ما أجمل أن يترافق الاحتفال باليوم العالمي للطفل بالرغبة الأكيدة في إصلاح عيوبه وصفاته غير السوية، ومنها التدليل الزائد وما أصبح عليه الطفل من صفات سلبية، وهو مقبل على حياة جديدة وسط زملائه بالمدرسة الأولية، أو بين أصدقائه بالنادي. التقرير يوضح الأسباب ويشير إلى السلبيات ويطرح طرقاً للعلاج، اللقاء وخبيرة التربية الدكتورة مها كمال الدين، الباحثة الاجتماعية بمركز البحوث.
اليوم العالمي للطفل
- هو يوم 20 نوفمبر الذي تم تخصيصه لتعزيز المثل العليا، و أهداف ميثاق الأمم المتحدة، بالعمل على توفير الرفاهية لأطفال العالم. والاحتفال بهذا اليوم بدأ منذ عام 1954، حيث اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة إعلان حقوق الطفل، وهو أيضًا التاريخ الذي اعتمدت فيه اتفاقية حقوق الطفل في عام 1989.
- تعرّفي إلى المزيد: إرشادات لكسب الحوار مع المراهق.. لصفك
الحب المفرط
- كثير من الآباء يعطون طفلهم من المزايا والتفضيل أكثر مما ينبغي، فنجده يحتل مكانة كبيرة ومميزة بالبيت؛ فلا يُسأل عما يفعل، و تلتمس له الأعذار في كل سلوك، ويزيد على ذلك أن الآباء يغلفون كل هذا الاهتمام بحب مفرط وطاعة سلبية لكل ما يطلبه الطفل ويريده، أما رأي العلماء والتربويين فهو الحب القاتل للشخصية السوية، والمحبط لمواهب الطفل ومهاراته، وإحساسه بالمسؤولية.
- تعرّفي إلى المزيد: القراءة قبل النوم .. تحفز مهارات الطفل وتنميها
الآباء سبب مشكلة تدليل الطفل
- نعم فرغبة الوالدين في الحصول على حب ولدهما أو ابنتهما،هو الدافع لتدليله، ولذلك تركا الحبل على الغارب..وقدما له الحب المفرط السلبي. وربما كانت هي رغبة الوالدين الكامنة في اللاشعور، في تمكين الطفل من الاستمتاع بما لم يتوافر للوالدين من فرص ومتع.
- تعرّفي إلى المزيد: كيف أحمي طفلي من عمر 6-11 عاماً من رفاق السوء؟
الآثار السلبية للدلال الزائد على شخصية الطفل
- للأبناء مكانتهم في قلوب الوالدين ، لكن السؤال الذي يطرح نفسه باستمرار هل هناك حدود للعطاء والإرضاء، فكل شيء زاد عن حده انقلب إلى ضده. وهناك نماذج أعطاهم آباؤهم كل ما يستطيعون، وفوق ما يستطيعون لإرضائهم بكل وسيلة مشروعة أو ممنوعة، والنتيجة شخصية ضعيفة اتكالية غير سوية للابن.
الفرق بين الضروري وغير الضروري
لا يشك إنسان في حاجة الصغار إلى الرعاية والحب مما يؤدي إلى شعورهم بالطمأنينة والاتزان النفسي والانفعالي. ولكن بعض الآباء لضعف خبراتهم بالتربية من جانب، ولانشغالهم بالعمل من جانب آخر، لا يفرقون جيداً. بين الحاجات الضرورية للطفل من غذاء ومأكل وملبس ومسكن، وحاجته إلى الشعور بالانتماء والقدرة على التعبير عن رأيه وبين الحاجات غير الضرورية . لذا نجدهم يلبون كل طلبات أبنائهم مهما كانت غير معقولة ولا مقبولة ؛ حتى لا يشعرون بالحرمان ولا يتطلعون إلى ما في يد الآخرين.
النتيجة: خلل في الشخصية وردود أفعال سلبية
- الأنانية: تلك الصفة السلبية التي تدفع صاحبها إلى حب الاستئثار والرغبة القاتلة في الظهور، وتجعله يتقاتل مع الآخرين على ما ليس له لأنه يريد أن يظهر وحده في كل مشهد.
- قلة الصبر: فطلباته مجابة باستمرار، وقد تعود على ان تلبى طلباته بأقصى سرعة و لا يقدر ظروف الآخرين.
- متقلب المزاج: فهو لطيف ساعة أن يطلب شيئاً ما، عنيف ساعة أن تتأخر تلبية طلبه، لا يملك حكمة وزن الأمور قبل التصرف.
- يجد صعوبة في التآلف مع الآخرين: فالحياة أخذ وعطاء وهو أو هي قد تعودا على الأخذ فقط. الآباء ينسون ان التعبير عن الحب لا يعني بالضرورة أن يكون بهدية مادية، بل العاطفة الصادقة هي أدق تعبير عن الحب
وسائل المعالجة
- على جميع أفراد الأسرة التعاون على تطبيق ما يصلح هذا الطفل المدلل بصرامة وحذر، وأن يراقبوا تصرفاته أثناء تعديل سلوكه.
- نعم الخطأ نابع من الأسرة، ولكن العلاج ضروري لصحة الطفل النفسية ومستقبله القريب.
- لابد من أن يدرك الطفل المدلل ما هو عليه من خطأ، وما هو مقدم عليه من أخطار؛ تهدد كيانه النفسي والاجتماعي.
- أن يتم الاتفاق معه على خطوات يسير عليها، وأن يعلن عن طلب المساعدة متى ما احتاج، وعلى الجميع أن يمدوا أيديهم .
- من المناسب أن تحدد العائلة عقوبات مناسبة تطبقها في حالة مخالفة ما اتفقوا عليه، فالحزم مهم جداً مع الإصرار والصبر من قبل الوالدين.
- الالتزام بالهدوء في استقبال ردود أفعال الطفل عندما يمنع من شيء يحبه، وعلى الطفل أن يسمع من والديه “لا” كما يسمع “نعم”.
- للتربية إحدى طريقتين: إما القسوة أو التدليل وكلاهما ضار، فالقسوة ترهق الطفل وتعلمه الذل، والتدليل يطوح به في بئر الغرور. بالتدليل المفرط نعلم الطفل الأنانية، وأن الصياح والتشبث بالطلب هو ميسر العسير ومقرب البعيد؛ فلا يتأخر عن البكاء عند أي شيء نمنعه عنه.
- ملاحظة من"سيدتي نت": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.