معظم الأطفال يعتقدون أن المذاكرة وعمل الواجبات من أثقل الأعباء وأسوأ القيود، فتجدين الطفل وقت المذاكرة يمثل الشعور بالتعب، وبعد فترة يبدأ باختلاق الحجج، كالتظاهر بالجوع أو الرغبة بالنوم، أو حتى التحجّج بأنَّ عليه التزاماً آخر ليفعله! بينما لا يمانع في اللعب أو الجلوس لساعات أمام الشاشات.. دون الشعور بأي ملل! فما هي العوامل والأسباب التي تجعل الطفل يتهرَّب من المذاكرة؟ وكيف يمكن دفعه للتحصيل والدرس؟ اللقاء مع خبيرة التربية الدكتور ماجدة مصطفى، بكلية التربية، لوضع دليل للأم لإبطال حجج طفلها للهروب من المذاكرة.
1- أسباب تهرَّب الطفل من المذاكرة
- وجود الطفل في بيئة تفتقر للأمن والاستقرار، تشوبها العديد من المشكلات الأسريَّة والزوجيَّة.
- التدليل واللين الزائد في التعامل مع الطفل، ما يولد لديه الاتكاليَّة في إنجاز المهام المفروضة عليه.
- الضغوطات والنقد المستمر للطفل، تجعله يستخدم الهروب من المذاكرة كوسيلة عقاب لوالديه.
- التوقعات المرتفعة من المحيطين بالطفل، التي تفوق قدراته وتشكل عبئاً عليه في محاولته لتحقيقها.
- عدم حرص الأسرة على معرفة ما يواجهه الطفل في المدرسة من مشكلات دراسية، أو من قسوة المعلمين أو بعض الزملاء.
- انخفاض تقدير الطفل لذاته وإمكاناته المختلفة، وربما كان يعاني من بعض المشكلات الجسديَّة والإنمائية.
- تعرّفي إلى المزيد: نصائح لتنمية شخصية الطفل
2- أبرز حيل الأطفال للتهرب من المذاكرة
- التظاهر بالمرض، كالمعاناة من ألم المعدة أو الرأس.
- الرغبة في النوم.. التظاهر بالجوع.
- رفض مساعدة الأهل؛ بهدف عدم المذاكرة.
- اختلاق بعض الأمور التي يجب أن يقوم بها كترتيب غرفته.
- التظاهر بالمذاكرة على الكمبيوتر ليلعب الألعاب.
- تعرّفي إلى المزيد: 7 طرق تتغلبين بها على قلق ومخاوف طفلك
3- قواعد تدفع طفلك للمذاكرة
- ضرورة منح الطفل الأمن والحبَّ والشعور بجو أسري مستقر؛ بإيجاد الحلول للمشكلات الأسريَّة، وتقبل الطفل بحسب قدراته.
- معالجة المشكلات النفسيَّة التي قد يمرُّ بها الطفل نتيجة لأسباب مختلفة، مع الحرص على حلِّ المشكلات الجسديَّة التي يعاني منها.
- زيادة ثقة الطفل في نفسه؛ ليصبح قادراً على الإنجاز والعطاء بصورة أفضل، مع منحه وقتاً كافياً للقيام بما يحب وإنجاز الأنشطة المفضلة لديه.
- قد تكون بعض المواد الدِّراسيَّة أو الطريقة المستخدمة في تعليمها لا تلائم قدرات الطفل، لذلك يمكن استخدام الوسائل المحبَّبة له في التعليم.
- استغلال ما يحبه الطفل في إيصال المادَّة العلميَّة؛ كمشاهدة الفيديو أو الرسومات التوضيحيَّة وما شابه ذلك.
- استخدام المكافأة والتعزيز بنوعيها؛ المادي المحسوس، والمعنوي عند إنجاز الطفل واجباته المدرسيَّة.
- كلما كان الأسلوب المتبَّع في المنزل قائماً على حبِّ التعليم والإنجاز، أصبح الطفل كذلك، فهو يقتدي بمن حوله.
- تهيئة الطفل قبل دخوله المدرسة، فليس من الطبيعي أن يتقبل الطفل التغيير المفاجئ بعد أن كان يقضي يومه دون التزام.
- استخدام أسلوب التفاهم والمشاورة في التعامل مع الطفل، والابتعاد عن أسلوب الأمر والإجبار معه.
4- إستراتيجية لإبطال حجج طفلك للهروب من المذاكرة
- على كل أب وأم أن يتعلّما طرق ترغيب ابنهما في المذاكرة، بأن تكوني قدوة لأولادك في حب العلم وطلبه.
- عليك الاهتمام بالقراءة بجانبهم؛ لتشعريهم أنك تساندينهم فيما يفعلون، فالطفل الذي يكبر في بيت يقرأ فيه، يكبر على فكرة أهمية إعلاء العلم والتعليم والتعلم.
- من المهم استغلال التكنولوجيا في التعلم، ويكون ذلك عبر دفع الطفل للبحث عن المعلومات والمعارف المرتبطة بدراسته من خلال الإنترنت.
- مكافأة الابن على تفوقه واهتمامه بالدراسة والمذاكرة أمر مهم للغاية، ما يمنحه من طاقة نفسية كبيرة، والمكافأة من خلال تحقيق أمنية بالذهاب لمكان معين أو اللعب والترفيه.
- ما رأيك في تخصيص يوم من كل أسبوع للترفيه عن أبنائك، والسماح لهم بالقيام بكل الأشياء والأنشطة العملية الممتعة التي يمنعون من القيام بها في أثناء أيام الدراسة؟!
- لا تجعلي المذاكرة سبباً للشد والجذب بينكما؛ لدرجة أن يهرب منها طفلك، لا تضغطي عليه ليذاكر، بل حاولي توزيع وقت المذاكرة بالطريقة التي يراها مناسبة.
- اعتمدي في التعامل معه على أسلوب النقاش والتفاهم؛ بحيث يشعر الطفل بفائدة ما يفعل، وتجنب الوعظ المباشر، فذلك يؤدي في النهاية إلى كره الأبناء للمذاكرة.
- تعرّفي إلى المزيد: كيف تعلّمين طفلك 5 لغات؟
التغذية الصحية
- اعتني بتقديم التغذية السليمة لطفلك في أثناء المذاكرة، خاصة تلك الأغذية التي تساعده على التركيز بشكل جيد، وتمنحه مستوى من النشاط والحيوية اللازميْن للمذاكرة والتحصيل.
المذاكرة قبل النوم
- لا تعوّدى طفلك على المذاكرة قبل النوم مباشرة، بل اتركي له بعض الوقت للتسلية والترفيه عن نفسه قبل الذهاب للنوم؛ حتى لا يمل من المذاكرة وتكون آخر ما ينهي بها يومه.
المشاركة والدعم
- اهتمي بمشاركة طفلك المذاكرة وعمل الواجب، بدلاً من توجيهه كل فترة من بعيد دون اطلاع على التفاصيل.. ساعديه على عمل واجباته المدرسية اليومية.
التواصل مع المُدرّسين
- يجب عليك معرفة أسباب نفور ابنك من المذاكرة وعمل الواجب، فربما يكون الأمر راجعاً إلى عامل نفسي، أو أن يكون الطفل كارهاً للمُعلمة التي تشرح له المادة.
اشرحي لههدف المذاكرة
- ذكري طفلك دائماً بالهدف من وراء المذاكرة، وأن المذاكرة وأداء الواجبات الدراسية من شأنهما جعله شخصاً ناجحاً، مع إلقاء الضوء على المستقبل.
التجديد في الإجازة
- عليك تخصيص يوم في الأسبوع، للخروج مع طفلك للتنزه بعيداً عن أجواء المذاكرة والواجبات المدرسية، واستغلال هذا اليوم في التمشّي أو دخول السينما، ومشاهدة فيلم "كرتون"، أو شراء شيء يحبه، وهكذا.
ملاحظة من"سيدتي. نت": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.