العتيقة، والمعاد استخدامها، كلها لها دورها في خلق الراحة في المنازل. السرّ هو تجميع العناصر المختلفة معاً، باستخدام ألوان زاهية ونابضة بالحياة، وخلق تباين متماسك مع عدد قليل من الكماليات، مثل الأقمشة الغنية والإضاءة المذهلة بلمسة عصرية، كما رأينا في إصدارات ديور Dior من الأثاث لعام 2022.
لمسات من الماضي
روح «الفينتاج» هي بطلة الرواية في الكثير من صيحات الديكور لهذا العام. فهي تتمتع بالقدرة على التأثير المريح، ويجلب مظهرها ملمساً ودفئاً إلى كل مكان، وبصرف النظر عن نزعتها الزخرفية، فإن هذه القطع القديمة النادرة ستعيد الفخامة إلى المنزل بشكل أنيق. من خلال إعادة توظيف القديم في ديكورات منزلنا الحديثة، فإننا نضيف إحساساً غنياً بالتاريخ. على سبيل المثال، يقول شكر: «إذا كنا نمتلك إطار لوحة فينتاج مذهلاً، بوسعنا استبدال اللوحة بأخرى وإبقاء الإطار»، ومثال آخر بالوسائد، حيث «بوسعنا إضافة وسائد ذات رسوم وزخرفات فينتاج مع كرسي ذي تصميم عصري حديث». فكرة خلاقة منحنا إياها مهندس الديكور اللبناني هي بدمج طاولة سفرة حديثة مع كراسٍ قديمة الطراز، بحيث يكون كلّ كرسي مختلفاً عن الآخر، للحصول على طابع جذاب غير تقليدي حديث مع نفحة فينتاج خلاقة، أو حتى إضافة ثريا مميزة من وحي الخمسينيات.
هذه الحيل الرئيسة مثالية لإنجاح الديكور العتيق، للحصول على المظهر المناسب من موضة ديكورات 2022 «الفينتاج». ويشهد عالم الديكور طلباً متزايداً على ورق الحائط والأقمشة ذات التصميم القديم، حيث يتطلع الناس اليوم إلى إضافة الطابع والدفء إلى مساحات معيشتهم. بهذا الصدد، يقول شكر: «لا يسعنا القول إن ورق الحائط موضة جديدة عادت الى ديكورات المنازل، ولكننا نراه اليوم بنقوش أكبر وأكثر وضوحاً، كلّها مستوحاة من الماضي؛ فيما ألوان الطلاء انتقلت من سيطرة الألوان الهادئة إلى الميل نحو الألوان الزاهية».
تابعي المزيد: نصائح في الديكور لاختيار الوسائد للأريكة
