شجرة عرحيب، دم العنقاء، دم التنين، شجرة جهنم، أو أرخبيل دم الأخوين، كلها أسماء لأغرب الأشجار الموجودة على سطح الأرض الموجودة في اليمن، وتتميز بشكلها الغريب، وصمغها الذي يشبه الدم البشري، والذي يستخدم في أغراض طبية وصنع الأعشاب التقليدية والبخور، وقد نسج حولها الكثير من الأساطير، وسوف نحكي هنا قصة شجرة اليمن الغريبة، التي ظهرت من أكثر منذ 50 مليون سنة، وفقاً لما أكده العلماء.
ووفقاً لموقع (foodtodayeg.) فقد أكد أطباء شعبيون يمنيون بأن "دم الأخوين" لا يوجد مثيل لها بأي مكان في العالم، مشيرين إلى أنها تحتوي فوائد طبية هائلة منها علاج التهابات وتقرحات الجلد، وبعض مشكلات الجهاز الهضمي وتقرحات المعدة، فضلاً عن استخدامها كمطهر للثة؛ كما أنها تدخل في الصناعة.
*ما هي شجرة دم الأخوين؟
في أرخبيل سقطرى الموجود على سواحل المحيط الهندي في اليمن، يوجد شجر فريدة من نوعها، والوحيدة في العالم والتي حصلت على أسماء عدة بسبب نسغها أو صمغها الذي يشبه الدم البشري الأحمر الكثيف، وهي شجرة معمرة دائمة الخضرة تشبه شكل المظلة.
توجد هذه الشجرة فوق المرتفعات الجبلية على جزيرة سقطرى، إذ يبلغ ارتفاع هذه الأشجار الفريدة بين 6 و9 أمتار، وفقاً الموقع الرسمي للمركز الوطني للمعلومات في اليمن.
يشار إلى أن جزيرة سقطرى هي أكبر جزر الأرخبيل الذي يحمل الاسم نفسه ويتألف من أربع جزر وجزيرتين صخريتين صغيرتين. ويسكنها نحو 50 ألف نسمة.
فيما أدرج أرخبيل سقطرى على لائحة منظّمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "يونسكو" منذ 2008 نظراً لكونه "موقعا استثنائيا من حيث التنوع الكبير في نباتاته ونسبة الأنواع المستوطنة" فيه.
فمن بين 825 نوعًا من النباتات تم تحديدها في الأرخبيل، يُعتبر أكثر من ثلثها فريدا، وفقاً للمنظمة الأممية. وتعدّ شجرة "دم التنين" التي تمتلك فوائد طبية، أكثرها تميّزاً.
ويقوم أهالي الجزيرة بعمل شقوق في ساق الشجرة لتسيل منها مادة لزجة حمراء اللون تترك حتى تجف ثم تجمع، وهي من أهم الصادرات الرئيسية للجزيرة وجزء من تجارة التوابل في المنطقة.
وبسبب رائحتها المميزة فهي تدخل في الكثير من الصناعات البدائية في الجزيرة، وتعد من النباتات الطبية التي تستخدم كعلاج، كما أنها كانت تستخدم كصباغ، ودهان للجسم، كما صنع منها بعض أنواع البخور العطرية ذو الرائحة المميزة.
وتعد جزيرة سقطرى اليمنية إحدى أعظم كنوز اليمن في مجال التنوع البيولوجي، إذ تضم مجموعة مذهلة من الحياة النباتية والحيوانية.
*معجون الأسنان.
وقد ارتبطت تلك الشجرة باسمها هذا، نظراً للسائل الدموي الأحمر الذي يخرج منها. فعند خدش لحائها الناعم، تنزف سائلاً كالدم الأحمر، اسمه العلمي وهو" راتينج كبريتيد الزئبقيك". في حين يطلق البعض عليها أيضا اسم "دم التنين".
وكان أمراء اليمن والعرب وأباطرة الصين يستخدمونه قديماً لصبغ ثيابهم وأوانيهم، وفقاً لكتاب "اليمن في *المصادر القديمة اليونانية والرومانية"
إلى ذلك، فإن السكان المحليون في جزيرة سقطرى، يستخدمون هذا السائل كعلاج في التئام الجروح والإسهال وأمراض الدوسنتاريا، وكخافض للحمى، وتبييض الأسنان، كما يؤخذ أيضاً لتقرحات الفم والحلق والأمعاء والمعدة.
وبالعودة إلى التسمية التاريخية لتلك الشجرة (دم الأخوين)، فإنها تعود إلى القصة القديمة المتداولة شعبياً في الأديان السماوية الثلاثة، والتي تتناقلها الأجيال التاريخية في سقطرى، وهي تحكي قصة أول قطرة دم سفكت على الأرض، نتيجة اقتتال الأخوين قابيل وهابيل، وهما أول ابنين للنبي آدم وزوجته حواء.
حيث سال دم هابيل على الأرض، وشرب التراب دمه فنبتت منه شجرة دم الأخوين.