الفرق بين الرؤية والرسالة

الرؤية والرسالة عبارة عن كلمات ملهمة ومحفزة يتم اختيارها من خلال مسئولي أي مؤسسة والأفراد المعنيين بحيث تكون واضحة ومحددة ومختصرة؛ لكي تحدد التوجه العام للمؤسسة ثم يتم من خلالها تحديد الأهداف. سيدتي التقت خبير التنمية البشرية سمير مسعود في حوار حول الرؤية والرسالة.
يقول مسعود لسيدتي: رؤية الإنسان لنفسه وقدراته تشكل حلقة الوصل مع رؤيته للحياة من حوله لتحديد أهدافه. ومحور رؤية الإنسان لنفسه يقوده بداية للتعرف على نفسه، يحدد مواضع قوتها وضعفها، يعلم نفسه ما تحتاجه لتحقيق أو السير في تحقيق الأهداف التي يراها.

• تعريف الرؤية والرسالة اصطلاحاً

الرؤية تندرج في مفهوم الانتقال لمكانة أفضل من الوضع القائم أو الحالي، فهي عبارة عن الأهداف البعيدة المرغوب في الوصول إليها خلال الفترات القادمة، وهي تمثل المستقبل الذي سيظهر عليه المشروع أو المؤسسة، لذا يشترك فيها جميع الأعضاء المعنيين؛ إذ هي بمثابة الطموحات المستقبلية.
أما الرسالة، فهي تمثل الغاية التي أُنشئ لأجلها المشروع أو الشركة، وفيها الأهداف التي تمثلها في الفترة الحالية، فهي الهوية الخاصة التي توضح طبيعة العمل والأنشطة في المدى القريب.

• أهمية الرؤية والرسالة معاً

لقد ذكرت الرؤية والرسالة في القرآن الكريم بالمعنى الذي نريده منها:
قال تعالى: "فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَكِن لاَّ تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ" الأعراف، وقال تعالى: "لقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِن شَاء اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُؤُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ" الفتح. صدق الله العظيم.
رغم وجود عدد من الفروق بين الرؤية والرسالة إلا أن وجودهما معاً له أهمية كبيرة:
- يعملان معاً على زيادة ثقة العاملين بها، مما يكون ذلك سبباً في حصول المؤسسة على السمعة الجيدة، كما أنها تعمل على جذب الاستثمار لها.
- يعملان أيضاً على تحديد طريق المؤسسة نحو أهدافها التي تسعى إلى تحقيقها سواء كان ذلك في القريب أو البعيد.
- يساعدان في وضوح المهمة المستقبلية التي سيقوم بها العاملون في المؤسسة، وكذلك ما يمكنهم أن يكتسبوه من مهارات والتي لها دور كبير في تطويرهم.
- كلاهما يساعد على ترسيخ الوضوح والثقة والصورة للمستفيدين والموظفين في المنظمة.

تابعي المزيد: ما هي رسالة "فيكتوريا بكهام" إلى ..نفسها عندما كانت شابة صغيرة؟

• الرؤية أولاً أم الرسالة

الرؤية والرسالة شطران للنجاح ولا وجود لإحداهما دون الأخرى، وصياغة الرسالة والرؤية سهلة وممكنة، أما تنفيذها فيتطلب التزاماً وولاء وتفانياً ومتابعة، وفي العادة الرّؤية أولاً فهي تأتي قبل الرّسالة، وهي صورة المستقبل البعيد، والرّسالة هي التي تصنع الطّريق لتحقيق الرّؤية بالتّوافق مع قيم المؤسسة.
وترتيب الرّؤية والرّسالة يعتمد على وضع المؤسسة وهما حالتان، فإذا كانت في بداية الطّريق أو كان لديها خطة أو برنامج لإعادة الهيكلة أو الإنشاء، تكون الرؤية أولاً لأنها تقود الرّسالة، وأغلب أجزاء الخطة الاستراتيجية تأتي الرّؤية ثانياً، وعندما يكون للمنظمة رسالة موجودة وتُريد إنشاء نشاط لهذه الرّسالة، وتكون هنا الرّسالة تقيّد الرّؤية والخطة الاستراتيجية .

• كيفية كتابة الرؤية والرسالة

تعد الرؤية طموحاً وحلماً تدفعه الرسالة وتساهم في الوصول إليه، وصياغة الرؤية والرسالة مهمة للغاية ولا يمكن تجاهلها لأصحاب المقترحات والخطط المستقبلية.

• أساسيات لابد من مراعاتها عند كتابة الرسالة

يقول مسعود: يجب أن تكون الرسالة مختصرة، دقيقة ومحددة، وأن تصاغ بكلمات واضحة وتكون مفهومة للجميع.
ولابد أن تعطي انطباعاً جيداً وتترك أثراً حماسياً وملهماً لقارئها أيضاً لابد أن تعكس الإستراتيجية الكبيرة للشركة، وتوضح كيفية تحقيق المهام التي تسعى الشركة لتحقيقها.

• أساسيات كتابة الرؤية بشكل صحيح

لابد من التفكير في بعض النقاط؛ لتكون الصياغة بشكل احترافي والإجابة عن بعض الأسئلة:
- هل سيختلف شكل مؤسستك عن الوقت الحالي وما الشكل الذي ترغب أن تكون عليه بعد خمس سنوات؟
- فكر في الخدمات والمنتجات التي تقدمها شركتك في الوقت الحالي والفئة التي قامت بالفعل بالشراء منك.
- تخطيطك وطموحك لشركتك هل يسير في الاتجاه الصحيح؟.
- عليك تحديد الأشياء التي تقف عقبة في طريق وصولك لاتجاهك الصحيح.
- هل اتجاه شركتك يسير وفقاً لما تقدمه لها من إمكانيات؟
- ما الاستراتيجية التي تتخذها شركتك؟

• طريقة كتابة الرؤية:

يجب أن تمتاز رؤيتك بالطموح، وأفضل طريقة لكتابة الرؤية هي تحقيق الوضوح والشفافية بحيث تجعل من يقرؤها يتصور ويتخيل شكل العمل داخل المؤسسة.
ولابد أن تكون رؤيتك لها نظرة مستقبلية واضحة، ويمكنك تحقيق ذلك من خلال كتابة نص يتفاعل معه العملاء، فعليك اختيار الكلمات بعناية شديدة واختيار الكلمات التي لا تحمل معنيين.

تابعي المزيد: كيف تبدئين كتابة رسالة؟