لا غرابة أن تحتل ألمانيا المرتبة الأولى في الطب في العالم، حيث إن الحرص على القراءة من أولويات تربية الطفل، أما السبب الثاني فهو أن الطفل الألماني يحصل على ما معدله خمس وخمسين يورو في الشهر، وهو المعدل الأقل قياساً للانتعاش الاقتصادي في هذا البلد، ولكن هذا المعدل هو أحد أسباب نجاح تربية الجيل الناجح في ألمانيا، ولذلك فعلى الأمهات وكذلك الآباء أن يعلموا أطفالهم معنى وقيمة المال لكي يحققوا النجاح لهم ولأوطانهم، وقد التقت " سيدتي وطفلك" وفي حديث خاص بها بالاستشارية الأسرية رميساء السعيد حيث أشارت للسن التي يعرف بها الطفل قيمة المال ودوره في ميزانية الأسرة، وكذلك خطوات ليتعرف كيف يدير مصروفه حيث أشارت للآتي:
متى يعرف الطفل المال؟
- قد تستغرب الأمهات أن المال سواء كان ورقياً أو عملات معدنية فهو يجذب انتباه الطفل في السنة الأولى من عمره.
- ولذلك تلاحظ الأم أن الطفل في سن ما بين سنة حتى ثلاث سنوات يحاول أن يسبقها لكي يدفع للسوبرماركت، أو يحاول أن يسبقها لكي يدفع للسائق.
- وفي سن من ثلاث سنوات إلى ست سنوات يبدأ الطفل في استيعاب ألا شيء يمكن الحصول عليه بلا مقابل خصوصاً الطعام.
- وفي سن ست سنوات يبدأ الطفل يعرف كيف يتصرف بمصروفه ويصبح له ماله الخاص وفي هذه السن المرتبطة بالمدرسة يبدأ في الحصول على مصروفه وعلى الوالدين تعليمه كيف يتصرف به.
تعرفي إلى المزيد: مهارات تنمي التواصل عند الأطفال
دور الطفل في الميزانية المنزلية
-
يجب أن تعلم كل أم أن طفل اليوم هو رجل أعمال الغد وتاجر المستقبل.
-
كما أن طفلة اليوم هي الأم والزوجة التي تنظّم وتتحكّم في اقتصاد البيت مستقبلاً.
-
من الملاحظ وحسب الدراسات الاقتصادية أن فئة الأطفال هي واحدة من الفئات المؤثّرة في اقتصاديات الأسر، وبالتالي اقتصاد المجتمع، إذ تستحوذ على نسبة 20% من ميزانية الأسرة أي حوالي ربع الميزانية.
-
وتبلغ نسبة السكّان من الأطفال الذين لا تتجاوز أعمارهم الخامسة عشرة 22% من إجمالي عدد السكان في الدول العربية، أي نحو ربع التركيبة السكانية، وهذا يعني أهمية تعليمهم المفاهيم الاقتصادية في سن مبكرة.
أخطاء تربوية في تدريب الطفل على التصرف بالمال
- يقوم بعض الأمهات والآباء بحرمان الطفل من المصروف عند ارتكاب الخطأ، والبعض يرى أنه وسيلة للعقاب وهم لا يدركون أهمية هذا المبلغ الصغير بالنسبة للطفل، ويمكن أن يعمد أولياء الأمور لخفض المصروف والذي يجب عدم المبالغة فيه من خلال دراسة مستوى التلاميذ في المدرسة بحيث لا يكون قليلاً لدرجة أن يشعر الطفل بالنقص ولا مبالغاً فيه بحيث يتعالى على زملائه ويتفاخر عليهم، ويتخذه وسيلة للتفوق عليهم، وحيث يقوم بعض التلاميذ بمساومة زملائهم على المصروف والمشتريات بسبب ضخامة المبلغ الذي يحصلون عليه.
- وبعض الأمهات والآباء أيضاً يتركون الأبناء على سجيتهم بحيث يشترون ما ينفع وما يضر دون تدخل، وقد يعمد الطفل لشراء الحلوى المكشوفة من أمام باب المدرسة دون توجيه من الأم أو قد تقوم الأم بحرمان الطفل كلياً من المصروف بحجة أن كل شيء متوافر في البيت، مما يؤدي لظهور ظاهرة السرقة عند الأطفال بسبب شعورهم بالنقص وحاجتهم للإمساك بالمال مثل رفاقهم.
- ولذلك يجب أن يعرف الآباء والأمهات أن عملية الحصول على المال تحتاج لدراسة من أولياء الأمور، فالأم يجب أن تحدث أولادها بمدى تعب الأب في الحصول على المال الذي يجب أن يحافظوا عليه، والأب عليه أن يطلب من أولاده الدعاء له بالتوفيق والتقدم في عمله ليوفر لهم طلباتهم ومنها مصروف المدرسة.
- ودور الأم حين تقدم المال في الصباح لطفلها أن تشعره بأن هذا المبلغ الصغير هو اختبار له لكي ترى كيف سيتصرف به، فيخبرها حين يعود كيف أنفقه، وبذلك يزيد من ثقته بنفسه، ويشعره بأنه محل ثقة من والديه، لأن الحديث عن المال أصبح يتردد في كل مجلس والشكوى من الأزمات المالية التي تعصف بالبيوت تصل لمسامع الصغار، فيجب أن تمنح لهم الثقة في تدبر هذا المبلغ الصغير، بل إن هذا المبلغ الصغير سوف يعلمهم الادخار للأيام القادمة لكي يصبحوا على قدر المسئولية حين يكبرون ويتحملون عبء بيوتهم في المستقبل.
تعرفي إلى المزيد: أفضل وسائل تعليمية لرياض الأطفال
أفكار تساعد الطفل على التصرف بالمال بشكل صحيح
- ترتيب مسابقة بين الأبناء في الادخار الأمثل.
- إعداد حفلة لأكبر مدّخر.
- اختيار حصّالة شفّافة تسمح للطفل برؤية نمو المال.
- وضع الأب مبلغاً من المال بدايةً بالحصّالة تشجيعاً للإبن.
- فتح حساب توفير للطفل يدّخر فيه، بوصاية الأب، حتى بلوغه سن الرشد.
- كما يجب على الام أن تعلم طفلها أن يقسم ماله إلى ثلاثة صناديق، الأول يحمل اسم «توفير» ويخصصه للأموال التي لن ينفقها لفترة أطول، والثاني، باسم «إنفاق» والذي يضم الأموال التي ينفق منها للأغراض الصغيرة اليومية أو الحالية، والثالث، باسم «إعطاء» والتي تستخدم أمواله لمساعدة المحتاجين، حيث يبارك الله بماله بسبب هذه الصدقة.
- ويجب أن تقوم الأم بكتابة وتعليق خطّة الإنفاق الشهرية.
- كما يتوجب اتّباع خطوات التسوّق السليمة، من كتابة لائحة بالمشتريات ومراجعة الحساب واستغلال فرص التخفيضات، وعدم الذهاب للسوق لمجرد قضاء وقت الفراغ، فهذا يعني مزيداً من الإنفاق والتبذير.
- ويمكن تدريب الإبن مبكراً في الإجازات على الكسب الحلال، خاصة مع توافر فرص العمل على مواقع السوشيال ميديا.
- وتأسيس مجلس اقتصادي عائلي يجتمع كل شهر مرة لمناقشة الوضع الاقتصادي للأسرة وميزانيتها.
- وكذلك إعداد دفتر تدوّن فيه بنود الصرف والادخار وحركة الشراء اليومية.
- ومن الخطوات الهامة التي تساعد الطفل على التصرف بالمال بشكل صحيح إسناد ميزانية البيت أو ميزانية أعمال مصغّرة كدعوة أو حفلة أو غيرهما للأبناء، مع تشجيعهم ومكافأتهم عند التوفير في الميزانية المخصّصة أو عند ممارسته سلوكيات اقتصادية صحيحة.