في نداء عالمي استهلته كلمة منظمة الفاو للغذاء عنوانه لا تتركوا أحداً خلف الركب؛ حيث نشهد في سنة 2022 جائحة مستشرية، وصراعات، ومناخاً يزداد احتراراً، وارتفاعاً في الأسعار وانعدام المساواة وتوترات دولية. ويؤثر هذا كلّه في الأمن الغذائي العالمي. يتعين علينا بناء عالم مستدام يمكن فيه للجميع، وفي كل مكان، الحصول بانتظام على ما يكفي من الغذاء. وينبغي ألا نترك أحداً خلف الركـب.وذلك خلال احتفال العالم في 16 أكتوبر (تشرين الأول) باليوم العالمي للغذاء، وقد كان اختيار ذلك التاريخ إحياءً لذكرى تأسيس المنظمة في عام 1945م، ويتضمن الاحتفال بيوم الغذاء العالمي تنظيم عدد من الفعاليات في أكثر من 150 دولة حول العالم، إذ يعتبر من أكثر الأيام العالمية تفاعلاً ونشاطاً، مقارنة بمجمل فعاليات الأمم المتحدة. تكمن أهمية هذا اليوم وهذه الفعاليات بصفة عامة في أنّها أنشطة تعزز الوعي وتحرك وجدان العالم وتنشطه ليتبنى موقفاً عملياً يدعم فيه من يعانون من الفقر والجهل والجوع الشديد، كما أنّها تركز على تكاثف الجهود والتحرّك عملياً لتحقيق الاكتفاء الغذائي، أو ما يُعرف بالأمن الغذائي والغذاء الصحي للجميع حول العالم، كما يعدّ يوم الغذاء العالمي فرصةً لتجديد الالتزام بتحقيق التنمية المستدامة لتحقيق القضاء على الجوع بحلول عام 2030م، وهو احتفال بالتقدم الذي أُحرز حتى الآن والمساعي التي بُذلت للقضاء على المجاعات حول العالم ضمن تحدي القضاء على الجوع، والذي يعبر عنه بالإنجليزية (ZeroHunger#) يقول د. عبد الحكيم الواعر، المدير العام المساعد والممثل الإقليمي للشرق الأدنى وشمال إفريقيا لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "فاو"رغم التقدّم الذي أحرزناه نحو بناء عالم أفضل، تُرك عدد كبير جداً من السكان خلف الركب. وهؤلاء أشخاص يعجزون اليوم عن الاستفادة من التنمية البشرية والابتكار والنموّ الاقتصادي.
وبالفعل، يعجز ملايين الأشخاص في مختلف أنحاء العالم عن تحمل كلفة نمط غذائي صحي، ما يعرّضهم بشدة لخطر المعاناة من انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية. غير أنّ القضاء على الجوع لا يقتصر على الإمدادات. إذ يجري اليوم إنتاج ما يكفي من الأغذية لإطعام جميع سكان كوكب الأرض.
وتكمن المشكلة في إمكانية الوصول إلى الأسواق وتوافر الأغذية اللذين تعيقهما بشكل متزايد تحديات متعددة، تشمل جائحة كوفيد-19 والصراعات وتغير المناخ، وانعدام المساواة، وارتفاع الأسعار، والتوترات الدولية. ويعاني الأشخاص في جميع أنحاء العالم من التداعيات المتتالية لهذه التحديات التي لا تعرف حدوداً.
تقول الدكتورة غادة لطفي، خبيرة التغذية هناك بعض الأطعمة التي تعطي إحساساً بالشبع لفترة طويلة وتساعد على تجنب زيادة الوزن، كما يلي:
- الشوفان:
يحتوي على كمية كبيرة من الألياف التي تقلل الشعور بالجوع فترات طويلة، فتقل كميات الطعام التي تتناولها خلال اليوم.
- الخضروات:
تحتوى على نسبة عالية من الألياف والتي تعطينا الشعور بالشبع فترات أطول.
- المكسرات:
خاصة اللوز لأن به نسب عالية من الألياف، حيث تكفي حفنة منه وجبة خفيفة بين الوجبات لتشعرك بالامتلاء والشبع، وتكون غير محمصة ولا مملحة.
- التفاح:
غنى بالألياف ويحتوي على نسبة عالية من الماء، ما يساعد على امتلاء المعدة والشعور بالشبع.
- البيض:
يحتوى البيض على نسبة عالية من البروتين والدهون التي تعمل على الشعور بالشبع لفترات طويلة.
- البقوليات:
مصدر جيد للبروتينات والألياف التي تساعد على الشعور بالشبع والامتلاء سريعاً مثل الحمص والفول.
- تناول الشوربة الساخنة:
تعطي إحساس الدفء والشبع وتمدنا بالطاقة، ويمكن تحضيرها بطرق عديدة ومختلفة تناول الشوربة في بداية الطعام تساعد في الشبع.
- تناول الكثير من الأسماك الغنية بالأوميجا 3 فهي مليئة بالمواد المضادة للأكسدة وهي قليلة السعرات الحرارية.
- تناول الكثير من منتجات الألبان قليلة الدسم سواء حليباً أو لبناً رائباً أو زبادي أو جبن قريش، وتجنب الكثير من المنتجات الدسمة مثل الشيدر والرومي وغيرها أو تناول القليل منها بكميات محدودة.
إنتاج أفضل وتغذية أفضل وبيئة أفضل وحياة أفضل
عالمنا المعولم هو عالم يزداد فيه الترابط بين اقتصاداتنا وثقافاتنا والسكان. ويعاني بعضنا من أوجه ضعف بسبب هويته ومكان سكنه، ولكن الحقيقة هي أننا جميعا نعاني من أوجه ضعف. وعندما يترك أحد خلف الركب، تُكسر سلسلة. وهذا لا يؤثر على حياة هذا الفرد فحسب، بل على حياتنا أيضًا. ولمواجهة الأزمات العالمية، ثمة حاجة أكثر من أي وقت مضى إلى حلول عالمية. ومن خلال السعي إلى تحقيق إنتاج أفضل وتغذية أفضل وبيئة أفضل وحياة أفضل، يمكننا أن نحوّل النظم الزراعية والغذائية وأن نبني للمستقبل على نحو أفضل من خلال تنفيذ حلول مستدامة وشاملة تراعي اعتبارات التنمية الطويلة الأجل، والنمو الاقتصادي الشامل، وتعزيز القدرة على الصمود.
أفعالنا هي مستقبلنا
العالم المستدام هو عالم لا يستثني أحداً. ويتعين على الحكومات والقطاع الخاص والأوساط الأكاديمية والمجتمع المدني والأفراد العمل معاً بالتكافل من أجل إعطاء الأولوية لحق جميع الناس في الغذاء والأمن الغذائي والتغذية والسلام والمساواة. وبالفعل، يمكن لكلّ منّا، بما يشمل الشباب، العمل من أجل مستقبل شامل ومستدام، مظهرين قدراً أكبر من التعاطف واللطف في أعمالنا.
علينا أن نجسّد جميعاً هذا التغيير.