إن مشاهدة طفل صغير يرفض اتباع الأوامر ويتجادل مع الكبار ويعارضهم، متحدياً بسلوكه الرافض كل قواعد البيت ونظامه، يجعل الآباء يتشككون في أنفسهم، أو إنهم ربوا أطفالهم بشكل خطأ، والحقيقة أن على الآباء فهم تغييرات الطفولة الجسدية والاجتماعية والعاطفية، حيث يبدأ الطفل في اختبار سحر الاستقلالية لأول مرة وينتظر رد فعله! بالتقرير الآتي نتعرف إلى سبب تحول الطفل إلى هذا المعارض المتحدي، ومتى يصبح الأمر مقلقاً ومزعجاً؟ مع التعرف إلى بعض طرق التعامل معه. اللقاء وأستاذة طب النفس الدكتورة فاطمة الشناوي.
1-مرحلة تحدي الطفل!
- غالباً ما يكون التحدي لدى الأطفال الصغار مؤقتاً، ويحدث خلال مرحلة الطفولة المبكرة، حيث يبدأ الأطفال الصغار في إظهار نوبات الغضب من سن 18 شهراً، بينما سلوك التحدي يبدأ عادة من 24 شهراً أو عامين... ثم يتخلص الطفل من هذا السلوك تدريجياً مع بداية سن 4 سنوات، عندما يكون جاهزاً للمدرسة أو دخول الحضانة، فيظهر تعاوناً أفضل.
- تعرّفي إلى المزيد: أعراض اكتئاب بعد الولادة
2-أسباب التحدي عند الأطفال الصغار
- إظهار التحدي والمعارضة لدى الطفل، لا يعني أن هناك شيئاً خطأ في الطفل الصغير أو بمهارات الآباء التربوية.
- إنما هي طريقة الطفل الصغير لممارسة استقلاله الجديد، واختبار العالم من حوله، الآباء والأهل والأخوة الأصغر، بشكل يظهر كسلوك معارض متحدٍّ.
- فهم أفضل للذات.. ومن الأسباب أيضاً أن الأطفال في العمر الصغير لا يفهمون أن لديهم مهارات معرفية وجسدية غير ناضجة، وإنهم يمكنهم التأثير بشكل مستقل بدون تحدٍّ أو عناد.
- الفضول الطبيعي.. الطفل مليء بالفضول، ومن الطبيعي أن يختبر القواعد وردود الأفعال المحتملة التي يثيرها أمام والديه.. بسلوكه المتحدي.
- اختبار الصغار.. سلوك التحدي هو طريقهم لتحديد إلى أي مدى ينشرون أجنحتهم، هل يصيب الأمر ويتحقق الهدف.. أم سينتبه الآباء وعليهم التوقف؟
- تعرّفي إلى المزيد: طريقة الجلوس الصحيحة بعد الولادة القيصرية
3-القلق بشأن تحدي الأطفال الصغار
- معظم حالات التحدي لدى الأطفال الصغار ليست شيئاً يدعو للقلق، لكن هناك حالات يكون فيها سلوك الطفل المتحدي مثيراً للقلق مثل:
- نوبات الغضب المتكررة.
- عصيان مزمن مصحوب بالعدوان.
- الرفض المستمر لاتباع تعليمات شخص بالغ.
- التساؤل دائماً عن القواعد، خاصةً مع العدوانية.
- القيام بأفعال متعمدة لإزعاج شخص بالغ.
- خرق القواعد أو تحدي السلطة في الحضانة أو غيرها من الأماكن.
- التحدث بوقاحة أو بفظاظة إلى البالغين أو صاحب السلطة.
- الحديث عن الانتقام.
- تعرّفي إلى المزيد: هل تنقص الرضاعة الطبيعية من وزن الأم؟
4-أعرَاض اضطراب الطفل المُعارِض المتحدِّي
- تبدأ في الفترة الزمنية بين مرحلة ما قبل المدرسة إلى مرحلة الدراسة المتوسِّطة غالباً.
- وتنطوي سلوكيات هؤلاء الأطفال على الآتي:
- الجدال مع البالغين.
- سهُولة الغضب وفي معظم الأحيان تحدي القواعد والتعليمات .
- إزعاج الآخرين بشكلٍ متعمِّد.
- إلقاء اللوم على الآخرين بسبب أخطاء ارتكبوها بأنفسهم.
- حالة من الغضب والامتِعاض وسهولة التعرُّض إلى الإزعاج.
- حالة من الحقد والميل إلى الانتقام.
5- طرق المعالجة
- ينبغي عند الإمكان مُعالجة المشاكل التي يمكن أن تسهم في الأعراض (مثل خلل الأداء العائليّ أو اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط).
- يُمكن مُعالجة اضطراب المُعارِض المتحدِّي بأفضل شكلٍ من خلال طرائق تدبير السُّلُوك.. كالانضباط والتعزيز المناسب للسلوك المرغوب فيه (مع مكافآت).
- يمكن توجيه الآباء والمعلمين لبعض الطرق، وقد يستفيد الأطفال من العلاجِ الجماعي الذي يُساعدهم على تحسين مهاراتهم الاجتماعية.
- تكون الأدوية المستخدمة لمُعالَجة اضطراب الاكتئاب أو القلق مفيدةً أحياناً.
- وحتى من دون مُعالَجة، تتحسَّن حالات مُعظَم الأطفال تدريجياً مع مرور الزمن.
ضعي توقعات
- تأكدي من أنك كنت واضحة بما يكفي بشأن قواعد المنزل وأعماله، وأنها مناسبة لعمره، قد يجد الطفل البالغ من العمر خمسة أو ستة أعوام أنه من الصعب أن يُطلب منه تنظيف غرفته، وبالتالي يرفض القيام بذلك.
- ولكن قد يكونون قادرين أفضل إذا قسمتها إلى مهام أصغر، مثل التقاط الألعاب من على الأرض ومساعدتك على التخلص منها.
توصلي إلى أصل السلوك
- ابحثي عن الأسباب والمحفزات وحاولي تتبع تحدي طفلك، هل هناك أنماط معينة يفضلونها؟ هل هناك أشياء معينة لا يحبونها أو لا يريدون القيام بها؟ هل يتحدون عندما تكون الأمور مستعجلة؟
هيئي طفلك للسلوك الجيد
- حاولي تجنب المواقف التي قد يكون فيها الطفل أكثر عرضة للتحدي أو أن يظهر سلوكاً سيئاً آخر.
- على سبيل المثال، حاولي عدم جدولة الكثير من الأشياء بعد المدرسة أو في عطلات نهاية الأسبوع، إذا كان ابنك يكره التحولات المفاجئة.
عاملي طفلك كما تريدين أن تعامل
- تماماً كما يفعل الكبار، يمكن لطفلك أن يقضي يوماً عطلة، قد يكون في حالة مزاجية سيئة، أو يشعر بالإرهاق ويحتاج إلى بعض الراحة.
- كوني حازمة بشأن ما يجب أن يفعله طفلك، لكن تحدثي معه بطريقة محبة ومتفهمة. عندما تكونين قدوة حسنة لكيفية التعبير عن رأي أو الاختلاف بطريقة محبة ومحترمة سيتبعك أطفالك.
تحدثي مع طفلك
- يتمتع آباء الأطفال في سن المدرسة بميزة واضحة على آباء الأطفال الصغار عندما يتعلق الأمر بالتعامل مع سلوك مثل التحدي، يمكنهم التحدث عنه، ناقشي مع طفلك بهدوء ما يريده، ثم حاولي التوصل إلى حل يناسبكما.
ضعي قواعد أساسية مطلقة
- تأكدي من أن طفلك يعرف قواعد المنزل، على سبيل المثال، إذا كان التحدث بطريقة غير محترمة يمثل رفضاً مطلقاً للقواعد، فوضحي له أنه ستكون هناك عواقب لذلك، لا تنازلات أو فرص ثانية.. مثل عدم وجود تلفزيون لبقية اليوم، أو القيام بعمل روتيني إضافي، حتى لا يتجاهل طفلك طلباتك ويقوض سلطتك.
ضع حلاً وسطاً عندما تستطيع ذلك
هل تصر ابنتك على ارتداء ملابس صيفية في يوم خريف بارد؟ بدلاً من الانخراط في معركة، حاول التوصل إلى حل وسط، بشكل عام، من الجيد الاستسلام عندما يريد طفلك التحكم في شيء بسيط؛ حتى تتمكن من البقاء حازماً عندما يتعلق الأمر بالأشياء الأكبر.
ملاحظة من"سيدتي نت": قبل تطبيق هذه الوصفة، وهذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.