المعتاد أن معظم الأطفال يطورون ارتباطاتهم العاطفية وتعلقهم بوالديهم في سن مبكرة.. والطفل جنين في بطن أمه..ثم يُدعم هذا الارتباط من جانب الأم بعملية الرضاعة الطبيعية ..وهذا الارتباط الذي يتمتع به الطفل ويستمر معه، عادة له تأثير كبير على تطوره ورفاهيته مدى الحياة...وإذا حدث اضطراب في التعلق فالأمر يصبح مشكلة وخطراً يحدق بالطفل..ولا يلتفت إليه. عن مظاهر هذا الاضطراب وأسبابه وطرق علاجه..يدور التقرير. واللقاء وأستاذة طب النفس الدكتورة فاطمة الشناوي للشرح والتفصيل.
1-معنى اضطراب التعلق الانفعالي
-
نجد هذا الطفل المضطرب في تعلقه يتجه بعاطفته اتجاهاً خاطئاً، فيتعلق تعلقاً شديداً بغرباء ويبتعد عن الآباء والأقرباء.
-
إذا توافرت إمكانية تلبية جميع احتياجات الطفل وشعر بالحب والتقدير، يصبح لديه (ارتباط آمن).
-
بينما الأطفال الذين لا تجري تلبية احتياجاتهم باستمرار، يصبح لديهم ارتباط غير آمن بذويهم.
-
ويحدث مرض اضطراب التعلق عندما يصبح تعلق الطفل غير الآمن شديداً جداً، وخاصة لدى الأسر المفككة، أو حالة غياب أحد الوالدين .
-
أو مع هؤلاء الأطفال الذين تعرضوا لإساءة مبكرة... ويجري تشخيصه بظهور أعراض كبيرة لضعف التعلق لدى الطفل.
2-أسباب اضطرابات التعلق
- قد يكون السبب عضوياً ..لعلة في العقل أو السمع أو البصر أو غيره.
- عدم مراعاة حاجات الإبن الجسمية من تغذية وراحة، والنفسية من حب وحنان.
- إصابة الأم أو الأب بحالة اكتئاب شديدة.
- غياب أحد الوالدين عن الأبناء ..غياب شبه دائم.
- ضعف شخصية الإبن، وسرعة تأثره وانقياده.
- تعرّفي إلى المزيد: تلعثم الطفل: علاماته، أسبابه، أنواعه، طرق علاجه
3- مظاهر اضطرابات التعلق
- تجنب الطفل الاتصال بالعين والنظرات المباشرة أو اللمس الجسدي.
- التبلد وعدم الاستجابة المناسبة لما يدور حوله، فلا يظهر عليه خوف أو فرح أو انتباه.
- الأطفال الذين يعانون من ارتباطات ضعيفة، لا يمتلكون مهارات اجتماعية، و يجدون صعوبة في الحصول على علاقات مناسبة.
- ولا يعرفون كيف يمكن أن يُظهر العناق العاطفة، كما أنهم لم يتعلموا أن البكاء يساعدهم في تحقيق مطالبهم.
- وربما قد يكون بعض الأطفال قد تعلموا الخوف .. بسبب تجارب اعتداء جسدي سابق -ضرب أو عقاب بقسوة- .
- يتعلم الطفل أنه لا فائدة من إظهار المشاعر؛ لأنه لا أحد سيساعده، لذلك في كثير من الأحيان يبدو بارداً أو بعيداً.
- لهذا نجد أن بعض هؤلاء الأطفال قد يصبحون قريبين بشكل غير لائق من الغرباء، أو الأشخاص الذين التقوا بهم للتو.
8-نوبات غضب
- قد تكون نوبات الغضب والعدوان الجسدي على الأخوة أو الأصدقاء..علامات على اضطراب التعلق، وكذلك البكاء المفرط.
- وربما يتعلم الأطفال الذين يعانون من اضطراب التعلق، أنهم لن يحصلوا على احتياجاتهم إلا إذا جعلوا أنفسهم مركز الاهتمام.
- تعرّفي إلى المزيد: كيف يعبر الطفل عن مشاعره؟
9-قلة التعاطف
- من العلامات الأخرى التي يمكن أن تشير إلى اضطراب التعلق.. النقص في التعاطف..والتي تعد أحد متطلبات «مستوى التفكير الأعلى».
- و التي لا تأتي إلا مع الشخصية السوية والانفعالات المعتدلة، وحالة النمو الجيد للدماغ.
طرق لمساعدة الأطفال المصابين باضطرابات التعلق
- لابد من إدراك أن دعم الطفل المصاب باضطرابات التعلق مشكلة كبيرة؛ لأن الضرر الناجم عن تلك السنوات المبكرة، له آثار عميقة وطويلة الأمد على شخصية الطفل.
- الهدف من الدعم ..هو محاولة تعريض الطفل لتجارب إيجابية قد فاتته في سنواته الأولى.. والتركيز على السلوك الإيجابي.
- ولن يتعلم الأطفال كيفية تعديل سلوكهم من خلال إلقاء المحاضرات أو إخبارهم بما لا يجب عليهم فعله... ولكن من خلال تجربتهم لفعل شيء ما بنجاح، سعوا إلى القيام به.
- ولابد من التحذير..بأن إرسال طفل مصاب باضطراب التعلق إلى غرفته كنوع من العقاب.. أو إشارة لرفض تصرفاته،أو التعليق كثيراً على خطوة سيئة قام بها، قد تثير مشاعر العزلة والرفض لدى الطفل بشكل أكبر.
- وبدلاً من ذلك، على الآباء منح الطفل كثيراً من الفرص للاختلاط مع الأطفال الآخرين، ما يساعده على تطوير مهاراته الاجتماعية وبناء مستويات التعاطف لديه.
- تعرّفي إلى المزيد: كيف تشرحين لطفلك أهمية الثقة بنفسه؟
خطوات أخرى-نفسية- من أجل العلاج
- ضرورة التوازن في معاملة الإبن بين الحنان والحزم.
- الحوار مع الإبن حول الحب الراقي النظيف..لله وللوالدين والأقرباء وزملاء الدراسة والنادي.
- الحديث المباشر وغير المباشر مع الطفل عن قوة الشخصية، وضرورة أن يعمل عقله في كل رأي يقدم عليه.
- إخباره بذكاء..بأن على الإنسان ألا يتعلق بأحد من البشر تعلقاً يلغي ذاته، ويجعله ييأس أو يضيع إذا فقده أو ابتعد عنه.
- وإذا حدث وتعلق الطفل بأي أحد تعلقاً كبيراً، فينبغي عدم تركه وقتاً طويلاً عنه أو معه، وخلعه منه بشكل تدريجي.
- محاولة شغل الطفل بألعاب وأصحاب جدد يتناسبون وعمره وهواياته، حتى يصل الأمر إلى مرحلة التعلق الطبيعي.
- تحبيب الإبن في بيته وأسرته، بإضفاء جو من البهجة والسعادة، وتواجد الآباء في حياة أبنائهم وإعطائهم الفرصة للتعبير عن أنفسهم.
ملاحظة من"سيدتي نت": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.