بعد كل ما مرّ على العالم خلال جائحة كورونا، اكتسبت العودة إلى المدارس معنى جديداً، فمدارس ما بعد جائحة كورونا ليست كسابقتها، حيث تحتم بعد انتشار الفيروس الموازنة بين الاحتياجات التعليمية والاجتماعية والعاطفية للطلاب، وضرورة مراعاة صحتهم وسلامتهم من خلال تلقي لقاح كورونا بجرعاته المعززة والمُوصى بها من وزارة الصحة، وذلك لأنه البوابة الآمنة الرئيسة للعودة الحضورية للطلاب في المدارس وممارسة جميع الأنشطة التي اعتادوا ممارستها قبل الجائحة. للتعرف أكثر إلى أهمية اللقاح وفعاليته، ونسبة إقبال الآباء على إعطائه لأبنائهم، تواصلت «سيدتي» مع الدكتور فيصل عمر منشاوي، أستاذ المناعة المساعد، كليه العلوم الطبية، جامعة أم القرى وعادت بالآتي:
أهمية الحصول على اللقاح
يقول الدكتور فيصل منشاوي لـ «سيدتي»: «لا شك بأن الحصول على لقاح كورونا للطلاب أمر مهم جداً للحد من انتشار الفيروس في المجتمع التعليمي، فمن المتعارف عليه بأن حدة المرض المصاحب للفيروس لهذه الفئة من المجتمع غير خطرة، ولكن هذا لا يعني أن المرض غير خطير، فمنذ أن بدأ الوباء وحسب مقالة نشرت في المجلة العلمية (Nature) أفادت بأن أكثر من 440 طفلاً تراوحت أعمارهم بين 4 أعوام وأقل، توفوا بسبب المرض في الولايات المتحدة الأمريكية، وتم نقل الآلاف منهم إلى المستشفى. أضف إلى ذلك أن إصابة الأطفال يتمحور فيروس كورونا «أوميكرون» أخطر بخمسة أضعاف عما كان عليه خلال نسخته الأولى».
ويضيف: «الآن وفي الآونة الأخيرة تمت الموافقة من قبل وزارة الصحة السعودية على تطعيم الأطفال بعمر 5 إلى 12 سنة، بعد ثبوت فعالية اللقاح لهذه الفئة العمرية للحد من انتشار الفيروس، وعليه فإن الفائدة المرجوة من أخذ لقاح كورونا لهذه الفئة هو الحرص على عدم انتقال الفيروس بين مختلف فئات المجتمع ما يعزز المناعة المجتمعية، والحد من انتشار الفيروس للفئة الأكثر عرضه للمرض من الاطفال أو البالغين، فقد بات معروفاً بأن فيروس كورونا المستجد سريع التحور ومن الصعب التنبؤ بمدى خطورة هذه التحويرات مستقبلاً».
تابعي المزيد: دراسة تكشف: فعالية الجرعة الثالثة من هذا اللقاح تنخفض بعد 6 أشهر
نسبة القبول والتردد
الدكتور فيصل منشاوي: الأسباب الأكثر شيوعاً للتردد في تطعيم الأطفال بلقاح كورونا ضعف الوعي عند الآباء حول فعالية اللقاح على أبنائهم
وبسؤاله عن نسبة إقبال الآباء على إعطاء أبنائهم لقاح كورونا، ونسبة الذين يترددون أو يرفضون القيام بذلك أجاب: «حسب الدراسة المجتمعية التي قام بها فريقنا البحثي بإشراف الدكتور محمد سمنودي أستاذ الأمراض المعدية المساعد بجامعة أم القرى، في عام 2021 أن نسبة كبيرة من الآباء تُقدر بـ 64٪ يحرصون على تطعيم أطفالهم ضد فيروس كورونا المستجد. أما الأسباب الأكثر شيوعاً للتردد فيي تطعيم الأطفال بلقاح كورونا فهي؛ ضعف الوعي عند الآباء حول فعالية اللقاح على الأطفال، والخوف من الآثار الجانبية الشائعة للقاح.
وبعد أن تمت الموافقة من قبل وزاره الصحة السعودية على تطعيم الأطفال قام فريقنا البحثي تحت إشراف الدكتور حسان الوافي، أستاذ الوبائيات والعلاجيات السريرية المساعد بجامعة أم القرى بدراسة الآثار الجانبية للقاح كورونا على الأطفال من سن 5 إلى 12 سنة، وخلصت الدراسة إلى أن الآثار الجانبية للقاح على الأطفال طفيفة ومقبولة ومثل تلك الموصوفة سابقاً في التجارب السريرية. وعليه فإن نشر هذه البيانات قد يزيد من الوعي وتشجع المجتمع على أهمية تلقي لقاح كورنا للأطفال وخاصة قبيل العودة للمدارس، وذلك لحماية من يعيش في مجموعة عالية الخطورة؛ كالذين يعانون من ظروف صحية مثل ارتفاع ضغط الدم أو السكري أو أمراض القلب والأوعية الدموية، إضافة لأصحاب أمراض الجهاز التنفسي المزمنة وضعف جهاز المناعة».
تابعي المزيد: دراستان تؤكدان أن فعالية الجرعة المعززة للقاح كورونا تتضاءل بعد أشهر
نصائح صحية قبل الدراسة
ولعودة دراسية آمنة وصحية ينصح الدكتور منشاوي بعد أن تمنى عاماً دراسياً حافلاً بالنجاح لجميع الطلبة والطالبات، بأخذ الجرعات اللازمة من التطعيمات الموصي بها من قبل وزارة الصحة السعودية، الحرص على غسل اليدين بانتظام الأمر الذي يحد من انتشار الفيروس، التأكد من اجراء التحليل المنزلي أو المسحة في حال ظهور أي أعراض كورونا، كما أوصى بتخصيص وحدة صحية في المدارس لمتابعة الطلبة والكادر التعليمي وفرصة الحصول على الفحص السريع لفيروس كوفيد-19. مؤكداً بأن هذا الأمر يتماشى مع الخطة الاستراتيجية التي وضعتها وزارة التعليم والتي تقتضي بإيجاد ممرضة أو ممرض في كل مدرسة في السعودية.
تابعي المزيد: نصائح لدعم صحة طفلك قبل عودته إلى المدرسة