مُصطلح "الاحتراق الوظيفي" شائع ومُتداول بين الكثير من الأفراد، في الأوساط المهنيّة المُختلفة، وهو أصبح شاغلًا لكثير من الخبراء والمُتخصّصين للبحث في مُسبّباته والوصول إلى طرق حديثة للحدّ منه.
في السطور الآتية، تعريف بـ"الاحتراق الوظيفي"، والمراحل السابقة له، وكيفيّة الحؤول دون الوصول إليه، في معلومات مُستمدّة من المُتخصّص في الموارد البشرية نايف العمري.
مؤشّرات رئيسية "للاحتراق الوظيفي"
يقول المُتخصّص في الموارد البشريّة نايف العمري لـ"سيدتي. نت": "في عام 2019 م، صنّفت "مُنظّمة الصحّة العالميّة" الاحتراق الوظيفي بأنّه ظاهرة شائعة في مكان العمل، ووضعت المؤشرات الرئيسة له، والمتمثّلة في الشعور بـ: استنفاد الطاقة (أو الإرهاق)، والبُعد الذهني والسلبيّة تجاه العمل، وعدم الفاعليّة والإنجاز".
عن "الاحتراق الوظيفي، يقول العمري: "هو استجابة نفسيّة سلبيّة لضغوط العمل المزمنة، فيما الشعور البارز في "الاحتراق" هو الإرهاق".
مراحل "الاحتراق" الخمس
هناك مراحل مثبتة من المتخصّصين سابقة، ومتعلّقة بـ"الاحتراق الوظيفي"، هي:
- "شهر العسل": تُشابه هذه المرحلة شهر العسل في الزواج، فهي مليئة بالتفاؤل والطاقة الإيجابيّة، سواء كان المرء يشغل وظيفة جديدة أو هو عُيّن في دور جديد، فمن الشائع أن يشعر بالرضا ويتمتع بإنتاجيّة عالية وقدرة على الإبداع بشكل هائل.
- الإجهاد: يختفي "شهر العسل" شيئًا فشيئًا، ويطلّ التوتر، برأسه، كما الإرهاق، من دون أن تظهر على المرء علامات جسديّة أو عقليّة، في هذه المرحلة، بل مجرّد فقدان التركيز البسيط والإنتاجية المتدنية بصورة تدريجيّة والتعب. إذا ترافق ذلك مع مرور الفرد بظروف أخرى خارج العمل، قد يشعر المُصاب باضطرابات النوم أو عدم القدرة على الاستمتاع بالأنشطة الاجتماعيّة.
- "الإجهاد المزمن": إذا تزايدت الضغوط، ستبدو تأثيرات الأخيرة في العمل، وتتمثّل في مشاعر اللامبالاة، وعدم إتمام العمل في الوقت المحدد، والتأخّر عن العمل أو التسويف في أداء المهام. تتزامن هذه الأمور، مع عوامل اجتماعيّة أخرى، مثل: الانسحاب من المحادثات العاديّة المُتعلّقة بالعمل أو الغضب السريع في العمل.. والأسوأ هو احتفاظ المرء بالمشاعر السيّئة مع العودة إلى المنزل، وتوتّر العلاقات مع أفراد العائلة أو الأصدقاء.
- "الاحتراق": في هذه المرحلة المُسمّاة "الاحتراق الوظيفي"، تبدأ مشكلات العمل بالاستحواذ على تفكير الشخص إلى درجة الهوس، في بعض الأحيان، مع الشك في الذات. يتزامن ذلك، مع ظهور بعض الأعراض الجسديّة الواضحة، مثل: الصداع المزمن ومشكلات المعدة والجهاز الهضمي. قد يُلاحظ الأصدقاء وأفراد الأسرة أيضًا، تغييرات المصاب السلوكيّة.
- "الاحتراق الثابت": في هذه المرحلة، ومع إهمال العلاج، سيصبح الإرهاق جزءًا من الحياة اليوميّة، وسيودي بالمصاب في النهاية إلى القلق أو الاكتئاب، الأمر الذي قد يجعل المرء غير قادر على أداء مهام العمل، ففقدان الوظيفة!
7 سبع حلول لمكافحة "الاحتراق"
يذكر العمري بعض الحلول السهلة لمكافحة "الاحتراق الوظيفي"، هي:
1 النظر إلى العمل نظرة جديدة، بعد إجراء مراجعة لكيفيّة تأدية المهام.
2 تعلّم الفرد كيفيّة رفض أداء بعض الأمور، بشكل لبق.
3 البعد عن التوقّع أنّه في كل يوم يمكن تقديم أداء مشابه لليوم السابق، فهذا التفكير قاس بحقّ الذات!
4 وضع الأهداف، لأنّه في غياب الرؤية للأهداف الكبيرة في الحياة، سيفقد المرء الحماس بعد فترة.
5 فترات الراحة لا بدّ منها، سواء كانت مُتقطّعة أثناء دوام العمل لشرب القهوة أو مُحادثة صديق أو التأمّل، أو الإجازات التي يجب عدم التفريط بها أو تأجيلها، مع التخطيط لها والاستمتاع خلالها من دون التفكير في العمل
6 إعادة وصل العلاقات الاجتماعيّة، إذ يقود السعي المستمرّ للنجاح إلى دخول المرء في دوّامة مهنيّة لا نهاية لها، فيفقد جرّاء ذلك صلاته الاجتماعية ومواهبه وشغفه خارج العمل.
7 تخصيص جلسة مع المدير أو المسؤول المباشر، وذلك لطرح مشكلات العمل، وتحدّياته، رغبةً في الوصول إلى حلول عمليّة.