أصبح تحقيق التوازن بين الحياة الواقعية والافتراضية أمراً مهماً بشكل متزايد في عصرنا الرقمي، مع ظهور وسائل التواصل الاجتماعي والألعاب عبر الإنترنت والعمل عن بعد، من السهل أن تضيع في العالم الافتراضي ومع ذلك، فإن الحفاظ على توازن صحي بين الاثنين أمر بالغ الأهمية للرفاهية العامة.
فهم الحياة الواقعية والافتراضية

يعرض موقع gauthmath الفرق بين العالم الواقعي والعالم الافتراضي.
العالم الواقعي
يشير العالم الواقعي إلى وجودنا المادي وتفاعلاتنا، يتضمن ذلك قضاء الوقت مع العائلة والأصدقاء، والمشاركة في الأنشطة البدنية، والمشاركة في الأحداث المجتمعية، تجارب الحياة الواقعية ضرورية للصحة العاطفية والعقلية.
العالم الافتراضي
يشمل العالم الافتراضي أنشطتنا عبر الإنترنت، مثل مواقع التواصل الاجتماعي والألعاب والاجتماعات الافتراضية، بينما يوفر العالم الافتراضي الراحة والاتصال، إلا أنه يمكن أن يؤدي أيضاً إلى العزلة والإدمان إذا لم تتم إدارته بشكل صحيح.
يمكنك متابعة أهمية التواصل الإيجابي في حياة الشباب اليومية
استراتيجيات لتحقيق التوازن بين الحياة الواقعية والافتراضية
فرض حدود
ضع حدوداً واضحة بين حياتك الحقيقية والافتراضية، على سبيل المثال، حدد أوقاتاً محددة للتحقق من رسائل البريد الإلكتروني أو وسائل التواصل الاجتماعي، تجنب استخدام الأجهزة الإلكترونية أثناء الوجبات أو التجمعات العائلية.
إعطاء الأولوية للتفاعلات الواقعية
ابذل جهداً واعياً لتحديد أولويات التفاعلات وجهاً لوجه، خطط للنزهات المنتظمة مع الأصدقاء والعائلة، وانخرط في الأنشطة التي تتطلب الحضور الجسدي، مثل الرياضة أو الهوايات.
الحد من وقت الشاشة
راقب وقت الشاشة والحد منه، استخدم التطبيقات أو الميزات المضمنة على أجهزتك لتتبع الاستخدام وتعيين الحدود اليومية، هذا يساعد على منع قضاء الوقت الزائد في العالم الافتراضي.
إنشاء روتين متوازن
تطوير روتين يومي يتضمن أنشطة حقيقية وافتراضية، خصص وقتاً للعمل وممارسة الرياضة والتواصل الاجتماعي والاسترخاء، يضمن الجدول الزمني المتوازن عدم إهمال أي من جوانب حياتك.
ممارسة اليقظة
تتضمن اليقظة التواجد في الوقت الحالي والانخراط بشكل كامل في نشاطك الحالي، سواء كنت متصلاً بالإنترنت أو غير متصل بالإنترنت، مارس اليقظة الذهنية لتعزيز تجربتك الإجمالية وتقليل التوتر.
اطلب المساعدة المهنية
إذا وجدت صعوبة في تحقيق التوازن بين الحياة الواقعية والافتراضية، ففكر في طلب المساعدة من معالج أو مستشار، يمكنهم تقديم استراتيجيات ودعم لمساعدتك على تحقيق توازن صحي.
مختص يشرح الفرق بين العالم الافتراضي والواقعي

أمير بو حمدان مدرب تنمية وتطوير ذات يتحدث عن التوازن بين العالم الافتراضي والعالم الواقعي عند الأشخاص.
أول سبب يجب أن نذكره في هذا الموضوع هو بطبيعة الحال مواقع التواصل الاجتماعي والإنترنت، هذه العولمة التي يمكن أن نضعها بين هلالين، جعلت الناس يتبنون مفاهيم جديدة عن الأمور التي يرونها في الحياة، لم نعد نتعرف على الأشياء من أرض الواقع أو من تجارب ملموسة، بل نكوّنها من خلال التصوير على هذه المواقع، وغالباً ما يكون واهماً لأن الناس يظهرون على مواقع التواصل الاجتماعي الصورة التي يريدون إظهارها، وليس الصورة الحقيقية.
وبالتالي، أصبحت المفاهيم المتبعة من خلال مواقع التواصل تجعل من العالم الافتراضي واقعاً يعيشه الناس، وهذا الأمر يؤذي الأشخاص لأنه يؤدي إلى صدمات وشعور بالنقص والتقصير، لأننا عندما نرى أشياء معينة، نضع لها معايير ونتصرف على هذا الأساس، بينما في أرض الواقع النتيجة قد تكون مختلفة، مما يسبب صدمة خاصة عند الشباب ويؤثر عليهم سلباً.
لذلك، لمعالجة هذا الموضوع، يجب أن نتعامل بوعي، فمثلاً: عندما نبتعد قليلاً عن مواقع التواصل الاجتماعي، يجب أن نكون على يقين بأنها لا تعكس الواقع، بل بالعكس، جزء كبير منها وهمي.
علينا أن نحاول قدر الإمكان تعزيز التواصل الفعلي المباشر، أي أن نتواصل مع الأشخاص من حولنا، نكون موجودين في المجتمع، ننزل إلى الميدان، نتحدث مع الناس، نسمع من تجاربهم الحقيقية، إذا كان هناك موضوع معين نريد أن نفهمه، نفهمه من أشخاص مروا به فعلاً، لنرى الوجهين الإيجابي والسلبي، كل هذا سيساعدنا على استعادة التوازن بين العالم الافتراضي والعالم الواقعي.
قد يهمك الاطلاع على تنمية مهاراتك: كيفية إعداد نفسك للنجاح في سوق العمل في المستقبل؟
هناك مسألة ثانية تتعلق بالمعاني الموحدة التي تحصل بسبب مواضيع السوشيال ميديا، ولكن يمكن ذكرها بطريقة ثانية، وهي أن نكون على يقين أنّ كل هدف له عدة طرق للوصول إليه، علينا أن نعلم أننا قادرون على تحقيق أمور معيّنة من خلال الإيمان بالطرق الخاصة، وكل إنسان لديه طريقه، وأن يكون لدينا استعداد للتجارب الشخصية، حيث يكوّنها كل شخص بطريقة تشبهه، وأن يتعلّم منها، لإيجاد الطريق الأمثل.