التحفيز من أهم العوامل التي تساعد الإنسان على مواصلة أيّ طريق قد بدأه للتو، ولكن بالطبع هنالك العديد من طرق التحفيز الإيجابية، والتي من الممكن بكل سهولة فعلها، الدافع موضوع شائق درَسه علماء النفس، وعلماء الاجتماع، والعلماء من كافة الاختصاصات لعقود من الزمن، وقد كُتِب عنه عدد لا يُحصَى من الأبحاث والمقالات، ما الذي يُحفِّزنا في مواقف معيَّنة؟ وكيف نحافظ على الدافع عندما يكون لدينا الكثير من الأشياء الأخرى في أذهاننا، نحتاج أولاً إلى فهم الدافع نفسه، وتحديداً نوعين من الدافع: داخلي وخارجي.
الدافع الداخلي، هو حافز للمشاركة في نشاط معيَّن، ينبع من الاستمتاع بالنشاط نفسه وليس بسبب أية مكاسب خارجية يمكِن الحصول عليها؛ فيبدو الأمر كما يلي: "سأعمل بجِد للحصول على هذه الترقية؛ حتى أشعر برضا أكبر في العمل".
أما الدافع الخارجي؛ فهو حافز خارجي للمشاركة في نشاط معيَّن، وخاصة الحافز الناشئ عن توقُّع العقوبة أو المكافأة، ويبدو الأمر كما يلي: "أريد حقاً أن أحصل على هذه الترقية في العمل؛ لكسب المزيد من المال".
تقول الدكتورة أميرة حبارير الخبيرة النفسية لـ«سيدتي»: يعتمد الدافع فعليَّاً على مصدره؛ فهو إمَّا أن ينبع من داخل نفوسنا، وإمَّا أن يكون خارجيَّاً، ونميل جميعاً إلى الانجذاب نحو أحد المصدرين أكثر من الآخر، لكن قد يعتمد هذا على موقف معيَّن.
أهم طرق التحفيز على الدراسة..
- ثِق بنجاحك وتصوّرْه:
يبدأ كل شيء من هنا؛ حيث يمكِن للعقلية الإيجابية أن تُحدث فرقاً كبيراً؛ فكن واثقاً بأنَّك ستُحقِّق أهدافك، وركِّز على الأشياء الجيدة التي فعلتَها؛ إذ تشير الدراسات إلى أنَّ التفاؤل يؤدي إلى تحقيق مزيد من الإنجازات، والتمتع بصحة نفسية وجسدية أفضل عموماً.
بمجرد أن تُهيِّئ عقليتك للتفاؤل؛ فإنَّ الخطوة التالية هي تصوُّر نجاحك؛ فابدأ برؤية واضحة لما تريد تحقيقه، ثمَّ اختبِر الشعور بالنجاح، على سبيل المثال: إذا كنتَ تريد الحصول على درجة عالية في الامتحان؛ فقسِّم خطوات دراسة المادة لضمان النجاح.
- ضع بعض أهداف التعلم
ليس من الضروري أن تكون أهدافاً طويلة المدى.. أحياناً تكون أفضل طريقة للتعلم، هي أن تبدأ صغيراً؛ لذا ضع بعض الأهداف قصيرة المدى، وافعل كل ما يلزم لتحقيقها، لكن أولاً، ستحتاج إلى تصوُّر هدفك من خلال كتابته، تأكد من أن النيّة واضحة وليست معقّدة، ثم تخيّل الإنجاز بمجرد تحقيق هدفك، وكافئ نفسك بمجرد الوصول إليه.
- ابدأ في المذاكرة
نحن نعلم أن هناك الكثير من الأشياء الأخرى التي تفضل القيام بها مثل: تناول الطعام أو مشاهدة التليفزيون أو ممارسة ألعاب الفيديو، ولكن في بعض الأحيان، تكون أكبر طريقة لتحفيز نفسك، هي الجلوس والبدء في المذاكرة، والاندماج مع الكتب.. ولكن عندما تحاول فكرةٌ سلبية أو مشتتة للانتباه التسللَ إلى تفكيرك، فقط ادفعها بعيداً.. لا تماطل، وركز فقط على المادة التعليمية.. ولا تقلق؛ فإن المتاعب ستكون في النهاية نتيجة لشيء يستحق العناء.
- تجربة بعض الموسيقى..
لا يوجد شيء مثل الموسيقى الهادئة لتعزيز حافز التعلم لديك.. فقط تأكد واختر بحكمة، لا تختر أغنية حزينة ومحبِطة أو بطيئة ومملة.. أنت أيضاً تريد أغنية من شأنها أن تنشطك، ولكن قم بعمل قائمة لشيء لا يلهيك عما تفعله، فقط شغّلها، استمع إليها، ونظرك مازال مصوّباً نحو الهدف، وهو كتابك ومستقبلك.
- قل لا للسلبية، وكن إيجابياً
سيحاول الغضب والقلق وخيبة الأمل إلهاءك عن النجاح؛ لذا لا تدع هذه المشاعر تتدخل.. ولكن إذا تسللت إلى عقلك؛ فتجاهلها لأنها ليست مفيدة على الإطلاق؛ بدلاً من ذلك، اعتنق نهجاً أكثر إيجابية، مثل: كيف سيكون من شأن اجتياز هذا الاختبار الحصول على الدرجة التي ستساعدك في الحصول على الوظيفة التي تحلم بها. الموقف الإيجابي سيقطع شوطاً طويلاً، وسيكون له تأثيرٌ واضحٌ.
هناك العديد من الحيل التي يمكنك القيام بها لتحفيز نفسك مرة أخرى، والتي من ضمنها قناة Motivation 2 Study على (YouTube) جرّبها، يمكن أن تضيف لك المزيد من التحفيز.
- خذ استراحة..
لن يكون من السهل أن تتعلم أيَّ شيء عن طريق وضع الكتب أمامك لساعات متتالية.. أنت بحاجة إلى استراحة تتضمن أكثر من مجرد إغلاق كتابك المدرسي وتناول قطعة من الشوكولاتة المفضلة، تحتاج إلى الاستيقاظ وممارسة بعض التمارين.. ربما يمكنك التجوّل أو التمشية في الجوار، أو زيارة مطعم الوجبات السريعة المفضّل لديك، والاستمتاع بوجبة لمدة نصف ساعة أو ساعة.. فقط تذكّر أن تعود إلى الدراسة بعد ذلك مباشرة.
- البحث عن حل، عند وجود أيّة صعوبات
لا يمكن للجميع التحديق في كتاب مدرسي طوال اليوم وتعلُّم الأشياء.. لحسن الحظ، هناك الكثير من مقاطع الفيديو التعليمية حول الموضوعات التاريخية والأدب، وحتى المواد العلمية الأكثر تعقيداً والرياضيات المعقّدة.. لذلك، يمكنك إمّا الذهاب إلى المكتبة، أو زيارة موقع (YouTube).. قد يوضّح بعضَ الأشياء ويسهّل عليك استيعاب كل هذه الكلمات في الكتاب المدرسي.
- قم بإنشاء خدعة مسليّة من أجل المذاكرة
حوّل مادة تعليمية مملة إلى موسيقى راب رائعة.. طالما أنها تحفزك وتعلّق المادة في رأسك.. يمكنك أيضاً محاولة تحويل المادة التي تتعلمها إلى سلسلة من القوافي المضحكة، أو إنشاء اختصار لها مثل: كتاب (Algebra) الشهير “Please Excuse My Dear Aunt Sally”؛ حيث يمثل كل حرف الترتيب الذي يجب أن تذهب إليه لحل معادلة، الأقواس والأسس والضرب والقسمة والجمع والطرح.
- استخدِم تقنية "بومودورو":
إنَّ تقنية بومودورو (Pomodoro) هي أداةٌ لإدارة الوقت، تُشجعك على العمل ضمن الوقت المحدد، وليس خارجه؛ فقسِّم الوقت الذي تحتاجه للمذاكرة إلى أجزاء مدتها 25 دقيقة، مفصولة بفواصل زمنية مدتها 5 دقائق؛ حيث يساعدك كل فاصل زمني أو "بومودورو" على مقاومة حالات التوقف عن العمل، ويُدرِّب عقلك على التركيز، وستجد أنَّ الشعور بالإلحاح الذي تخلقه هذه التقنية محفزٌ رائع.
- تنافَس مع الآخرين:
المنافسة الصحية مفيدة لتُحافظ على تقدُّمك، وهي رائعة لتعزيز الرغبة في الدراسة؛ حيث يمكِنك التنافس تنافساً إيجابيَّاً مع الآخرين لتشجيع بعضكم بعضاً على تحقيق النجاح، وإذا لم يكن لديك أحدٌ تتنافس معه؛ فتنافَس مع نفسك، على سبيل المثال: انظر كم "بومودورو" يمكِنك أن تفعل من دون فقدان التركيز والنظر إلى هاتفك، واستمِر في رفع سقف طموحاتك، وسوف تبذل كل ما في وسعك لتحقيقها.
- احصل على صديق للمساءلة:
يمكِنك أن تتخذ شخصاً آخر يدرس الشيء نفسه كصديق أو شريكك في المساءلة؛ فمع تركيز كل منكما على النتيجة نفسها، تستطيع مشاركة الأفكار التي ربما لم تُفكر فيها، وفهم وجهة نظر صديقك.
- مارِس الرياضة:
تُعَدُّ ممارسة الرياضة أمراً بالغ الأهمية لتحقيق أهدافك؛ فلا يهم إذا كنتَ تدرس على مكتب أو على السرير أو على الأرض؛ فلاتزال بحاجة إلى التمرّن؛ لذا، خذ استراحات قصيرة لمدة خمس دقائق بعد كل "بومودورو" ناجح للوقوف والتمدد والمشي؛ حيث ستساعد زيادة تدفُّق الدم في أنحاء جسمك، في الحفاظ على اليقظة، وفي نقل الأكسجين إلى دماغك.