بعد نجاحه في النسختين السابقتين (2019 و 2021) عاد ملتقى مستقبل االأزياء Fashion Futures، الذي تنظمه هيئة الأزياء السعودية، بنسخة ثالثة؛ ليجمع عشاق الموضة من جميع أنحاء العالم ويحتفل بصناعة الأزياء المزدهرة في المملكة. الملتقى الذي افتتح أعماله في The City Hub في مدينة الأمير محمد بن سلمان غير الربحية في الرياض، يأتي لتؤكد هيئة الأزياء السعودية مجددًا من خلاله على دعمها لمبدعي السعودية.
حفل الافتتاح
أقيم حفل افتتاح ضخم شهد حضوراً كثيفاً، تحدث في بدايته رئيس هيئة الأزياء السعودية بوراك شاكماك عن تفاصيل الملتقى وعن تطور قطاع الأزياء في المملكة وتميز المصممين السعوديين. ثم كانت جلسة حوارية استضيفت فيها ستيلا جان، المصممة الإيطالية - الهايتية المشهورة عالمياً والمعروفة بطبعاتها القوية، تحدثت فيها عن بداياتها كمصممة وإصرارها على إظهار أن الاختلاف والتناقض جميل ويحقق نتائج رائعة. أما المصمم السعودي العالمي محمد آشي فكانت له حصة أيضاً من حفل الافتتاح؛ حيث شارك وللمرة الأولى في مسيرته في حوار على المنصة تناول مسيرته كمصمم والتحديات التي تواجه قطاع الأزياء والدور الذي تلعبه التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي ضمن هذا القطاع اليوم. رئيس هيئة الأزياء بوراك شاكماك: لاشيء يمكنه إيقاف الشباب السعودي وطموحه
وكان لسيدتي حديث خاص مع الرئيس التنفيذي لهيئة الأزياء أكد فيه على حماسه لنقل الحدث إلى بعد أوسع وأهم كل عام وقال: "خلال هذه النسخة هناك الكثير من الأمور التي تحدث للمرة الأولى، فمثلًا المصمم السعودي محمد آشي ورغم كل النجاحات التي حققها إلا أنها المرة الأولى التي يتحدث فيها على المسرح، ولدينا مصممون عالميون ينضمون إلينا للمرة الأولى لمشاركتنا خبراتهم في القطاع، ولدينا أيضاً ورش العمل والمحاضرات ذات المواضيع الهامة، لذا فنحن نزيد من تقنيات التدريب وتنمية القدرات.." وعن قطاع الأزياء في المملكة قال شاكماك: "السعودية كانت دوماً مستعدة لفتح أبوابها والانتقال إلى مستويات أرقى، وذلك بسبب ارتفاع معدل الشباب ضمن السكان تحت عمر الـ 40، فكان متوقعاً وجود كل ذلك الإبداع مع كل الإمكانيات المتوفرة ورؤية 2030 الداعمة، فمع كل ذلك لاشيء يمكنه إيقاف اندفاع الشباب السعودي وطموحه وإبداعه. وأضاف: "هذه فقط نقطة البداية وسنجد الجميع يؤسسون أعمالهم الخاصة وينافسون في الصفوف الأمامية وأتوقع أن يصبح لجزء كبير منهم نجاحات عالمية وجمهور عالمي، ونحن في الهيئة نقدم الدعم اللازم من خلال البرامج التعليمية والتدريبية المناسبة، وربطهم بمنصات الموضة العالمية لينقلوا إليها إبداعهم ويتقدموا بسرعة وبأفضل طريقة ممكنة، وقد رأينا ذلك في ميلان حيث كان لنا مبنى كامل عرضنا فيه 100 براند سعودي."
المصممون السعوديون
وعما يميز المصممين السعوديين قال بوراك شلكماك : "المصممون السعوديون يتأثرون دوماً بتراثهم وثقافتهم وطريقة العيش في المملكة والعناصر المعمارية وتنوع طرق الحياة حتى ضمن مناطق المملكة نفسها، لديهم أسلوب فريد وتصورات مميزة للموضة، يختلفون فيها حتى عن البلدان المجاورة، ويظهر ذلك من خلال التطريزات والقصات وغيرها." وعن خطط الهيئة للعام المقبل أكد: "لدينا خطط كبيرة لـ 2023 تقوم على تطوير البنية التحتية لهذا القطاع،إحداها أن هذا المكان الذي نقف فيه اليوم سيتحول وفي غضون ستة أشهر تقريباً، إلى أول استوديو لتطوير المنتجات مبني لهذا الغرض من الهيئة، ومجهز بأحدث الآلات والفنيين في الموقع لدعم المصممين الناشئين لتطوير المنتجات والعينات، كما نقوم ببناء مركز أبحاث وسنستمر بمشاريع مكملة لـ"100 براند سعودي" لدعم العلامات السعودية والمصممين السعوديين."
المصممة ستيلا جان :فرصة لاكتتشاف الحرفية الجميلة للمرأة
من جهتها قالت ستيلا جان، مصممة الأزياء الإيطالية الهايتية: "أنا سعيدة جداً بقبول هذه الدعوة لأكون مع مجتمع التصميم في السعودية. سأستخدم هذا كفرصة لاستكشاف واكتشاف الحرفية الجميلة للمرأة في هذا البلد الجميل."
يشار إلى أن الحدث يمتاز بكونه متعدد الأذرع إذ إنه يتضمن عرض منتجات وتصاميم لـ 30 علامة تجارية سعودية محلية من "مبادرة 100 علامة تجارية سعودية" التابعة للهيئة، كما سيعقد خلاله متجر مقايضة بالشراكة مع YOOX Net-a-Porter وبرعاية الحكير، وذلك لتشجيع الموضة المستدامة، حيث إن الحضور مدعوون لإحضار ملابسهم القديمة للمبادلة والحصول على قطع جديدة وسلع من العلامات التجارية الفاخرة، كما وسيتضمن ورشة إصلاح، في الموقع للإصلاح الطفيف وتعديل القطع المصممة حسب الطلب. هذا وسيكون زوار الحدث على موعد مع برنامج ثقافي ضخم من خلال حلقات النقاش، والمحاضرات وورش العمل، وشبكة العلاقات والتواصل، وجلسات الأسئلة والأجوبة التي يقودها خبراء الصناعة الرائدون، ويقدمها نخبة من المصممين المشهورين على مستوى العالم، كل هذا يجعل من الملتقى أحد أهم الأحداث المتعلّقة بالموضة التي تُقام في الشرق الأوسط.