في محاولة لاكتشاف أسرار تكون الألماس، قام علماء من معهد " فيرنادسكي" الروسي للجيوكيمياء والكيمياء التحليلية باستكشاف طبقات في وشاح الأرض ينمو فيها الألماس.
ونفذ العلماء عدداً من التجارب باستخدام ضغط يصل إلى 6 جيجا باسكال، وهو ما يعادل عمق 200 كيلومتر تحت الأرض، حيث تم تشكيل معظم قطع الألماس.
ووفقاً لموقع (news.middleeast-24)، فإن معهد "فيرنادسكي" الروسي توصل إلى أن معظم قطع الألماس تشكلت على عمق 150-200 كلم عند ضغوط 5-7 جيجا باسكال، وفي مثل هذه الضغوط ومن أجل بلورة الألماس، هناك حاجة إلى محفّزات تساعد على تحويل الكربون إلى ألماس.
ويُزرع الألماس الاصطناعي في الصناعة عن طريق وضع الكربون في مصهورات معدنية تتكون من الحديد أو النيكل أو الكوبالت أو المنجنيز.
* ألماس ينمو في الطبيعة
وكان يُعتقد في تسعينيات القرن الماضي أن الألماس ينمو في الطبيعة أيضاً؛ عن طريق ذوبان المعدن، لكن في الآونة الأخيرة، عُثر على شوائب معدنية في بعض البلورات (على أعماق تزيد على 670 كلم).
وفي الوقت نفسه، تحتوي معظم قطع الألماس على شوائب أخرى، يختلف تركيبها من ألومينوسيليكات البوتاسيوم إلى كربونات قلوية هيدروكلوريك (كلوريد).
ونقل المكتب الصحفي للمعهد عن الموظف في مختبر الكيمياء الجيولوجية وغطاء الأرض، الدكتور أنطون شاتسكي، قوله: "توصلنا إلى استنتاج مفاده أن تبلور معظم الألماس الطبيعي حدث من الذوبان، وكانت مادته عبارة عن رواسب قارية وكربونات ومياه البحر. الأملاح التي نزلت في عباءة الأرض نتيجة لانغماس الصفائح المحيطية".
* ذوبان مكونات الألماس نتيجة الانحلال الجزئي
سبق للعلماء أن أثبتوا أن ذوبان ألومينوسيليكات البوتاسيوم والكربونات لا يختلط مع بعضهما البعض (مثل الزيت والماء) ويتشكلان نتيجة للانحلال الجزئي للرواسب التي تنحدر من القارات ذات الصفائح المحيطية إلى المحيطات وعباءة الأرض.
يتم إثراء الرواسب والذوبان المتكون نتيجة التسخين والذوبان بملح البحر (الكلوريدات) بدرجات متفاوتة. قال شاتسكي، في دراسته، إن العلماء أظهروا تجريبياً أن ذوبان الملح هو سلائف منخفضة الحرارة أو مشتقات من قابلية ذوبان الكربونات. تشير تجاربهم إلى أنه يمكن تكوين ذوبان الملح أثناء تقليل ذوبان الكربونات المحتوية على الكلور بالحديد المعدني. نتيجة لذلك، يتم إطلاق الكربون الحر من الكربونات ويتبلور الألماس. وقال شاتسكي في دراسته إن العلماء أظهروا بشكل تجريبي أن مصهورات الملح عبارة عن سلائف منخفضة الحرارة أو مشتقات من ذوبان الكربوناتيت.
وتدل التجارب، التي أجريت مؤخراً، على أنه يمكن تكوين مصهورات الملح أثناء اختزال ذوبان الكربونات المحتوية على الكلور مع الحديد المعدني، ونتيجة لذلك يتم إطلاق الكربون الحر من الكربونات وتبلور الألماس.
