تحت عنوان «ذات مصر المعاصرة» بقاعات قصر الفنون، بأرض دار الأوبرا المصرية،كانت فعاليات الدورة الـ43 للمعرض العام للفنون التشكيلية التي تستمر لمدة شهر، والتي افتتحتها الدكتورة نيفين الكيلاني، وزيرة الثقافة المصرية، يرافقها الدكتور خالد سرور رئيس قطاع الفنون التشكيلية، وسط جموع الفنانين والمبدعين والنقاد ومتذوقي الفن من مختلف الأجيال. وفى حضور د. أحمد صقر القوميسير العام لهذه الدورة، وداليا مصطفى رئيس الإدارة المركزية لمراكز الفنون، ومحمد إبراهيم مدير قصر الفنون، وأعضاء لجنة الفرز، و د. مدحت نصر «رئيس اللجنة» - وعضوية كل من: «د. حمدي أبو المعاطي – د. هويدة السباعي – د. عادل هارون – صلاح بيصار – د. طارق زبادي»، ومنار تقي الدين أمين اللجنة. وبمشاركة 332 فناناً بعدد أعمال 452 عملاً فنياً، تمثل كل المجالات والاتجاهات الفنية، في مجالات «التصوير، والنحت، والرسم، والخزف، والغرافيك، والكمبيو غرافيك، والتصوير الجداري، والتصوير الضوئي، والتجهيز في الفراغ والبيرفورمانس».
قالت الدكتورة نيفين الكيلاني: إن المعرض العام يُعد واحداً من أهم الملتقيات الفنية والتراثية الزاخرة بمجموعة رائعة من الأعمال الفنية التي تجسد هويتنا الحضارية. أكد خالد سرور، رئيس قطاع الفنون التشكيلية، أن المعرض العام يمثل أحد المحاور الرئيسة للتعبير عن عمق وثراء الحركة التشكيلية المصرية، ويُجسد قدرة الفنان المصري بإبداعاته المتنوعة، في خلق حالة من التواصل الحضاري البناء بين عراقة الماضي وطموحات المستقبل، كما دعا الجمهور المصري للاستمتاع بهذه الأعمال الراقية التي تؤصل لقيمة الفنون في تشكيل الوجدان. إن المعرض العام هو رئة الفنانين ويقدم لنا كل عام تجارب رصينة لأجيال مختلفة في مجالات الفن التشكيلي سواء النحت أو التصوير أو الغرافيك أو الخزف، عكس ما نراه فى صالون الشباب الذي يقدم لنا تجارب أقرب للحداثة. والحقيقة أننا نحرص كل عام على اختيار تيمة للمعرض يستطيع الفنان من خلالها أن ينطلق بإبداعه لأبعد مدى، باختصار تيمة تحرك مشاعره تجاه بلده، ولا تقيده وتجعل حيز إبداعه ضيقاً، ويكفي أنه بحمد الله لم يتوقف المعرض العام أو صالون الشباب منذ انطلاقهما، إلا نادراً جداً ولظروف خاصة؛ فقد كنا حريصين تماماً على استمرار الفعاليتين لأهميتهما في الوسط التشكيلي وعند جموع الفنانين.
* النقاد يشيدون
وقدأبدى د. أشرف رضا الأستاذ بكلية الفنون الجميلة إعجابه بالتنظيم العام للمعرض قائلاً: هذه الدورة تمتاز بكثرة عدد العارضين وتنوع الأعمال في مجالات النحت والتصوير والغرافيك، وهذا خلق حالة من التناغم رغم ضيق مكان العرض. وقد أثنى د. محمد غالب أستاذ الرسوم بكلية الفنون الجميلة على الأعمال المقدمة للمعرض وقال إن بها ثراءً وتنوعاً فى أساليب الفنانين ومدارسهم في النحت والخزف وباقي المجالات، وهذا يعكس صعوبة الفرز الذي قابلته اللجنة المختصة والقوميسير العام وتكرم هذه الدورة المرتقبة 6 فنانين راحلين ممن تركوا بصمة فنية واضحة ومميزة في الحركة التشكيلية المصرية، وذلك بعرض نماذج من أعمالهم وهم: الفنانة الراحلة جاذبية سري 1925 - 2021، الفنان أحمد نبيل سليمان 1937 - 2022، الفنان محمد سالم 1940 - 2022، الفنان يحيى عبده 1950 - 2021، الفنان محمد الطراوي 1956 - 2022، الفنان أشرف الحادي 1968 - 2020.
* دورات المعرض منذ تأسيسه
يُذكر أن انطلاق المعرض العام في دورته التأسيسية الأولى عام 1969 برعاية د. ثروت عكاشة وزير الثقافة، وتوصية من مؤتمر الفنون التشكيلية الذي انعقد في إبريل 1967، ونظم تلك الدورة الإدارة العامة للمساعدات والخدمات الثقافية برئاسة النحات عبد الحميد حمدي. واحتفظ المعرض باسمه الحالي «المعرض العام» منذ دورته الأولى عام 1969وحتى الدورة 21 عام 1990وكان يُقام سنوياً، ثم تغير اسمه إلى «المعرض القومي للفنون التشكيلية» بداية من الدورة 22 عام 1991. وحتى الدورة 29 عام 2005، وكان يُقام كل عامين في هذه الفترة، ثم تغير اسمه إلى « مهرجان الإبداع التشكيلي» من الدورة 30 عام 2007، وحتى الدورة 33 عام 2010 وأُقيم سنوياً، ثم عاد إلى اسمه الأول «المعرض العام» بداية من الدورة 34 عام 2012 وحتى الدورة الحالية. ومنذ انطلاق المعرض العام نجده يرصد لنا إبداعات أجيال متتالية ويحكى لنا كل عام قصصاً وحوارات تشكيلية مختلفة. فهذا الحدث عبر تاريخه الطويل استطاع أن يفرض نفسه على الساحة كأهم حدث فني يستطيع الناقد من خلاله تقييم المشهد التشكيلي لعام مضى أو عامين.