حبها للمطبخ ولد معها.. هو موجود بالفطرة، كما تقول، وقد كان لافتاً للعائلة دخول تلك الطفلة التي لا يتجاوز عمرها السنوات الأربع لتساعد في المطبخ، وتقلد خطوات أمّها في تحضير الطعام، لدرجة أنها تنتظر اجتماع العائلة على مائدة الغداء لتسمع إطراءات والدها على لذة الأطباق، لتمتلك إحساساً قوياً بالفخر، يمدها بأفكار جديدة لغداء اليوم التالي... هي الشيف الكويتية لولوة التناك، التي اشتهرت بتنوع أطباقها، وبما تقدمه من دورات طبخ للكبار والصغار.
كبر حب الطبخ مع لولوة، ليتحول إلى شغف، يخرج من محيط المنزل إلى الأهل والمعارف، ثم إلى السوق، حتى حققت نسبة عالية من الإعلانات في صفحتها، وباتت تقيّم المنتج تماماً قبل الترويج له، فهي مهتمة بثقة المتابع فيما تقدمه وتطرحه، سواء كانت منتجات غذائية أو استهلاكية، تتابع قائلة: «أركز على أن المنتج الذي أقوم بعرضه على صفحتي، مفيد للمتابع، فأنا انتقائية وأختار الشركات بعناية، يهمني أيضاً شهرتها ونجاحها... وبالتأكيد أقوم بتجربة المنتج ومعاينته قبل الإعلان عنه لأقدمه بكل مصداقية وشفافية».
ابتكاراتي
أول طبق فكرت لولوة بإعداده من دون مساعدة أمها، وهي في سن العاشرة، كان طبق سلطة الفتوش، الذي ميزته بلمساتها الخاصة، التي كانت لا تستغني عنها منذ الصغر، تتابع قائلة: «مرجعي الرئيس، وإلى الآن، هو خيالي وذاكرتي وذائقتي القوية، لدي أسلوب خاص في ابتكار الأطباق والنكهات، وقد قمت بإعداد وابتكار قوائم طعام لمطاعم ومقاهي مشهورة في الكويت».
تابعي المزيد: الشيف الأردنية رغدة عيسى: الوصفات القديمة تمتزج برائحة أمهاتنا
الاختيار بعناية
تركز لولوة في عرض وصفاتها على قيمتها الغذائية، التي تحتاج في تفاصيلها إلى اختصاصي غذائي، لكنها بدت مطّلعة تماماً على هذه التفاصيل التي تختارها بعناية، لتقدم لربة البيت طبقاً صحياً وسهلاً، ويُرضي جميع الأذواق في الوقت نفسه، كما تفعل مع عائلتها، تستدرك قائلة: «يتطلب مني عملي بصفتي شيفاً على وسائل التواصل الاجتماعي الابتكار وتصوير وصفات أشاركها مع متابعي، ثم أقدمها لأفراد عائلتي، وهذا ما يغضب ابنتي الكبرى؛ لأنه يفسد نظامها الغذائي الصارم، وبشكل يومي».
يجب شراء البهارات من محلات العطارة، فهو المصدر الذي يوردها، بلون طبيعي ورائحة زكية
فروقٌ في الطماطم والحشو
تحترم وتحب وتجرّب لولوة جميع ثقافات الطعام، لكن مع إضافة لمساتها الخاصة على أي طبق عن طريق تبسيط الخطوات للوصول إلى نتيجة الطبق الأصلي نفسه، تستدرك قائلة: «في بعض المرات تكون طريقتي ألذ، وإن كنت أميل إلى مطبخ معين فإنني أعشق الطعام الآسيوي، لكنني أحتفظ بأصالة المطبخ الكويتي، ولا أحب التجديد أو التغير فيه، وأحرص على تعليم الفتيات والسيدات أصوله عن طريق دورات عديدة قمت بها هذا العام؛ لكي نستشعر نكهة الماضي، ونسترجع الحنين إلى كويت الماضي».
وتجد أن الفرق بين المطبخين السعودي والكويتي هو في البهارات، وبعض المكونات، وخطوات الطبق، تعلّق قائلة: «في الكويت يوجد المكبوس، وفي السعودية توجد الكبسة، والطبقان عبارة عن أرز ولحم، ولكن في السعودية يضيفون إلى الكبسة الطماطم ولا يضيفون الحشو، ونحن في الكويت لا نضع الطماطم ونضيف الحشو».
تابعي المزيد: الشيف الأفغانية مارجون أنديشا: الوقت والصبر هما مفتاح الوجبة اللذيذة
أطفالي يقدّرون مطبخي
لا تعطي لولوة بالاً لأي انتقادات مباشرة أثناء قيامها بإعداد الطبق عبر إنستغرام، فهي تجد هذا مؤشراً للنجاح، وبما أنها تؤمن بمثل: «لا يرفعني مدح ولا تكسرني مذمة»؛ لهذا تدرك ما تقدمه، غير مهتمة بالتعليقات السلبية، ولا تتذكرها إطلاقاً، تستطرد قائلة: «كثيراً ما أعد الولائم والبوفيهات، خصوصاً في تجمعات الأعياد العائلية، تعبيراً عن حبي لأهلي، وكذلك أستمتع حين أعد الولائم عندما يقوم زوجي بدعوة أصدقائه إلى المنزل، فأكون في قمة سعادتي، وأنا أصغي لثناء المدعوين».
كل شيء في ألبوم الصور الذي عرضته لولوة علينا، يوحي بعائلة وأطفال متعلقون بأمهم، ويتابعونها على حسابها على الإنستغرام، ويعيدون إعداد أطباقها، تتابع قائلة: «أنظر بانبهار إلى أطباقهم، وأقول لهم فرخ الوز عوام، فهم يرونني دائماً قدوتهم الأولى في الحياة، وأنا أيضاً أحرص على تعليمهم، ليعتمدوا على أنفسهم في المستقبل».
نكهاتٌ مختلفةٌ
لولوة التي تتمنى أن تعدّ طبقاً خاصاً للمستشار تركي آل شيخ من السعودية، وللفنانة أحلام الشامسي من الإمارات، ترغب في وضع بعض القواعد للنساء أثناء تسوقهن للبهارات التي تميز أكلاتنا العربية؛ إذ تقول: «يجب الحرص على شراء البهارات من محلات العطارة، وهو المصدر الذي يوردها، بلون ورائحة زكية، سواء كانت مطحونة أو كاملة، ولا تعتمدي على البهارات التجارية التي تباع بأكياس صغيرة، فهي تعطيك طبقاً من غير نكهة».
تابعي المزيد: الشيف هشام باعشن: «كبستنا» وصلت إلى أميركا
ريزوتو الدجاج والمشروم وزيت الكمأة
المقادير:
- صدر دجاج واحد مقطع إلى نصفين
- كوب واحد ريزوتو
- 750 مليلتراً مرق دجاج
- ملعقة كبيرة واحدة زيت الكمأة
- فصان من الثوم
- 1/2 كوب جبن بارميزان
- 1/4 ملعقة شاي واحدة من الملح
- 1/2 ملعقة شاي واحدة من الفلفل الأسود
- ملعقتان كبيرتان أعشاب إيطالية
- 3 ملاعق بلسميك معتّق
- 3 ملاعق زيت زيتون
- حبة بصل واحدة متوسطة مقطعة
- كوب واحد مشروم طازج (شرائح)
- كوب واحد كريمة الطبخ
طريقة التحضير:
- نقطع صدر الدجاج إلى شرائح، ونتبلها لنصف ساعة، ثم نضعها في الشواية أو الفرن.
- نشوح البصل والمشروم والثوم في الزيت، ونضيف الأرز، ثم نضيف الفلفل الأسود والملح والأعشاب الإيطالية، ثم نضيف مرق الدجاج المغلي، ونترك الريزوتو حتى ينشف.
- بعد أن ينشف الماء نضيف ملعقتين من البلسميك المعتق، وربع كوب من جبنة البارميزان، وكوباً من الكريمة الحامضة، ونحرك المزيج ونتركه لـمدة 5 دقائق.
- نزين الطبق بالبلسم المعتق، والبارميزان بعد أن نضيف قطع الدجاج المشوي، ونضع القليل من الجرجير على جانب الطبق.
تكفي لشخصين - مدة التحضير: 40 دقيقة
تابعي المزيد: الشيف طارق الكسيح: المطبخ السعودي زاخر بالأطباق الشهية