الغيرة مريرة، وقد تدمر نفسية صاحبها، هذا ما تعودنا على سماعه، ولكنها عند الأطفال يمكن علاجها بطرق بسيطة، ويمكن احتواء الطفل الغيور بمساعدة الأم وبناء على أسس علمية ونفسية، فدور الأم يكون كبيراً في علاج وتقليل الغيرة بين الأبناء، وقد تكون هي السبب في وجود الغيرة بين الأبناء دون أن تشعر، ولذلك فيجب أن تتعرف إلى دورها في تقليل الغيرة بين الأبناء من خلال لقاء "سيدتي وطفلك"، وفي حديث خاص بها بالاختصاصية النفسية رولا ماجد "أستاذة علم نفس تربوي"؛ حيث أشارت لدور الأم في تقليل الغيرة بين الأبناء كالآتي.
تعريف شعور الغيرة
- هي شعور بالنقص، أو شعور بأن الآخر هو أفضل منك.
- والغيرة هي مشاعر الرفض بأن يحصل شخص آخر على الاهتمام من الآخرين غيرك.
- ويولد ذلك الشعور مشاعر سلبية، وقد يولد الكراهية والتقوقع.
- وينتج عن شعور الغيرة عند الإنسان مشاعر أخرى أكبر وأكثر ضرراً ما لم يتم السيطرة عليها.
أسباب الغيرة بين الأبناء
- من أسباب الغيرة بين الأبناء الغيرة من المولود الجديد وشعور الطفل الأول بأنه لم يعد هو محور الاهتمام في العائلة.
- شعور الطفل بالنقص يؤدي لشعور الغيرة مثل شعوره بأنه أقل من أقرانه من حيث جمال المنظر والملبس.
- سوء معاملة الوالدين للطفل، وقسوتهم معه مقارنة بآباء آخرين.
- بخل الأسرة على الأبناء يولد لديهم الشعور بالغيرة.
- أنانية الطفل، وبقاء الطفل مدة طويلة وحيداً.
- عدم مدح الطفل والثناء عليه، مقابل مدح باقي الأبناء والأصدقاء أمامه.
- المفاضلة بين الأبناء؛ فبعض الأسر تُفَضِّل الذكور على الإناث، أو عندما يُفَضّل الصغير على الكبير، وهكذا تنمو الغيرة بين الأبناء التي يصعب علاجها.
أعراض الغيرة بين الأبناء
- في حال الغيرة من المولود الجديد تلاحظ الأم أن الابن الأكبر يطلب أن يرضع من زجاجة رضاعة المولود، كما أنه ينام في سرير الرضيع الجديد أو فوقه.
- ويعود الابن الأكبر لكي يتبول في ملابسه.
- ومن علامات الغيرة من المولود الجديد أن يصر الابن الأكبر على أن تحمله أمه، فيرفض المشي أو يدعي المرض.
- كما أنه يضرب المولود أو يقرصه.
- يحاول الابن الأكبر إطعام المولود بنفسه.
- ومن علامات الغيرة من المولود الجديد أن تزداد نوبات الغضب عند الابن الأكبر، ويصبح مزعجاً ويسبب الضوضاء.
- أما عن أعراض الغيرة بين الأبناء المتقاربي الأعمار فهي تشمل عدة أعراض، منها الضرب والشجار المستمر.
- والغيرة بين الأبناء المتقاربي الأعمار من أعراضها أيضاً سرقة الأشياء الخاصة بالأشقاء وتدميرها، أو التخلص منها أو تخبئتها عن الأعين.
- ويظهر الأبناء المتقاربو الأعمار الامتعاض من المديح للإخوة الآخرين.
- والتقليل من قيمة الأخ أمام الناس، وفضح أسراره مثل أنه يتبول في الليل.
- ومن علامات الغيرة من الأخ الذي يقارب أخاه في العمر نعته بالشتائم والألفاظ السيئة.
- وكذلك اتهامه بأمور قد قام بها كذباً أمام الوالدين.
- وفي بعض الأحيان يميل الطفل الغيور إلى الوحدة والانطواء، ويشعر بفقدان الشهية.
دور الأم في تقليل الغيرة بين الأبناء
- في حال الغيرة من المولود الجديد على الأم أن تقوم بعدة خطوات، فيجب أن تخبر الابن الأكبر أن المولود الجديد يكون ضعيفاً، ويجب أن يكون سنداً له ويساعده، ومن هذه الخطوات تقديم الهدايا للابن الكبير على أنها من الابن الجديد.
- وكذلك مدح الابن الكبير باستمرار.
- وفي حال الغيرة من المولود فيجب احتواء الابن الأكبر وتدليله.
- ويجب عدم عزل الابن الأكبر عن أمه أو إرساله لقضاء بعض الأيام في بيت الجدة مع قدوم المولود الجديد.
- وفي حال الغيرة بين الأبناء المتقاربي الأعمار، فعلى الأم أن تعرف أن الغيرة بين الإخوة تكون طبيعية في سن الطفولة، ويجب التعامل معها بحكمة.
- ويجب على الوالدين أن يتصرفا بهدوء في حال ظهرت أعراض غيرة بين الأبناء.
- ويجب أن تعمل الأم على تعزيز العلاقة بين الإخوة؛ لأنها سوف تستمر مدى الحياة.
- وعلى الأم تخصيص وقت مناسب لكل طفل على حدة؛ لكي يحصل على التدليل، وسماع ما يفكر به، وتوفير مساحة البوح الخاصة به.
- ويجب على الام ألا تغفل دور الأب وتقوم بإشراكه في أنشطة منزلية يولي من خلالها اهتماماً بالأبناء جميعاً دون تمييز.
- وعلى الأم أن تعلم الأبناء أن يشعروا بالاشتياق لبعضهم البعض، فحين يذهب الكبير إلى المدرسة ويبقى الصغير، فيجب أن تتحدث الأم عن الأعمال التي كان يقوم بها الكبير مثلاً.
- ويجب أن تذكر الصغير بأن الابن الأكبر كان يهتم به، ويعتني بطلباته في حال انشغال الأم فيشعر الصغير بالشوق للكبير.
- يجب على الأم ألا تعلن أن الذهاب للمدرسة يعني أن تشعر بالراحة من خناقات الأطفال المستمرة وغيرتهم من بعضهم البعض.
- ويجب أن تخبر الابن الأكبر بأنه حين يغيب عن البيت، فسوف يفتقده الجميع وبأن الآخرين لن يستأثروا بحب الأم في غيابه.
- وعلى الأم أن تحرص على عدم نسيان حصة الابن الغائب مما قد يتناوله باقي أفراد الأسرة، أو عند الذهاب للسوق برفقة أحد الصغار، فيجب أن تتذكر شراء نفس الأشياء للأبناء الذين تركتهم في البيت.
- الحرص على جو أسري تشيع فيه أجواء المحبة والتفاهم، وهذا الجو الذي تخلقه الأم يكون من أسباب الحد من الغيرة بين الأبناء.